الحياة تزخر بالأفكار والتأمل وتدعو إلى تمحيص الفكر واستدعاء العقل لكثير من الخبرات والمهارات والاتجاهات والأعمال والتصرفات والخصائص والسمات. كما تتكون خواطر لدى المرء فتحيره تارة وتدعوه تارة أخرى الى التأمل في استدعاء الحلول حتى تهدأ النفس ويطيب الخاطر. خواطر كثيرة قد تحير الإنسان وتبعثه على الحيرة، فبين الفينة والأخرى نسمع باعتداء على طبيب أو أن شخصاً ما انتحل صفة طبيب ودخل المستشفى وجال فيه وصال دون أن يحسّ به أو ينتبه له أحد من الفريق العامل. والأصوات تدوّي والاستجوابات تنهمر ولكن دون جدوى ترى ما سبب هذا؟ وإلى متى يتغلغل الخلل؟علماً بأن روح الإنسان أمانة وقبل ذلك العمل أمانة ولا يحمل الأمانة إلا الضّمير الذي يئن إذا سمع مريضاً يتألم.عجيب!!ما نسمعه هذه الأيام من تعديات في المقاهي وما تضم بعضها من كبائن وما ينطلق من خلالها من دخان قد يؤثر على الصحة ويدمّر البيئة فبدلاً من أن تكون مكاناً للترفيه وأن يجلس المرء للحصول على قسط من الراحة في جو هادئ ومستقر. للأسف الشديد جعلوها أماكن للتلوث بشتّى معانيه وصوره وأشكاله.وبيئة هذه الديرة الحبيبة ترفض هذه السمات. فمتى نجد الحل الشافي الذي يشفي القلوب ويقضي على هذه الصفات الممقوتة.عزيزي القارئ خواطر كثيرة قد لا يسع المجال للإتيان عليها كلّها ولكن تبقى للذكرى فالناس يعيشون ويتبادلون الأفكار ويتجاذبون الأحاديث وهم مستقرون فتصبح تلك الأحاديث ذكرى يسترجعها الفكر ويتذكر صاحبها.ودعنا يوم الجمعة الماضي أخا عزيزاً هو مهدي صالح الراشد كان يرحمه الله فاضلاً في سيرته، هادئاً في أحاديثه يشير إلى الخير ويدل عليه بهدوء ويسر.اللهم بارك لأبي أنور في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له واخلف على أهله وأحبائه بالصبر والسلوان إنك وليّ ذلك والقادر عليه حقاً:هو الموت فاختر ما علا لك ذكره ... فلم يمت الانسان ما حيي الذكرُ