في زمن اقتراب سعر النفط الكويتي من العشرين دولاراً، كسرت شركة نفط الكويت عتبة الثلاثة ملايين برميل يومياً، في ظل اضطرار الكويت إلى تعويض توقف الإنتاج في المنطقة المقسومة، فهل تُنهك الحقول الكويتية المعروفة، وأشهرها برقان الكبير، أم إن النفس الكويتي طويل؟نفط الكويت خلية نحل لا تهدأ فالجميع متأهبون على مدار الساعة، واللقاء الصحافي مع الرئيس التنفيذي هاشم هاشم لابد أن «يقتنص» وقتاً من جدول أعمال مزدحم بخطط زيادة الإنتاج، الذي وصل إلى مستوى غير مسبوق منذ السبعينات، في ظل حرب الأسعار المحمومة التي تشهدها أسواق النفط.فماذا يقول هاشم عن الطاقات الإنتاجيّة للكويت، في زمن تسعى فيه كل الدول النفطيّة إلى إنتاج آخر نقطة نفط تستطيع استخراجها؟ هل النفس الكويتي طويل؟ وهل الحقول الكويتية قادرة على استمرار الضخ بهذه القوّة؟هنا نص الحوار:• كم تبلغ الميزانية التشغيلية والميزانية الرأسمالية لشركة نفط الكويت للعام 2016 /2017؟- في البداية نود أن نوضح أن الميزانيتين التشغيلية والرأسمالية لا تزالان في طور الاعتمادات النهائية، وتقدر الميزانية التشغيلية المقترحة لشركة نفط الكويت لسنة 2016 /2017 بنحو 1.68 مليون دينار كويتي، هذا وتم وضع الميزانية بناء على طاقة إنتاجية متوقعة تعادل 3.150 مليون برميل يوميا وإنتاج فعلي يعادل 3.000 مليون برميل من النفط يوميا. أما بالنسبة للميزانية الرأسمالية المقترحة لسنة 2016 /2017 فتقدر بـ 1.7 مليون دينار كويتي وهي جزء من الخطة الرأسمالية الخمسية والتي تهدف لرفع الطاقة الإنتاجية لشركة نفط الكويت إلى 3.650 مليون برميل من النفط الخام يوميا في عام 2020.• كم تبلغ الطاقة الإنتاجية والقدرة الإنتاجية لـ نفط الكويت؟- تبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية لشركة نفط الكويت بـ 3 ملايين برميل من النفط يوميا. وقد حققت الشركة هذا الإنجاز في نهاية سنة 2015 ولابد من الإشارة هنا الى أن شركة نفط الكويت قد حققت مثل هذا المستوى من الانتاج في السابق كتجربة في سنة 2010 وكإنتاج فعلي أثناء السبعينات، غير أن انتاج السبعينات كان من النفط السهل لخلوه من الماء المصاحب ومن مكامن تعتبر في بدايات عمرها الإنتاجي آنذاك.• هل لديكم آلية محددة لتأهيل الشركات الخاصة للعمل في مشاريع الشركة؟- نعم، تملك الشركة آلية لتأهيل الشركات الخاصة للعمل في مشاريع الشركة، ووضعت هذه الآلية بناء على أسس وقواعد تضمن تأهيل الشركات والمقاولين ذوي الكفاءة في مجال تخصصاتهم وحسب أحجام المشاريع.وتعمل الشركة على تحديث وتحسين آلية التأهيل بشكل دوري لمواكبة التطور والمستجدات في نوعية المشاريع التي تتطلبها الشركة لتنفيذ استراتيجيتها. ولتسهيل عملية تقديم طلبات التأهيل للمقاولين قامت الشركة بوضع آلية التأهيل والوثائق المطلوبة على موقع الشركة الإلكتروني الرسمي (www.kockw.com).• كم تبلغ كلفة المناقصات المتوقعة خلال السنوات الخمس المقبلة؟- تبلغ ميزانية المشاريع الرأسمالية المقترحة للسنوات الخمس المقبلة نحو 17 مليار دينار كويتي تتضمن مشاريع تحت الإنشاء ومشاريع قيد الترسية ومشاريع مستقبلية.• إلى أين وصلتم في حقول الشمال؟ وما مصير الشركات المؤهلة لمناقصات النفط الثقيل؟- شركة نفط الكويت مستمرة في تطوير حقول الشمال التقليدية، وكما أسلفنا سابقا تعمل شركة نفط الكويت على تنفيذ ثلاثة برامج رئيسية لتطوير الحقول في منطقة الشمال. وتشمل هذه البرامج إنشاء ثلاثة مراكز لتجميع النفط الخام ومنشأة لحقن المياه للمساهمة في رفع الطاقة الإنتاجية لمنطقة شمال الكويت إلى مليون برميل من النفط يومياً مقارنة بمعدلها الحالي الذي يقدر بـ 660 ألف برميل من النفط الخام يومياً.أما بالنسبة لتطوير النفط الثقيل فإن شركة نفط الكويت قامت بترسية مناقصة تطوير المرحلة الأولى من النفط الثقيل والتي تهدف لبناء طاقة إنتاجية تعادل 60 ألف برميل من النفط الثقيل يوميا وذلك في عام 2018 /2019. أما بالنسبة للشركات المؤهلة في مجال النفط الثقيل، هناك عدة شركات مؤهلة وهناك عدة فرص للتعاون مع شركة نفط الكويت حيث ان استراتيجية شركة نفط الكويت لتطوير النفط الثقيل لن تقف عند تطوير المرحلة الأولى بل ستكون هناك مشاريع مستقبلية لرفع الطاقة الإنتاجية للنفط الثقيل حيث تملك شركة نفط الكويت احتياطيات كبيرة جدا من النفط الثقيل.• ما رؤيتكم للتعامل مع الشركات العالمية في ما يخص النفط الثقيل؟- تولي الشركة أهمية كبرى للتعاقد مع الشركات النفطية العالمية في تنفيذ استراتيجية 2030، حيث تم تحديدها كأحد عوامل نجاح استراتيجية الشركة في الوصول لهدف 3.65 مليون برميل من النفط يوميا في عام 2020 ومن ثم المحافظة عليها حتى عام 2030.وذلك لما تملكه هذه الشركات من تكنولوجيا متطورة ستساعد شركة نفط الكويت في تنفيذ مشاريع الشركة الاستراتيجية الكبرى كتطوير النفط الثقيل. ويعتبر النفط الثقيل من النفوط الجديدة لدى شركة نفط الكويت ولتطويرها تحتاج إلى تكنولوجيا وتطبيقات حديثة تحرص شركة نفط الكويت على اكتسابها وتطبيقها.ولذلك، كانت الاستعانة بالشركات العالمية هي حاجة استراتيجية ملحة من أجل تطوير احتياطيات الشركة.• كيف ترون حالة حقل برقان الكبير بعد أكثر من 80 عاماً على الإنتاج؟ وإلى أين وصل إنتاجه وما المشاريع الجديدة لرفع انتاجه؟- أولا نحب أن نؤكد أن حقل البرقان يحوي مخزونا استراتيجياً يمكنه من الإنتاج لسنوات عديدة وليس كما يعتقد البعض، إذ يعد حقل برقان من أكبر الحقول النفطية ليس على مستوى الكويت فقط وإنما على مستوى العالم.ويتميز حقل برقان باحتوائه على احتياطيات كبيرة ولديه طاقة انتاجية هائلة تمكنه من أن ينتج لسنوات عديدة. ويلعب حقل برقان دورا أساسيا في تحقيق الهدف الاستراتيجي لشركة نفط الكويت بالوصول إلى 3.650 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020.وتبلغ الطاقة الإنتاجية لحقل برقان الكبير حاليا 1.740 مليون برميل من النفط يوميا، وتعمل الشركة حالياً على تنفيذ برنامجين للمحافظة على الطاقة الإنتاجية لحقل برقان، أولهما في مكمن وارة والذي سيعمل على تعزيز ضغط المكمن ما سيؤدي إلى رفع طاقة المكمن الإنتاجية إلى 300 ألف برميل من النفط يومياً وتقدر قيمة هذا البرنامج بحوالي 750 مليون دينار كويتي.أما البرنامج الثاني فهو برنامج الحفر التطويري لحقل برقان ويشمل حفر ما يعادل 530 بئرا مع تركيب أنابيب تدفق وتقدر قيمة هذا البرنامج بحوالي مليار دينار كويتي لمدة خمس سنوات مقبلة، بالإضافة إلى مشاريع محطات الكهرباء الفرعية.• إلى أين وصلتم في الاكتشافات الجديدة التي سبق وأعلنتم عنها؟ ومتى يُتوقع وضعها في خطط الإنتاج؟- تهدف برامج الاستكشاف إلى تعويض كميات الإنتاج للنفط والغاز وإنماء الاحتياطيات. وتشمل هذه البرامج أيضا مسوحات زلزالية متطورة ثنائية وثلاثية الأبعاد تغطي جميع مناطق دولة الكويت البرية والبحرية. حيث تهدف استراتيجية نفط الكويت في ما يخص برامج الاستكشاف إلى استكشاف وتطوير ما يعادل 700 ألف برميل من النفط يوميا ومليار قدم من الغاز يومياً بحلول عام 2030 كجزء من استراتيجية 2030.وأخيرا تم تحقيق اكتشافات نفطية لعدة مكامن والتي من الممكن تطويرها لزيادة القدرة الإنتاجية.وشركة نفط الكويت تقوم حاليا بوضع مخطط لتطوير هذه المكامن والتي قد تصل قدرتها الإنتاجية من 200 إلى 300 ألف برميل من النفط يوميا بحلول عام 21/2020 وذلك حسب التقديرات الأولية للشركة.• إلى أين وصلتم في إنتاج الغاز؟- يبلغ إنتاج شركة نفط الكويت حاليا إنتاج شركة نفط الكويت الكلي من الغاز حوالي مليار ونصف المليار قدم مكعبة يوميا من الغاز المصاحب والغاز الحر. حيث يعتمد إنتاج الغاز المصاحب على كميات إنتاج النفط الخام، فيما يقدر إنتاج الغاز غير المصاحب حاليا بـ 180 مليون قدم يوميا.هذا ويتم استهلاك جميع كميات الغاز المنتج محليا لسد حاجة القطاع النفطي من الوقود وتوفير بعض الوقود المطلوب لإنتاج الطاقة الكهربائية.• ما خططكم في هذا الشأن؟ وما أبرز التحديات التي تواجهكم؟- تهدف استراتيجية شركة نفط الكويت إلى انتاج ملياري قدم مكعبة من الغاز الحر بحلول عام 2030. ولتحقيق ذلك وضعت شركة نفط الكويت خطة لتطوير احتياطيات الغاز غير المصاحب من المكامن الجوراسية في شمال الكويت، بالإضافة إلى إيجاد احتياطيات جديدة للغاز غير المصاحب من خلال خطة مكثفة للاستكشاف.وتم الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى لبرنامج تطوير المكامن الجوراسية الحالية في شمال الكويت حيث تنتج حاليا ما يعادل 180 مليون قدم مكعبة من الغاز الحر يوميا بالإضافة إلى ما يعادل 70 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف والمكثفات، كذلك من المتوقع الانتهاء من تطوير المرحلة الثانية من برنامج التطوير في عام 2021 لتصل الطاقة الإنتاجية إلى 500 مليون قدم مكعبة من الغاز الحر يوميا بالإضافة إلى ما يعادل 200 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف.كما أننا نعمل حاليا على دراسة الخطط للمرحلة الثالثة والمتوقع الانتهاء منها في عام 2022 لتصل الطاقة الإنتاجية الكلية للغاز من المكامن الجوراسية الحالية في شمال الكويت إلى ما يعادل مليار قدم مكعبة من الغاز الحر يوميا، بالإضافة إلى ما يعادل 300 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف.• ما خططكم لمقابلة حاجات وزارة الكهرباء من الغاز؟- من أجل الحاجة الملحة لاستعجال تطوير وإنتاج الغاز غير المصاحب وتزويد وزارة الكهرباء بالغاز اللازم لإنتاج الطاقة، تعمل شركة نفط الكويت حالياً على تنفيذ مشاريع لبناء ثلاث وحدات لإنتاج الغاز في السنتين المقبلتين لزيادة انتاج الغاز غير المصاحب إلى 500 مليون قدم مكعبة.هذا ويعتبر تطوير المكامن الجوراسية والتي تحتوي على الغاز غير المصاحب في شمال الكويت من أصعب المكامن الجيولوجية، حيث تتميز بوجودها في أعماق سحيقة إذ تصل إلى ما بين 14 إلى 18 ألف قدم أي ما يعادل 5 إلى 6 آلاف متر تحت سطح الأرض، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارتها وضغطها العالي وارتفاع نسبة غاز كبريتيد الهيدروجين فيها الى معدلات عالية قد تصل الى 20 في المئة، بالإضافة إلى طبيعة تكوينها الصخري الصعبة إذ تتصف بكثرة التصدعات والتشققات فيها.ونتيجة لصعوبة المكمن والتحديات التي تواجه تطويره بالسرعة المطلوبة لتلبية احتياجات الدولة من الوقود النظيف، أكدت شركة نفط الكويت في استراتيجيتها لعام 2030 وكأحد عوامل نجاحها هو الاستعانة بخبرات الشركات النفطية العالمية وذلك لتسخير طاقاتها وإمكاناتها وطرقها وتقنياتها للتعامل مع هذه المكامن الصعبة ومن ثم تحقيق أهداف الشركة الاستراتيجية في رفع الطاقة الإنتاجية للغاز غير المصاحب.ولذلك تم تصميم خطة تطوير الغاز على ثلاث مراحل من أجل تقليل المخاطر والاستفادة من دروس كل مرحلة. كذلك تمت الاستعانة بشركة شل العالمية والمعروفة بخبراتها في تطوير الغاز للمساعدة في دراسة هذه المكامن ووضع الخطط المناسبة لتطويرها. حيث تم تشكيل العديد من الفرق الفنية من مهندسي شركة نفط الكويت وخبراء شركة «شل» في مختلف المجالات المتعلقة بتطوير حقول الغاز في شمال الكويت من ضمنها فرق الدراسات تحت السطحية والحفر العميق ومنشآت الإنتاج وتدريب الكوادر الكويتية وغيرها.
اقتصاد - النفط
مقابلة / هاشم هاشم لـ«الراي»: هذا ما حصل لحقل برقان بعد 80 سنة من الإنتاج
هاشم هاشم
01:10 م