ضربة موجعة جديدة للعرب الشرفاء.ألمانيا تبرئ اللاجئين من اعتداءات ليلة رأس السنة الميلادية في مدينة كولون التي طالت مجموعة كبيرة من النساء، تضمنت تحرشات جنسية وصل بعضها لاغتصاب عدد من الألمانيات.لكن المنفذين كما أشار وزير العدل الألماني هم بالفعل مجموعة من (العربان الناطقين بالضاد) ملقيا الشبهة على خلايا متطرفة تم التنظيم لها جيدا.أعود للمقارنة المنطقية، بين نحن وهم، لكن ليس على أساس أننا المسلمون الأكثر خيراً، بل لفرض هذا التساؤل: ماذا لو أن لاجئين أو سياحا أوروبيين اغتصبوا عربيات في منتجع سياحي أو في ساحات إحدى المدن العربية أثناء الاحتفال بأي مناسبة؟ستثور ثائرة المسلمين عبر العالم الإسلامي، سينتفضون ويزمجرون وينشرون الملايين منهم في أركان الدنيا غضبا على شرفهم. ربما لأنه الأمر الوحيد الذي يفلحون به، التجمع والصراخ على شرف مجهول.يحدث في قرى نائية في دول آسيوية مسلمة ان يتم الثأر (وبأمر محكمة ) من أحدهم باغتصاب جماعي لمقربين جدا منه أمام مرأى القرية.هذه الطريقة المزرية في الانتقام استخدمت للتنكيل بحضارة الغرب عبر التحرش بنسائه. هذه الطريقة المنحطة في التعامل مع أبناء الديانات الأخرى باتخاذ بناتهم سبايا.الذي يهون عليه شرف الآخر ولو عدوه يصبح فردا بلا شرف. ربما لذلك تبحث بعض الشعوب عن تعريف لشرفها ولا تجده حتى اللحظة،لأنه غير موجود.ورغم ذلك، نتبجح بوقاحة أننا المنزهون وكل من عدانا رجس يستحق دخول جهنم. ستشويه نيرانها وتشوهه آفاتها عقابا على نور المعرفة الذي أضاءه في الدنيا.تلك هي نظرة أبناء مجتمعنا القاصرة لبني البشر الذين يشاركونهم الحياة على هذه الأرض. يلتهمون منهم المعرفة والتقنية ثم يبحثون عن فتاوى تفجرهم.ستقولون هؤلاء لا يمثلون الإسلام.هؤلاء لا يمثلون العروبة.من يمثل الإسلام إذن ومن يمثل العروبة؟الشماتة التي أجدها في عيونكم كلما أصيب الآخر بكارثة ترعبني.أنتم أبناء وبنات جلدتي العربية المسلمة.تخيفني نظرات الانتصار كلما سمعتم عن مقتل الآخر.وأتساءل مرات ومرات:لم اتخذ لي القدر هذا المسار، الانتماء لشعب بات يمثل كل الخطر على نفسه وعلى العالم؟بعد كل ما حدث، بعد صدمة ميركل التي تحدت الجميع و(تبنت) مليونا ومئة ألف لاجئ. بعد النقد اللاذع الذي وجهه اليمين واليسار والوسط في أوروبا لسلوكيات همجية إرهابية وخروج فادح عن الأخلاق، يخرج هايكو ماس وزير العدل ليعلن خجله من التصريحات المعادية للأجانب.أما نحن فلا نخجل ولا نوجه أي اعتذار.لا يحرجنا كم التسامح واحترام المبادئ الديموقراطية التي قامت عليهم أمتهم. لا نطأطىء رؤوسنا أمام أعداد القتلى التي تسقطها مبادئنا وأحزمتنا الناسفة وجنون عظمتنا.لا نتردد في تكرار أن الآخرة لنا وأن الدنيا لهم.وأي مفهوم لدى هؤلاء - قلة كانوا ام كثرة - لنعيم مصمم فقط للإرهابيين وقطاع الطرق؟هناك أخبار تقول إن القتيل الذي استهدف مركز شرطة باريسيا كان يقيم في مركز للاجئين بألمانيا، وأراد العربي الشريف أن يرد المعروف فكان أن هجم على مركز الفرنسيين.هذه العروبة التي يتشدقون بها، خيانات وغدر وتطاول وإجرام وتفجير.إنها ليست مجرد تفسيرات خاطئة، بل تربية دنيئة وشعب لا يعرف معنى القيم.في الماضي كنّا نتخاصم من منا يضحي من أجل الآخر، الآن نتخاصم من منا يقتل أكبر عدد منا؟كاتبة وإعلامية سعوديةNadinealbdear@gmail.com