اعتبر المدير العام لقوات الدرك الوطني الفرنسية الجنرال دينيس فافيير، أن بلاده والكويت «تواجهان عدوا مشتركا يتمثل بتنظيم داعش الإرهابي، وعلينا الاتحاد لمواجهته وهزيمته معا».وقال فافيير في حوار مقتضب مع «الراي» قبيل مغادرته الكويت والوفد المرافق له بعد زيارة أثمرت عن توقيع اتفاقية تعاون مشترك مع الحرس الوطني في مجال التدريب والتسليح مع الدرك الفرنسية، ان الحرس الوطني الكويتي والدرك الفرنسي قوتان تحملان الكثير من أوجه التشابه بينهما.وأشار إلى الجهد الذي بذلته بلاده خلال مؤتمر المناخ الذي استضافته أخيراً، لافتا إلى انه لم يكن من المقبول الا تنظم فرنسا هذا المؤتمر العالمي بعد هذه العمليات الارهابية، كونها دولة عظمى.وإلى تفاصيل الحوار:• ما الهدف من زيارتكم للكويت؟ وهل هي الاولى؟ نعم هذه زيارتي الأولى للكويت وهي تأتي استكمالا لزيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي في أكتوبر الماضي، وهذه الزيارة أظهرت حجم تطور التعاون الأمني بين بلدينا، فقد أجرينا مباحثات تخللها توقيع خطة التعاون المشترك بين الجانبين في مجال التدريب والتسليح تطبيقا لأهداف الوثيقة الاستراتيجية 2020 التي تنص على التعاون العسكري مع المؤسسات العسكرية المرموقة، لإحداث نقلة نوعية في مختلف وحدات الحرس الوطني.• هل هناك اتفاقيات تم اعدادها ولم توقع بعد؟ الاتفاق الذي وقعناه مع الجانب الكويتي يعمل على تسريع عمليات التعاون وسيكون هناك اتفاقيات أخرى مستقبلا، ففرنسا والكويت بلدان صديقان وقريبان من بعضهما.• كيف تصف التعاون الأمني بين البلدين؟ فيما يخص الحرس الوطني والدرك الفرنسي هما قوتان تحملان الكثير من أوجه التشابه بينهما، وهما قوتان عسكريتان ولكن يقومان بأعمال عسكرية داخل الدولة، ولهذا التقارب في العمل لابد لهما ان تكونا قريبتين من بعضهما وأيضا بسبب النشاط والحيوية التي تجمع علاقات البلدين.• ما المهام المناطة بالدرك الفرنسي؟ الدرك الفرنسي قوة مهمة في فرنسا، وتتكون من 100 ألف رجل وهي تقوم بأعمال شرطية على جميع الأراضي الفرنسية، وهي قوة عسكرية تتبع وزير الداخلية الفرنسي، ففي فرنسا هناك قوتان الشرطة لداخل المدن والدرك لخارجها وهاتان القوتان لهما نفس المهام وما يميزهما هو مكان تنفيذ المهام.• استحدثتم اربعة فروع اقليمية للدرك الفرنسي الاسبوع الماضي في مدن فرنسية مختلفة، فهل هذا يعني وجود تهديدات أمنية جديدة؟ أنتم متابعون جيدون ومطلعون على الأوضاع الأمنية في فرنسا، نعم نحن نواجه مستوى خطيرا جدا من التهديدات، والعدو الذي نواجهه في فرنسا هو نفس العدو الذي تواجهونه هنا في الكويت وهو ارهاب «داعش»، وعلينا الاتحاد معا لمواجهة العدو المشترك وهذا هو مفهوم تقاربنا، فقد ظهر لنا هذا العدو قبل أشهر ونحن نكيف قواتنا لمواجهة هذه التهديدات، هذا هو سبب انشاء اربع وحدات للدرك جديدة في عدة مدن فرنسية.• نجحت فرنسا في استضافة نحو 200 رئيس دولة خلال قمة المناخ الأخير والتي تلت التفجيرات الارهابية، فبماذا تردون على من يقول ان فرنسا ليست آمنة؟ قمنا بجهد رهيب خلال مؤتمر المناخ الذي استضافته فرنسا. فلم يكن من المقبول الا تنظم فرنسا هذا المؤتمر العالمي بعد هذه العمليات الارهابية، ففرنسا دولة عظمى وتواجه تحدياتها، ولذلك نظمنا المؤتمر وفق أحدث الاشتراطات الأمنية، ومع ذلك يمكن للتهديد الارهابي ان يظهر في كل مكان مثل المطاعم او ملعب رياضي ومن الصعب التنبؤ به، ولذلك فقبل حدوث الأزمة لابد من القيام بجهد استخباراتي وعندما تأتي الأزمة يجب ان تكون الاستجابة سريعة.• إلى اي مدى تعاني فرنسا من قضية اللاجئين؟ بدأنا أخيراً في اكتشاف ظاهرة اللاجئين، هي في فرنسا ليست بالحجم الذي يوجد في البلدان الأوروبية المجاورة، ومع ذلك فالموضوع مهم جدا بالنسبة لنا ويجب التعامل مع هذه القضية بالسيطرة على حدود الاتحاد الاوربي الخارجية، بالاضافة لضرورة العمل مع ذلك لمواجهة انطلاق هذه المجاميع من المهاجرين.• بماذا تردون على بعض الاتهامات التي تقول ان لديكم عنصرية ضد الفرنسيين من اصول عربية؟ وهل يسمح لهم بدخول مجال الدرك؟ الاجابة على هذا السؤال هو ان تحضروا الى فرنسا وتعيشوا فيها لتروا الاجابة بأعينكم بأن هذا غير صحيح، وبالطبع هم منضمون للدرك ومنهم عناصر مهمة جدا والامور على مايرام.• ما رؤيتكم للوضع الأمني في المنطقة العربية والتطورات الأخيرة؟ انا لست خبيرا في هذه المسائل، ولكني متابع للتطورات الحاصلة في الاقليم ككل، والتي أتمنى ان تؤخذ بالاعتبار من قبل المجتمع الدولي لايجاد حل سياسي لهذه الازمات.• برأيك لماذا انضم عدد من الفرنسيين لهذه التنظيمات الارهابية على الرغم من ديموقراطيتكم المشهودة؟ هذه مرتبطة باستراتيجية التأثير القوية التي يقوم بها «داعش» وهي استراتيجية خطيرة والتي تدفع بعض الشباب ممن يشعر بالتهميش الى الذهاب لسورية للمشاركة في القتال وهذا ما يشغلنا كثيرا وبالذات عند عودتهم لفرنسا.