لم تعد قضية الطلاق مفصلية في مجتمعاتنا العربية. فقد تعددت الأسباب والطلاق واحد، حتى بات خبر طلاق جديد عابرا ولا يستوقف أحداً لأنه أصبح يقع لأتفه الأمور. وإذا كانت الدراما قتلت هذه الظاهرة بحثاً وتطرقت كثيراً إلى نتائجها، فإن قليلين هم من سلطوا الضوء عليها في مجال الأغنية ولكل منهم أسلوبه في الطرح. وجاء الملحن الفنان حمد القطان الذي نجح في الغناء كنجاحه في التلحين، ليقول كلمته في هذا الإطار من خلال كليب أغنية «ما في أحد»، التي كتبها أحمد الصانع ولحنها وشدا بها القطان، وهي أغنية ضمن ألبوم يضم سبع أغنيات يتهيأ القطان لطرحه في غضون أسابيع، ليكون باكورة إنتاجه وبصمة حقيقية في مشواره الفني.ونجح حمد القطان أو «المغامر» كما يطلق عليه بعض المقربين، في تحقيق المعادلة الصعبة التي سبقه إليها الملحن مشعل العروج، في الجمع بين الغناء والتلحين والإنتاج وتصوير الكليب، غير أن القطان سبق الكثيرين من الفنانين الشباب في هذا الشأن ممن لهم شعبية جارفة في «السوشيل ميديا»، حين فرض أسلوبه في الكثير من الأغاني التي تعاون فيها مع العديد من الأسماء، وآخرها وأهمها القدير عبدالكريم عبدالقادر، ليبرهن على أن الموهبة والطموح يقودان صاحبهما حتماً نحو القمة. القطان برر لـ «الراي» اختيار «ما في أحد» من بين أغاني الألبوم لتصويرها بطريقة الفيديو كليب، بالقول: «بصراحة لأنني أحبها كثيراً، كما أنها ليست أغنية (سوق) كما نقول في الوسط الفني، بقدر ما هي عمل كلاسيكي غربي يعتمد على الوتريات، تم تنفيذه بين دبي وتركيا، ولأنني اعتدت على التمرد الفني والمكابرة والتحدي في صنع شيء من لا شيء، فقد أصررت على تصوير هذه الأغنية بالذات لمبررات كثيرة، أهمها تغيير نظرة و فكر الجمهور حول الأغنية، حيث لم تعد الأغنية ذات الرتم السريع هي الأنجح بالضرورة، وإنما أصبح لمضمون المفردات واللحن النصيب الأوفر من أسباب النجاح».وأضاف القطان: «الأغنية التي يقول مطلعها: (ما في أحد يشتاق لك كثري أنا، ما في أحد يسأل عليك كثري أنا، إن غبت عني يوم واحد مو قليل، وأحس إن هذا اليوم أكثر من سنة) ستركز في تصويرها على موضوع إنساني اجتماعي يخلو من الابتذال الذي نراه في بعض الكليبات». وتوجه بالشكر إلى الناشط السعودي في «السوشال ميديا» طارق الحربي الذي شاركه في بعض المشاهد التي ستعطي انطباعاً جديداً، مشيداً بالدور الكبير الذي لعبه مخرج الكليب عبدالله العراك والمشرف العام جابر الجاسر وبقية طاقم العمل من فنيين ومصورين. كما برر القطان استعانته بالمخرج العراك في تجربته الأولى وعدم التعاون مع أسماء لها تجارب عديدة في هذا المجال، بالقول: «مؤمن بإمكانات وقدرات العراك، ويجمعنا تقارب في الأفكار والطموحات وهو قبل ذلك صديق، كما أنه أفضل من يوجهني، وهذا كل ما احتاجه».وكشف القطان عن تفاصيل جديده، قائلا: «أتعاون من خلال الألبوم مع الشعراء خالد البذال وأحمد الصانع ورياض العوض، وجميع الأغاني من ألحاني، وقد بدأنا التحضير للألبوم قبل عام ونصف العام تقريباً، وسوف أضم إليه أغنية «جرحي» مع تغيير بسيط في التوزيع، والألبوم بأكمله من إنتاجي الخاص، كما سأتولى توزيعه بنفسي من خلال شركتي الخاصة».من جانبه، تحدث المخرج عبدالله العراك الذي عرف كمخرج إذاعي مميّز، عن تجربته الأولى مع أغاني «الفيديو كليب» بالقول: «نعم بدأت في الاخراج الإذاعي، لكن من خلال تخصصي (الاعلام) فقد استفدت الكثير من بعض التجارب العملية، إضافة إلى صداقاتي مع العديد من المخرجين المميّزين في إخراج الكليبات، وهذا ما جعلني أُقدم على إخراج أغنية (ما في أحد)، التي استفزّتني كثيرا بموضوعها ومضمونها، والأغنية كانت مطلوبة من قبل مطربين كثيرين، إلا أن جابر الجاسر أقنع حمد القطان ليغنيها، لأنه رأى أنها ستكون أكثر نجاحاً معه».وكشف العراك عن أنه كان من المفترض تصوير أغنية أخرى، «إلا أن هذه الأغنية لامستنا جميعا فكان الاتفاق على تصويرها وتفضيلها على البقية، خصوصا أنها تطرق أبواب قضية اجتماعية حساسة، وقد استغرق تصوير العمل 16 ساعة متواصلة، في ثلاثة مواقع مختلفة، وبمشاركة فعالة من الناشط في وسائل الاتصال الحديثة السعودي طارق الحربي، الذي يمتلك امكانات تمثيلية وتعابير وجه صادقة كان لها الأثر البالغ في توصيل فكرة الكليب، كما أن السيناريو يتضمن أسلوباً كوميدياً يدعم هدفنا الانساني في العمل، وأشكر كل من ساندني في هذه التجربة المونتير مالك صباح ومدير التصوير أيوب دشتي وبقية العاملين من غير استثناء».وعبر المخرج العراك عن رفضه التواجد النسائي في الكليب في حال لم يستدع الأمر، مستدركاً أنه لا يمكنه تجاهل دور المرأة، وإنما يجب أن يكون تقديمها بالشكل الذي يليق بمكانتها في المجتمع كأم وزوجة وأخت وزميلة، وليس كمجرد حلية في العمل، مشيراً إلى أن التصوير مر بظروف فنية تم تخطيها بتكاتف الجميع.بدوره، قال المشرف العام للعمل جابر الجاسر: «أشكر صديقي حمد القطان الذي أسند لي هذه المهمة بعد إلحاح مني على أن يغني (ما في أحد)، وألا يعطيها لأي فنان آخر، كوني أعرف تماماً ما يناسب طبقة صوته وأسلوبه، كما أننا كفريق عمل واكبنا ولادة هذه الأغنية ونعي معنى قرارنا بتصويرها فضلا عن بقية أغاني الألبوم، خصوصا أن الجمهور أصابه الملل من سيناريوات الكليبات التي تتحدث عن قصص الحب دون غيرها، لذلك كان هناك تحد في اختيار الأغنية وتقديم فكر جديد».