طوت الكويت الأسبوع الماضي، ولو موقتاً، صفحة مهمة سيسجلها التاريخ على مر الزمن، بعد أن أصدرت محكمة الجنايات حكمها في ما يعرف بخليّة العبدلي، تنوعت فيها الأحكام بين البراءة ووصلت إلى درجة الإعدام لبعض المتهمين. قضية ليست عادية أو بسيطة، بل هي جزء مهم سيرسم ملامح سياسية واجتماعية وفكرية مستقبلية آتية، وستؤثربشكل مباشر على كيان الدولة وأركانها كحالها من الأحداث الأخرى السابقة، كتفجير موكب الأمير واختطاف الجابرية وتفجير المقاهي الشعبية وتفجير مسجد الإمام الصادق وغيرها.تخابر مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، المساس بوحدة وسلامة أرض الكويت، والسعي إلى القيام بأعمال تضر المصلحة القومية والإخلال بالنظام العام وزعزعة الثقة فيه ونشر الذعر والفوضى، وغيرها من التهم التي صدرت في منطوق الحكم، مما يشيب له الشعر ويندب له الجبين، لتتحسر معها، أن هؤلاء في يوم من الأيام كانوا كويتيي الجنسية! ولا أجد أنسب من وصف جريدة "الراي" في سردها لمنطوق الحكم لهم بأنهم (مجرمون غادرون خائنون لا يشرفون بالانتساب إلى الوطن).نحمد الله أن هذه الخليّة لم تقم بأي ممارسة فعلية ميدانية لتنفيذ توجهاتها الشيطانية، فقد سبقهم قدر الله بالكشف عنهم وأزال عنا خطرهم وحقدهم الدفين على وطن احتضنهم. ولكن يبقى السؤال المهم، هل انتهينا بذلك من أي خطر خارجي أو داخلي آتٍ؟ لا أعلم وإن كنت لا أتمنى ذلك، ولكن الأهم من هذا السؤال هو ماذا يجب علينا أن نقوم به لنتلافى ذلك؟ أعتقد أن هناك إجراءات عديدة يجب أن تطبق وتنفذ فورا، سأركز على أهمها!قبل عدة أشهر مضت، مرت الكويت بفترة حزينة ومؤلمة وقاتمة، وبمشاهد لم نعتدها، راح ضحيتها عشرات الأبرياء نحسبهم عند الله من الشهداء وأصيب مئات الأشخاص ابّان تفجير مسجد الإمام الصادق، لعن الله كل من شارك في هذه الجريمة الإرهابية النكرة. وبعدها انكشفت خلية العبدلي التي صدر حكمها الأسبوع الماضي، ولكن ما هو العامل المشترك بينهما؟الكل اطّلع على تفاصيل آلية حصول أحد المتهمين الرئيسيين في قضية تفجير مسجد الإمام الصادق على المتفجرات التي استخدمها كحزام ناسف في عملية التفجير، وذلك عبر تهريبها برّا بالتعاون مع أحد المواطنين السعوديين وبإيعاز من تنظيم داعش الإراهابي!َ ومن جانب آخر، شاهدنا كمية الأسلحة الضخمة التي عثرت بحوزة خلية العبدلي، والتي حصلوا على كمية كبيرة منها من خلال تهريبها برّا وبحرا على مدى سنوات عديدة مضت، أي أنها لم تكن مقتصرة بفترة زمنية معينة أو تم الحصول عليها بطريقة واحدة!كل هذا وذاك يثير تساؤلات واضحة وصريحة ومهمة، هل المنظومة الأمنية المتعلقة بالجمارك والحدود صالحة وقوية وآمنة وتؤدي دورها على الوجه المطلوب؟ لماذا هذا الحجم من التجاوزات والخروقات الأمنية التي نسمع عنها بين الفينة والأخرى؟ هل ستعي الدولة أنها يجب أن تعيد النظر في طريقة إدارة أمن الحدود والمنافذ والجمارك لمنع تهريب الأسلحة وغيرها من أدوات الشر التي لا يقصد بها إلا الإضرار بالبلد؟ وهل هناك أسلحة وذخائر أخرى تم تهريبها من جماعات إرهابية مماثلة مازالت موجودة؟ أتمنى أن نتحرك سريعا في معالجة كل كذلك، حفظنا الله من كل مكروه.***عندما يُتهم البعض بالخيانة والعمالة، فإن المنطق يقول ان هذا لا يعني أن كل الطائفة أو الفئة أو القبيلة كذلك.عندما يظن البعض أن الدولة تعامل الناس وفقا لطائفتهم، فإن العقل يدرك أنهم أشد فتكا ودماراً من غيرهم على الدولة بذلك.وعندما يغيب النواب التسعة الشيعة عن جلسة مجلس الأمة بعد يوم واحد فقط من صدور الحكم، فإن العقل والمنطق لا يجد تفسيرا واحدا لذلك!boadeeb@yahoo.com
مقالات
اجتهادات
خلية العبدلي ونواب المجلس!
12:09 ص