في فترة وجيزة، أصبحت من الشخصيات الرياضية المعروفة على المواقع الإعلامية.إنها الشابة الرياضية نادْية صاحبة حساب «جم نادز»، التي تعيش في الكويت بصحبة زوجها وطفلها.نادية، الأسترالية التي تنتمي إلى أصول عربية، أعدّت برنامجاً خاصاً للمبتدئات صارت تتابعه حالياً أعداد كبيرة من الفتيات والنساء في الكويت والدول الأخرى.«الراي» سعت إلى الاقتراب من نادية، وسألتها عن أبعاد تجربتها مع الرياضة، ليتبين من حديثها أنها ليست مجرد رياضية هاوية أو حتى محترفة فقط... بل هي تملك فكراً رياضياً خاصاً بها، وتحمل رسالةً وهدفاً، تدعو الجميع، وخصوصاً النساء، إلى مشاركتها في تحقيقهما، وهي في ذلك لا تسعى إلى الشهرة، بل الشهرة هي التي وجدتها (على حد تعبيرها)... أما تفاصيل الحوار فنسردها في هذه السطور:• بدايةً، هل لنا أن نتعرف عليك من قُرب؟- اسمي نادية، وُلدتُ في أستراليا وعشت فيها سنواتٍ طويلة قبل أن أجيء إلى الكويت بصحبة زوجي منذ خمس سنوات. كانت دراستي الجامعية في مجال الأحياء، غير أن اهتمامي الشخصي بصحتي، دفعني إلى البحث والتخصص في مجالي، الرياضة والتغذية.• هل واجهتكِ أي صعوبات، خصوصاً في البدايات، للتأقلم والعيش في الكويت؟- لم أواجه صعوبة في التأقلم، لكن التحدي الحقيقي كان في عدم التوافق مع النمط الاجتماعي السائد والعادات الراسخة، وأخص بالذكر ثقافة الجلوس ساعات طويلة، وما يتخللها من إقبال على الطعام بغير وعي، وقد وضعتني الظروف في مواقف عديدة استاء مني فيها الكثيرون، لأنني كنتُ أرفض المجاملة تماماً على حساب صحتي. ولكن الآن بعد خمس سنوات من الإصرار، إلى جانب انتشار ثقافة الرياضة والعناية بالذات، أصبح الناس يستسيغون كثيراً عاداتي التي كانت تبدو لهن غريبةً نسبياً، ومنها أخذ أكلي الخاص معي عندما أكون مدعوَّةً، أو تفضيل اللعب والحركة مع الأطفال على مجالسة الكبار، أو ركوب الدراجة الهوائية في الأماكن العامة، أو الاعتذارعن عدم حضور المناسبات، بالرغم من إصرار الداعين. وأعتز بتقبل الآخرين لي، لما يشهده المجتمع من نمو في الوعي الصحي.• هل لديكِ نادٍ رياضي خاص بكِ؟- كان لديّ نادٍ خاص، وهو يعد من أوائل النوادي الرياضية التي تركز على مفهوم التدريب الشخصي في الكويت، والتي أصبحت أكثر انتشاراً في الوقت الحالي. ويعود انتشارها إلى أن طبيعة هذه النوادي تمنح المدربة الفرصة للتركيز على أهداف المتدربات ومتابعتهن بشكل أفضل، كل على حدة.• أنتِ تمتلكين إحدى الصالات الرياضية، لماذا اتجهتِ إذاً إلى موقع «إنستغرام» للتواصل مع الآخرين؟- ما حصل أنني اضطررت إلى إغلاق النادي بشكل مؤقت بسبب إجراء أعمال إنشائية في البناية بأكملها، وشجعتني مجموعة من الصديقات على فكرة إنشاء حساب على «إنستغرام» لبث المعلومات الصحية، إلى أن أعيد افتتاح النادي، مع العلم أنني لم أكن ملمة بالمواقع الإعلامية وغير متابعة لها. وبالفعل، أسست صفحة على «إنستغرام» باسم «جم نادز»، وقد لاقت رواجاً كبيراً، ما دفعني إلى إنشاء الصفحة تلو الأخرى والتفاعل بشكل أكبر على وسائل إعلامية أخرى كـ «فيس بوك» و«يوتيوب»، ووجدتني بعد مرور عدة أشهر متمرسةً في عالم التواصل مع المتابعات.• ماذا عن برنامج «المبتدئات»؟- من خلال تعليقات متابعاتي، اتضح لي أن العديد من النساء والفتيات لديهن رغبة في ممارسة الرياضة، غير أن ضيق الوقت والالتزامات العائلية أو الظروف الاجتماعية تحول دون اشتراكهن في النوادي الرياضية. كذلك، وجدتُ أن العديدات من النساء المشتركات في النوادي الرياضية لا يلمسن أي تقدم لعدم حصولهن على التوجيه لكيفية التمرين. لذا، أعددتُ برنامجاً رياضياً في رمضان، كان التركيز فيه على تخفيض الوزن. وعلى الرغم من أن تمارين البرنامج الرياضي لم تكن تتعدى 6 دقائق يومياً، فإنها كانت على درجة من الصعوبة، ولا تلبي رغبة الكثيرات، وأرشدتني التعليقات على برنامج رمضان إلى ضرورة وضع برنامج رياضي أكثر سهولة وأكثر شمولاً، بحيث يتناسب مع الأهداف المتغايرة والأعمار المختلفة للمتابعات، ومن هنا جاءت فكرة برنامج «المبتدئات» الذي أطلقتُه في شهر سبتمبر، وهو برنامج رياضي - غذائي مبسط يستغرق 12 أسبوعاً لمساعدة الفتيات والنساء اللواتي يرغبن في الدخول إلى عالم الرياضة والصحة بطريقة سلسة، ومن خلال تمارين قصيرة تستلزم أدوات بسيطة، ويمكن ممارستها في المنزل.• إذاً كم عدد المتابعات في هذا البرنامج؟- ليس لدي رقم محدد، ولكن هناك الآلاف من النساء من جميع الدول العربية، ومن النساء العربيات المقيمات في الدول الأجنبية المشتركات في البرنامج، سواء بشكل فردي أو من خلال مجموعات رياضية يتم تكوينها في المواقع الإعلامية لمتابعة البرنامج. وقد تجاوز عدد المشاهدات على قناة «يوتيوب» المليون مشاهدة، والرقم آخذ في الازدياد، بعدما أثبت البرنامج نجاحه من خلال النتائج التي حققتها المشتركات اللواتي التزمن به.• لعلكِ إذاً كنتِ تبحثين عن الشهرة من خلال ما قدمتِه؟- من الجميل أن يكون المرء مشهوراً لقيامه بعمل جيد، لكنني لم أبحث عن الشهرة، بل هي التي وجدتني! هناك العديد من البرامج الرياضية العالمية، وفي نظري أن برنامج «المبتدئات» من أجودها، فضلاً عن أنه أول تلك البرامج المعد باللغة العربية والموجَّه إلى الجمهور العربي.• وكيف تصفين إقبال الكويتيات على الفكرة؟- أستطيع أن ألمس إقبالهن في حياتي اليومية، حيث تستوقفني الكثيرات من الفتيات المتابعات للبرنامج، إما لالتقاط صورة أو لزف أخبار التطورات الإيجابية التي بتن يلمسنها في حياتهن اليومية بعد تحولهن إلى النمط الصحي. وبرأيي أن الإقبال على الرياضة من قِبل المرأة الكويتية في تزايد مستمر بالفعل، ويتعدى كونه مجرد ظاهرة وقتية، حيث إن المفاهيم الصحية آخذة في الترسخ في المجتمع الكويتي، وأرجو أن ينعكس هذا التغير في وعي المرأة، على عائلتها ومن ثم على كل المجتمع الذي عانى في الفترة السابقة بسبب ارتفاع نسبة البدانة والأمراض المرتبطة بها.• وفيمَ تفكرين حالياً؟- كان دخولي إلى عالم المواقع الإعلامية بمحض المصادفة، وكان من المفترض أن أخرج منه وأعود إلى أرض الواقع، وأن أعيد افتتاح صالتي الرياضية. غير أنني تلقيت العديد من العروض من شركات استثمارية لإنشاء تطبيق رياضي صحي شامل، يتم تحميله على الهواتف النقالة، ويكون بمنزلة نادٍ رياضي «منزلي» يتيح الفرصة لمن لا تستطيع التدريب خارج بيتها، كي تمارس الرياضة وتحصل على نتائج قد تكون أفضل من اشتراكها في النوادي الرياضية التقليدية. وبالعودة إلى سؤالكِ، لدي العديد من الخيارات ولم أحسم أمري بعد.• أخيراً، ما الوصفة التي تقدمينها للقراء لاستعادة الرشاقة التي ربما يفتقدونها مع الوقت؟- لا أتفق مع القول الشائع إن «العقل السليم في الجسم السليم»، ففي رأيي أن «الجسم السليم من العقل السليم»، والقرارات السليمة. إذ التغيير نحو الأفضل يبدأ من العقل، من القرارات اليومية الصغيرة، لذا أنصح الجميع بإعادة التفكير في نمط حياتهم، والبدء بإحداث التغييرات الصغيرة.
فنون - مشاهير
حوار / أسترالية من أصول عربية تنشئ أول برنامج رياضي عربي لتشجيع المبتدئات على ممارسة الرياضة المنزلية
نادية لـ «الراي»: لم أخضعْ... للعادات السائدة!
02:05 م