عمره الإعلامي خمسة أعوام! لكنه يرى مسيرته «أقصر من أن يطلق على نفسه لقب (إعلامي) في الوقت الراهن»! إنه المذيع التلفزيوني الشاب محمد الوسمي، الذي أعرب عن «أن الوقت لا يزال مبكراً حتى يحقق إنجازاتٍ لامعة لمصلحة الكويت تتيح له إعلان نفسه إعلامياً»، مستدركاً: «لكن هذا لا يعني أنني لست فخوراً بما أنجزته في السنوات الماضية التي نجحتُ خلالها في تجارب عدة»، ومعبّراً عن سعادته هو وفريق عمل برنامج «ليالي الكويت» الذي يُبثُ على تلفزيون الكويت، بالأصداء الإيجابية التي يلقونها من الجمهور. «الراي» التقت الوسمي في هذا الحوار، فأثنى على «الإدارة الواعية للإعلام التي يقودها الوزير الشيخ سلمان الحمود ومساعدوه، الذين يولون الشباب عنايتهم، ويتيحون لهم الفرص المثمرة»، مردفاً أنه يحلم بتحقيق إنجازات إعلامية ترفع اسم الكويت عالياً، وكاشفاً عن هوايته (الإعلامية) المحببة: «أهوى الغوص وراء التفاصيل الدقيقة في عقول الضيوف»!الوسمي الذي أظهر تواضعاً لافتاً في البداية، عاد ليتحدى أي شخص - مهما ارتفع قدره أو تعالت وظيفته - أن يمتلك القدرة على تكسير مجاديفه، لأنه يعرف قدراته جيداً، ويواصل طريقه بثقة، متذكراً من أسدوا إليه الدعم في بداياته، ومن يتعاونون معه حالياً، ليرسموا معه نجاحات «ليالي الكويت»!الوسمي الحائز درجة الماجستير في الإعلام، يواصل دأبه الدراسي - بالتوازي مع إطلالته على الشاشة - ساعياً إلى إحراز الدكتوراه، يقول إنه يميل كثيراً إلى برامج «الهواء» الحوارية، بقدر ما يجيد التقديم على خشبة المسرح أمام الجمهور، متغلباً على رهبة الجموع الغفيرة!وفي حين لم يُخفِ سعادته بأنه منذ انطلاقته إلى اليوم أخذ مكانته التي يستحقها في تلفزيون الكويت، طامحاً إلى تحقيق المزيد، اعتبر برنامج «صباح الخير يا كويت» مدرسته الأولى، وتطرق إلى كثير من الآراء والرؤى حول قضايا إعلامية وشخصية... وفي ما يأتي التفاصيل:? هل ترى أنك أخذتَ مكانك اللائق أو من المفترض أن تكون في مكان أفضل مما أنت عليه؟- أحمد الله على ما حققتُه إلى اليوم، ولستُ بالإنسان الذي يطمع في إنجاز كل شيء دفعةً واحدة، ويمكنني القول - بلا شك - في ظلّ إدارة واعية، ومسؤولين متميزين في وزارة الإعلام، على رأسهم الشيخ سلمان الحمود الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب لا أعتقد أننا نحن (جيل الشباب) في مكان غير مناسب، فهو حريص كل الحرص على متابعة كل ما نقدّمه أولاً بأول، ومنح كل شخص حقه وفقاً لقدراته وإمكاناته.? بعيداً عن الإجابة الديبلوماسية... كيف تقيّم تجربتك في تقديم برنامج «ليالي الكويت»؟- بعدما وقع الاختيار عليّ مع زملائي المذيعين، وهم غادة الرزوقي وعبدالله الطليحي وعبدالله يحيى، إلى جانب لولو العسلاوي وشيمان، من قبل المسؤولين في الوزارة لتقديم برنامج «ليالي الكويت»، من إخراج سعود راشد الرمح، استطعنا جميعاً - وبعون الله - أن نحصد ردود فعل إيجابية عن البرنامج ككل منذ انطلاقته، وعن تقديمي وإطلالتي على شاشته بشكل خاص، وذلك كله عن طريق المواقع الإعلامية التي يكون فيها التفاعل مباشراً من دون قيود، كذلك لمست الرضا من المسؤولين عن المستوى الذي أطلّ به كل حلقة، وأتمنى أن أقدّم شيئاً مميزاً أكثر في الأيام المقبلة.? منذ بداية موسم «ليالي الكويت»... هل شعرتَ بأنك أخفقتَ في بعض الحلقات؟- لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال، فالجمهور هو من يشاهدني، وإن كان حصل ذلك فمن المؤكد أنه لن يمر عليه مرور الكرام. لكنني أقولها من خلال «الراي»، وبفضل جهود زملائي الداعمين لي، لن أخفق بإذن الله أبداً في «ليالي الكويت» الذي يعرض أسبوعياً من الأحد وحتى الأربعاء عند تمام العاشرة مساءً.? هل تخاف من تقييم نفسك والحديث عن أدائك؟- بلا شك أخاف من ذلك، لأنني لا أرغب في ترديد أمر إيجابي ربما يراه الجمهور نوعاً من الادعاء الشخصي، أو المديح للنفس. وفي المقابل، عندما أنتقد نفسي وأعدد أموراً سلبية، قد أكون بهذا أقلل من قيمة نفسي، لهذا أفضِّل أن أترك مسألة التقييم والحكم على مستواي لجمهور المشاهدين.? لو كان «ليالي الكويت» يعتمد على مذيع واحد، فهل ترى في نفسك القدرة على النهوض به؟- في رأيي الشخصي أرى أنني أمتلك القدرة الكافية على النهوض وحدي به وبغيره من البرامج التلفزيونية المشابهة له، والأمر لا يشكل صعوبةً عليّ بأي درجة، خصوصاً أنني سبق أن قدّمتُ برنامجاً مدته أربع ساعات على الهواء بعنوان «صباح الخير يا كويت» الذي أعتبره مدرستي الأولى مع زملائي رئيس فريق العمل قاسم عبدالقادر والمخرج سعود راشد الرمح الذي دعمني منذ بداياتي خطوة بخطوة حتى وصلتُ إلى ما أنا عليه اليوم.? سبق لك تقديم حفلات غنائية على خشبة المسرح أمام الآلاف... فما الفارق بين مواجهة الكاميرا والوقوف أمام الجمهور وفقاً لتجربتك؟- مواجهة الكاميرا لها طعم آخر يجعلني أبدع، ولا أخفيك سراً أن مواجهة الجمهور الغفير لها رهبة لا يعرفها إلا من جرّبها، لكنني بحمد الله استطعت اجتيازها والظهور بأفضل صورة لدى وقوفي على خشبة مسرح «هلا فبراير»، وبشكل شخصي أرى أنني تميّزت في تقديم برامج التلفزيون الحوارية المباشرة، خصوصاً أن لي تجارب سابقة في البرامج التلفزيونية المسجلة وتجارب أخرى بالإذاعة إلى جانب العديد من الفعاليات على خشبة المسرح.? هل ترى أنك اليوم تستحق أن يطلق عليه لقب «إعلامي»؟- كلا، لا أرى نفسي «إعلامياً» في الوقت الراهن، بل أعتبره لقباً كبيراً وشاملاً، بحيث يصعب عليّ أن أصف نفسي به، وهذا لا يعني أنني لا أعتز بما أقدمه. لكن عندما أقدّم شيئاً على مستوى الدولة، وأتلقى تكريماً من قبل مؤسسات علمية كبيرة، ويصبح لي باع عريض، وخبرة في مزاولة الإعلام لا تقل عن 20 عاماً، حينئذٍ من الممكن أن أستحق لقب «إعلامي».? إلى أين تريد الوصول على طريق الإعلام؟- أريد الوصول إلى النقطة التي أُصبح عندها إعلامياً كويتياً يشار إليه بالبنان لأنه قدّم شيئاً جميلاً وإيجابياً رفع من خلاله اسم الكويت، وأن أكون سفيراً للإعلام الكويتي خارج حدود البلاد، وأن أقدَّم في منصّات عربية وعالمية كبيرة كي يقال أمام الملأ هذا إعلامي كويتي نفتخر به.? ما شكل البرامج التي تطمح إليها؟- كما ذكرتُ سلفاً أنني أميل كثيراً إلى تقديم برامج الهواء الحوارية، التي أستطيع من خلالها استضافة كبار شخصيات البلد - مع احترامي لكل فئات المجتمع - كي أحاورهم بعمق، وأمارس هوايتي المحببة في الغوص معهم في العديد من التفاصيل المهمة والدقيقة.? هل سبق أن رفضتَ تقديم برنامج ما؟- نعم، اعتذرتُ عن عدم تقديم برنامج سهرات، لكنني لم أرفض تقديمه لأنه لم يعجبني، بل اعتذرتُ حينها لأن الوقت الذي تلقيتُ فيه ذلك العرض لم يكُن يتناسب مع وقتي، إذ كنتُ أقدّم برنامجاً صباحياً. لكن بشكل عام هناك برامج معينة أرفض «التيمة» التي تحملها، مثل تلك التي تحتاج إلى حركة «أوفر»، والتي تهزّ صورة المذيع أو الإعلامي الذي أُفضِّل أنا شخصياً أن يكون رزيناً عندما يطلّ عبر شاشة كويتية أو خليجية.? وهل صادفتَ أشخاصاً يحاولون أن يكسروا من مجاديفك أو «يحفروا لك»؟- أنا أعيش في سلام داخلي وخارجي، وإلى اليوم وبحمد الله لم يصادفني هذا النوع من البشر، ولم أستشعرْ أن هناك من يحاول أن «يحفر لي» أو يعوق خطواتي. كما أنني لا يمكن أن أسمح لأي شخص كان بأن يكسر مجاديفي أو يهدم طموحي نهائياً مهما كان اسمه أو ارتفعت وظيفته، لأن طموحي هو شأن خاص بيني وبين نفسي.