أصبحت سورية اليوم مسرحاً لكثير من الخصوم الذين يريدون تصفية حساباتهم، على حساب الدم السوري والشعب السوري، وكثيراً من هؤلاء يدعي الحرص عليها والخوف على استقرارها وأمنها، ويبكي على دماء شعبها ووحدتها، لكن أفعالهم وتصرفاتهم ومواقفهم تدل على عكس ذلك، وصار لسان حال الواقع يقول:وكل يدّعي وصلا بليلىوليلى لا تقر لهم بذاكاأكثر من 140 ألف شهيد، ناهيك عن قتلى النظام، وهناك ما يقارب المليون جريح ومصاب، وعدد المشردين تجاوز ستة ملايين، قرى هُدمت بالكامل، خراب يعم معظم أرجاء سورية، فمن المتسبب في ذلك؟أول عدو لسورية هو النظام السوري، الذي أصر على كرسي الحكم ولو كان الثمن الملايين من القتلى والجرحى والمشردين.نظام شعاره: أنا وما بعدي الطوفان، ولو تنازل عن الحكم لما رأينا كل هذه المآسي.وثاني عدو هو «حزب الله»، الذي دخل الأراضي السورية، وقتل شعباً امتدت يده الكريمة له يوم أن تشرد التابعون له بعد العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان.والعدو الثالث إيران التي جاءت بكل ما تملك من قوة سلاح وعتاد وخبرات ومقاتلين تمد بها النظام السوري، طمعاً في بقائه وعدم سقوطه.فلما لم يتمكن النظام و«حزب الله» وإيران من حسم المعركة جاء دور العدو الرابع: وهو روسيا، لتأتي تحت حجة قتال متطرفي «داعش»، وإذ بها تجعل تركيز ضرباتها على الجماعات المعتدلة من الثورة السورية، ويفتضح الأمر أكثر ويصبح جلياً بعد اغتيال روسيا لقائد جيش الإسلام «زهران علوش» وهو الذي يقود أكبر وأقوى فصيل مقاتل ضد النظام السوري، ما دل على أن التدخل الروسي في سورية إنما هو للمحافظة على بقاء النظام وليس لمحاربة المتطرفين كما ادعى!والعدو الخامس للشعب السوري هو أميركا والغرب والذين يزعمون الدفاع عن حقوق الإنسان وتحقيق العدالة بين المجتمعات، وحماية الأرواح، لكنها شعارات للاستهلاك العالمي، وفي الحقيقة أن أميركا ومَنْ يدور في فلكها يرغبون في استمرار حلبة الصراع في سورية، لسببين: الأول تدمير الجيش السوري بحيث لا يشكل مستقبلاً أي تهديد لإسرائيل - وطبعاً الخوف ليس من النظام الحالي وإنما أن يتولى قيادة الجيش قوى أخرى تعادي إسرائيل - والسبب الثاني رغبة الغرب بأن تكون سورية مسرحاً يستقطب من يسمّونهم بالإرهابيين والمتطرفين، كي تكون نهايتهم إما على يد النظام السوري و إما على يد قوات القوى الغربية المشاركة في الصراع السوري.وعدو الشعب السوري السادس هو إسرائيل، والتي ترى أن في استمرار القتال بين السوريين أنفسهم، إنما هو عامل يساعد على استقرارها، وتأمين حدودها، وإبعاد أي فكرة لطردها من الأراضي السورية التي تحتلها، باعتبار أن القوم مشغولون في قتل بعضهم بعضاً، لذلك تقف حجر عثرة أمام أي دعوات لحلٍ جذري للقضية السورية.أما العدو السابع فهو تنظيم «داعش»، والذي وإن رفع شعار الخلافة الإسلامية، وقاتل النظام السوري في بعض المواقع، إلا أن خطره وإجرامه لا يقل عن خطر النظام السوري، فضحايا «داعش» من أهل السنة أكثر من قتلى النظام ومن يقف معه.وتشويه «داعش» لصورة الجهاد لا تخفى على أحد، ناهيك عن الدعم الذي تتلقاه من جهات مشبوهة، وتعاونها مع النظام السوري، والأسلحة التي تدعمه بها أميركا ليست بخافية، وشاهدها تلك الأسلحة الثقيلة التي أسقطتها الطائرات الأميركية لمقاتلي «داعش»، ثم زعمت أميركا بأن ذلك كان خطأً!!وأقول برغم هذا التكالب على الشعب السوري، إلا أننا على يقين بأن السوريين سيتجاوزون هذه المحنة، وسينتصرون على كل الأعداء، بعد هذه السنوات العجاف، أولاً باتكالهم على الله تعالى، ثم باعتمادهم على أنفسهم، وبعد ذلك بدعم إخوانهم الصادقين من الدول العربية والإسلامية الشقيقة، والذين لم ولن يتخلوا عن الشعب السوري حتى ينال حريته وكرامته.Twitter: @abdulaziz2002