هبط سعر برميل النفط الكويت إلى 20.22 دولار أميركي للمرة الأولى منذ 4 مارس 2002، فيما كشفت تقارير عالميّة أن بعض الدول بدأت تبيع شحنات في السوق الفورية بأسعار بـ 13 دولاراً للبرميل أو أقل، وسط ضراوة حرب الخصومات، خصوصاً على النفوط الثقيلة الشبيهة بالخام الكويتي.وعلى مستوى الأسعار المعلنة، يعد الخام الكويتي من الأرخص عالمياً، إذ بات سعره أقل من خام برنت بنحو 26 في المئة، ومن خام دبي بنحو 15 في المئة، بسبب المنافسة الشديدة من منافسين ينتجون خامات مماثلة للخام الكويتي الثقيل (العالي الكبريت).إلا أن مجموعة من الدول المنتجة باتت بالفعل تبيع بعض شحنات الخام في السوق الفورية بأسعار أقرب إلى عشرة دولارات للبرميل، وفق تقرير لوكالة رويترز، بفضل وفرة الخامات «عالية الكبريت» التي ينتجونها وقاعدة مستهلكين تفضل الخامات «الخفيفة» عالية الجودة التي تأتي من مناشئ أخرى.ويتأهب منتجو خامات معينة من المكسيك وفنزويلا وكندا والعراق لمواجهة ما هو أسوأ في ظل استعداد إيران - المتحررة أخيرا من العقوبات الدولية - لضخ كميات ضخمة من الخامات الثقيلة عالية الكبريت في أسواق التصدير. وبلغت أسعار بعض شحنات الخام المكسيكي الثقيل أقل من 13 دولارا للبرميل ويبدو أن الضغط النزولي على أسعار الخامات صعبة التكرير مرشح للتنامي.وقد يفرض ذلك ضغوطا إضافية على عقود الخامين القياسيين برنت وغرب تكساس الوسيط التي هوت نحو 20 في المئة منذ بداية العام لتنزل عن 28 دولارا للبرميل.وقال المحللون في جيه.بي.سي إنرجي «التراجع الحاد في الأسعار يعصف بالخامات الثقيلة التي تباع غالبا بتخفيضات كبيرة عن الخامات القياسية.»ففي إقليم ألبرتا الكندي يمكن شراء برميل الخام الكندي الغربي الذي يعد من أثقل خامات أميركا الشمالية بأقل من 15 دولارا في حين يحتاج المنتجون إلى سعر لا يقل عن 43 دولارا ليربحوا«.وفي أوائل ديسمبر عرضت شركة النفط الوطنية المكسيكية بيمكس خصما على المشترين الآسيويين لخام المايا بلغ نحو 12 دولارا عن متوسط خامي عمان ودبي وهما خاما القياس للإمدادات الآسيوية.لكن مع تراجع أسعار النفط أكثر من عشرة دولارات منذ ذلك الحين خفض ذلك الخصم السعر عمليا بمقدار النصف إلى نحو 12.50 دولار للبرميل أمس.مصادر نفطية أكدت لـ»الراي«أن الكويت تواجه بالفعل منافسة شرسة في الأسواق، تقودها بشكل خاص إيران والعراق اللتان تمنحان نسب خصومات كبيرة بهدف اكتساب حصص سوقية والدخول إلى الزبائن الحاليين للدول المنتجة الأخرى، على نحو لم تعهده أعراف السوق من قبل.وأشارت المصادر إلى أن حرب الخصومات جعلت الهامش بين الخام الكويتي وخام برنت يتسع إلى حد غير مسبوق، وتوقعت المزيد من الضغوطات في الفترة المقبلة مع الدخول القوي لإيران إلى السوق بنحو نصف مليون برميل إضافية يومياً، غالبيتها من الخام الثقيل نفسه الذي تتركز عليه حرب تكسير الأسعار.وأوضحت المصادر أن «مشكلة إيران والعراق ودول أخرى أنها تبيع النفط بمواصفات مختلفة عن حقيقتها، وحين يكتشف الزبون حقيقة الكثافة يطلب خصومات إضافية. أما الخام الكويتي فمعروف الكثافة، وهو يسمى الخام العربي المتوسط بكثافة 30.5، ويُباع وفق مواصفاته الحقيقية، ما يعطي مصداقية للكويت في الأسواق العالمية لا تتوافر لدى الآخرين».وبينت المصادر أن «السوق صعبة والضغوط كبيرة، لكن الفترة المقبلة قد تشهد بعض التغيير في الأساسيات بعد أن توقف جزء لا يستهان به من إنتاج النفط الصخري إثر انهيار الأسعار».وجاء التراجع الحاد للخام الكويتي أول من أمس بالتزامن مع انخفاض النفط في الاسواق العالمية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2003، فيما يستعد السوق لقفزة في صادرات إيران من النفط بعد رفع العقوبات عنها.وشهدت أسعار النفط في الأسواق العالمية تقلباً حاداً أمس، إذ ارتفع بنحو 4 في المئة حتى منتصف اليوم، قبل أن يبدد مكاسبه.وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري إن طقسا دافئا على غير المعتاد لهذا الوقت من السنة وارتفاع المعروض سيبقيان سوق النفط الخام متخمة حتى أواخر 2016 على الأقل.وخفض الطقس الشتوي المعتدل نمو الطلب العالمي على النفط إلى أدنى مستوى له في عام عند مليون برميل يوميا في الربع الأخير من 2015 وذلك انخفاضا من أعلى مستوياته في نحو خمس سنوات 2.1 مليون برميل يوميا المسجل في الربع الثالث.وأبقت وكالة الطاقة على تقديراتها لنمو الطلب العالمي في 2016 دون تغيير عند نحو 1.2 مليون برميل يوميا.وأبقت الوكالة على توقعاتها لتراجع إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك نحو 600 ألف برميل يوميا قائلة إن تلك الدول تبدي صمودا لم يكن متوقعا في وجه انحدار أسعار النفط الخام.وكانت أوبك توقعت الاثنين أن تسجل إمدادات معروض النفط من الدول غير الأعضاء بها هبوطا أكبر من المتوقع هذا العام جراء انهيار أسعار الخام.وقالت أوبك إن إمدادات المعروض من خارجها ستنخفض بواقع 660 ألف برميل يوميا في 2016 بقيادة الولايات المتحدة. وتوقعت المنظمة الشهر الماضي انخفاض المعروض من خارجها بواقع 380 ألف برميل يوميا.وقال التقرير إن إنتاج الولايات المتحدة سينخفض هذا العام 380 ألف برميل يوميا عن 2015 وهو أكبر هبوط خارج أوبك.
اقتصاد - النفط
حرب خصومات شرسة تقودها إيران والعراق... و«الكويتي» بـ 20 دولاراً
النفط تحت الطاولة... بـ 13 دولاراً!
01:48 م