تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أقيمت صباح اليوم الاحتفالية باليوبيل الذهبي لمرور 50 عاما على إنشاء جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وذلك في مسرح قصر بيان. وكان في استقبال سمو الأمير لدى وصوله الى مكان الحفل رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتية الدكتور هلال مساعد الساير والعضو المؤسس وعضو مجلس إدارة الجمعية سعد علي الناهض. وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم، رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، كبار الشيوخ، سمو الشيخ ناصر المحمد، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ خالد الجراح، وكبار المسؤولين بالدولة. بدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتية كلمة هذا نصها: «حضره صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد حفظه الله معالي السيد مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الأمة الموقر أصحاب السمو والمعالي الشيوخ الموقرين سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله معالي الوزراء المحترمين الضيوف الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظكم الله ورعاكم اسمحوا لي بداية بأن أتقدم باسمي واسم جميع أبنائكم العاملين في جمعيه الهلال الأحمر الكويتي لمقامكم السامي بجزيل الشكر والعرفان لتفضلكم برعاية وحضور احتفالية جمعيه الهلال الاحمر الكويتي بمناسبة مرور خمسون عاما على إنشائها. سمو الأمير حفظه الله ورعاه لقد طوقتم أعناقنا بحضوركم وجميل صنعكم ودعمكم السخي للعمل الإنساني والإغاثي ومؤسساته وفي مقدمتها جمعية الهلال الأحمر الكويتي مما يعجز اللسان عن وصفه وهذا بفضل الله عهدنا بكم، ونستذكر بكل معاني الوفاء والعرفان أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد وأخاه الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله اللذين سطرا تاريخا ناصعا ومشرفا في دعم العمل الإنساني والإغاثي نسأل الله سبحانه وتعالى لهما الرحمة والمغفرة. سمو الأميرالسادة الحضور نعيش هذه الأيام الذكرى الخمسون لإنشاء جمعية الهلال الأحمر الكويتي والتي أنشئت بمرسوم أميري في عهد سمو الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله، تلك الجمعية التي وضعت لها بصمات واضحة خلال فترتها القصيرة مقارنة بأي منظمة إنسانية أخرى على مستوى العالم. إن مرور 50 عاما على إنشاء جمعية الهلال الأحمر الكويتي يستوجب منا تقديم الشكر لجميع العالمين فيها بدءا من أعضاء مجلس الإدارة ومرورا بجميع العاملين والمتطوعين في جميع الإدارات واللجان متمنين لها المزيد من التطور والازدهار لخدمة الكويت جيلا بعد جيل. في هذه المناسبة العظيمة أقول إن الكويت أثبتت بإنشائها جمعية الهلال الأحمر الكويتي أنها أصبحت منارة للعمل الإنساني المؤسسي خاصة أن العمل الإنساني العالمي في حاجة ماسة الى وجود مثل هذه المؤسسات التي تنتهج العمل الخيري بكل أشكاله. لقد بنيت جمعية الهلال الأحمر الكويتي على أكتاف رجال أفاضل وهبوا حياتهم وأوقاتهم لهذا العمل بجد ونشاط لنشر الفكر الخيري الإغاثي فجزاهم الله عنا وعن المسلمين خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتهم. صاحب السمو أمير البلاد إن توجيهاتكم السامية لجمعية الهلال الأحمر الكويتي بإغاثة ضحايا النكبات والنوازل والفيضانات تثلج صدورنا وتحملنا مسؤوليات كبيرة وفي هذا الإطار أقامت الجمعية عددا من برامج الإغاثة بالتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية في المناطق التي تعرضت للنكبات والكوارث. ومنها السودان واندونيسيا وباكستان وبنغلاديش والعراق واليمن والصومال ولبنان وفلسطين ومصر والبوسنة والهرسك وكوسوفا وتركيا وسوريا والفلبين وليبيا وغيرها وكان لهذه البرامج أكبر الأثر في تخفيف حدة المعاناة عن المتضررين. ومما لا شك فيه أن جهود الكويت بقيادة سمو الأمير لفتت اهتمام دول العالم والمنظمات العالمية إلى الدور القوى للديبلوماسية الإنسانية وتكللت تلك الجهود بمنح صاحب السمو لقب "قائد للعمل الإنساني" وتسمية الكويت "مركزا للعمل الإنساني" عرفانا بالدعم المتواصل لهذا البلد وقائده للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة الهادفة إلى الحفاظ على الأرواح وتخفيف المعاناة حول العالم. سمو امير البلاد إن أبناءك في الهلال الأحمر الكويتي رفعوا راية الكويت خفاقة عالية فكانوا لها خير سفراء وقدموا نموذجا يحتذى في العمل الانساني ونجحوا بفضل الله في تجسيد صورة من صور التعاطف البشري والتكامل الإنساني في مختلف مناشط الحياة ومجالاتها المادية والمعنوية والنفسية. إن جمعية الهلال الأحمر الكويتي ستواصل جهودها الإنسانية والإغاثية في المجالات الإغاثية والصحية والتعليمية والتربوية والتنموية والتي بدأتها منذ 50 عاما في أكثر من 68 دولة حول العالم بفضل جهود من مؤسسيها ومواصلة من أبناءها الى الآن بتقديم العون لكل محتاج ومتضرر في سواء من الكوارث الطبيعية او من صنع الانسان. حضرة صاحب السمو الأمير إن توجيهاتكم السامية للعاملين في الحقل الإنساني والإغاثي تنزل على قلوبنا بردا وسلاما فكم كان لهذه التوجيهات السامية في مناسبات كثيرة الأثر البالغ في انطلاق الحملات الخيرية وتسيير الوفود الإغاثية وإقامة الجسور الإنسانية بالتعاون مع سفاراتنا في الخارج. وبتوجيهاتكم السامية ستستمر الجمعية في النشاط الإنساني والاجتماعي والتنموي والصحي والتعليمي عبر مشاريع بناء المدارس والمستشفيات وحفر الآبار وتدشين المشاريع الموسمية كإفطار الصائم والأضاحي وإقامة مشاريع التنمية المجتمعية في العديد من الدول بغية تخفيف معاناة المحتاجين والفقراء. سمو أمير البلاد السادة الحضور لقد اصبحت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بفضل الدعم السخي من قبل القيادة السياسية ودعم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عالمية رائدة في العمل الإنساني والإغاثي وتعدت في أعمالها الإغاثية الى برامج التنمية المجتمعية. وبإدراكنا المسبق أن التنمية في المجتمع لم تكن لتتحقق إلا بالحرص على التنمية البشرية وعليه يأتي اهتمامنا بتدريب وتطوير كفاءة موظفينا ومتطوعينا واستقطاب الكوادر الشابة للعمل في هذه الجمعيه الواعدة. ولما للمجتمع من دور في تحقيق الأستدامه تحملت الجمعيه مسؤوليتها المجتمعيه ودأبت على غرس مفهوم العمل التطوعي ونشر ثقافة العمل التطوعي بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني. صاحب السمو السادة الحضور وإدراكا للأوضاع الإنسانية الصعبة في سورية فإن جمعية الهلال الاحمر الكويتي تعلن عن تنظيم حملة تبرعات بمقر الجمعية لإغاثه أهالي بلدة مضايا السورية المنكوبة التي تعيش كارثة إنسانية بسبب الحصار المطبق. لاشك إنها مأساة ومجاعة حقيقية يعيشها 42 الف إنسان محاصر بمدينة مضايا السورية فاهلها يأكلون الماء والملح وأوراق الشجر وأطفالها يموتون من الجوع والبرد بسبب حصار نظام ظالم. وهناك الكثير من أهالي بلدة مضايا فقدوا أرواحهم بسبب النقص الشديد في التغذية ومعظمهم من المسنين والأطفال في الوقت الذي لايزال يعيش فيه العشرات على حافة الموت مع حالة من سوء التغذية الحادة. صاحب السمو السادة الحضور إنني من هذا المقام وفي ختام كلمتي أشيد بالعمل الخيري الكويتي وبجميع مؤسساته والقائمين عليه لدورهم التنموي الرائد في جميع مجالات الإغاثة والطبابة والتعليم والتدريب وإيجاد فرص العمل ومعالجة الفقر وبناء المستشفيات ومساعدة المحتاجين في المأكل والمشرب والملبس والغذاء والدواء وتقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة وكفالة الأيتام ورعاية المسنين وتحقيق الأمن المجتمعي ناهيكم عن دوره الفعال في أوقات الكوارث والحوادث والزلازل والعواصف والسيول وغيرها. صاحب السمو السادة الحضور لا يسعني في الختام إلا أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لسموكم لرعايتكم الكريمة لهذا الحفل ودعمكم المتواصل للعمل الخيري والشكر موصول لسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الأمة وأخواني الوزراء وأصحاب الفضيلة والسعادة والشعب الكويتي المعطاء وصاحب الأيادي البيضاء والسلام عليكم ورحمة الله بركاته».وألقى عضو مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي سعد علي الناهض كلمة نيابة عن المؤسسين هذا نصها:"حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاهسمو الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ولي العهد حفظه اللهمعالي السيد مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الامة الموقرسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه اللهمعالي الوزراء المحترمينالضيوف الكراميسعدني ويشرفني أن أنوب عن أخواني المؤسسين في جمعية الهلال الأحمر الكويتي ففي شهر يناير من عام 1966 تم إشهار جمعية الهلال الأحمر الكويتي تحت رقم 38 بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ولقد حظيت الجمعية بدعم ومساعدة حكومتنا الموقرة في مجالات العمل الإنساني ومساعدة المنكوبين في عدة دول والتي يزيد عددها عن 86 دولة في كل قارات العالم.الآن لنرد الفضل لأهل الفضل من المؤسسين الذين بذلوا الجهد والمال في سبيل إنجاح فكرة تأسيس الجمعية فبعد إشهار الجمعية في المرسوم الأميري الصادر في عام 1966 تداعى عدد من المؤسسين لاستكمال الخطوات المطلوبة ولعل أبرزهم العم عبدالعزيز حمد الصقر والعم المرحوم يوسف عبدالعزيز الفليج والعم المرحوم محمد يوسف النصف والمرحوم يوسف ابراهيم الغانم والأخ الفاضل عبدالعزيز الشايع والأخ الفاضل الدكتور عبدالرحمن العوضي والأخ الفاضل يوسف الحجي وغيرهم من المؤسسين كل ساهم بقدر استطاعته دون تمييز.هذا وقد كان المجلس الأول للجمعية برئاسة العم المرحوم عبدالعزيز حمد الصقر.إن للجمعية وضع خاص يختلف عن بقية مؤسسات النفع العام فالمادة الأولى من النظام الأساسي تنص على مبدأ التطوع بحيث تعمل الجمعية كهيئة مساعدة للسلطات الرسمية وعلى الأخص فيما يتعلق بنص المادة 26 من اتفاقية جنيف الاولى لعام 1949 وباقي المبادئ التي أقرتها مؤتمرات الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولية وتتمتع الجمعية بجميع المزايا والحصانات المبينة في اتفاقيات جنيف الدولية وهي عضو فاعل في الصليب والهلال الأحمر الدولي والاتحاد الدولي.ونحن اليوم إذ نحتفل بالعيد الخمسين للجمعية لابد لي أن أشيد بالتبرعات الأهلية المستمرة في كل مناسبة من شركات ومؤسسات مالية وأفراد وحتى المدارس أصبح لها دور بارز في تقديم الدعم والعون للجمعية في كل مناسبة وهذا يدل على توارث حب فعل الخير عن أهل الكويت.إن تتويج صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بأعلى وسام يمنح من الأمم المتحدة كقائد للإنسانية وتسمية الكويت مركزا للعمل الإنساني لهو فخر للكويت وأهل الكويت.أيها الحفل الكريم لا بد لي أن أعبر باسم أخواني المؤسسين عن حزننا وألمنا لوفاة المرحوم برجس حمود البرجس والذي تعطرت مسيرته بالعمل الإنساني طيلة سنوات من الجهد والعمل المتواصل رحمه الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.يا صاحب السمو..لايسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بالشكر الى سموكم بصفتكم الرئيس الفخري لجمعية الهلال الأحمر الكويتي لرعايتكم الكريمة ودعمكم اللا محدود من خلال توجيهاتكم السامية ولسمو ولي العهد الأمين وسعادة رئيس مجلس الأمة الموقر وسمو رئيس مجلس الوزراء الموقر والوزراء والضيوف الكراموالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".ثم تم عرض فيلم وثائقي يحكي مسيرة الهلال الأحمر الكويتي على مدى 50 عاما. بعدها قام سمو الأمير بتكريم مؤسسي جمعية الهلال الأحمر الكويتي. كما تم تقديم هدية تذكارية لسموه بهذه المناسبة.