أنا أتعجب ممن يدَّعون الإنسانية والإسلام والعروبة، وهم يعجبون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويصفونه بالقائد الفذ الشجاع، الذي نذر نفسه للحرب على الإرهاب، ولكنه أصبح اليوم من أشد الإرهابيين جرائم، وإبادة للبشرية وارتكاب جرائم الحرب، واستعمال الأسلحة المحرمة دولياً من القنابل العنقودية والصواريخ شديدة الانفجار، والغازات السامة، يقصف بها المدن والضواحي والقرى السورية، وخصوصاً الأسواق الشعبية والمساجد والمستشفيات والمراكز الطبية، غير مهتم بمن يقتل من أناس، إن كانوا إرهابيين أو مدنيين أو حتى من الميليشيات التي تساعد حليفه النظام السوري، الذي إن بقي في الحكم لن يجد شعباً يحكمه، ولا دولة يديرها، فقد تم قتل 2232 شخصاً منذ التدخل الروسي في الحرب السورية، فأصبحت الشام الغناء اليوم خرائب خالية من البشر، بفضل هذا السفاح الذي أسموه البطل المغوار، ويصفقون له ويدعمونه مادياً لأمر في نفوسهم المريضة.بل حتى إن القوات الإيرانية والميليشيات المنضوية تحت علمها من باكستانيين وأفغان أصابتهم تلك النيران فقتلت الكثيرين منهم، فاضطرت إيران إلى سحب قواتها من سورية وأصبحت بالمئات بعد أن كانت بالآلاف من المقاتلين والخبراء، نتيجة للنعوش الطائرة التي وصلت إلى طهران دون أن تجد السلطات الإيرانية تبريراً مقنعاً لشعبها.أما ما تحرص على سلامتهم وتنسق معهم روسيا على الأرض وفي الجو فهم الإسرائيليون فقط، حتى لا تصيب أي هدف متحرك أو ثابت، أو طائر منهم، بل إنها غضت النظر عن الصواريخ التي اغتالت سمير القنطار أحد قادة «حزب الله» اللبناني، لأنه خرج عن النص، وتكلم عن تحرير الجولان، فقُتل في ريف دمشق، في غياب تام عن أي ردع أو حماية له، روسيةً أو سوريةً، واكتفاء حزبه بتكرار اسطوانة: سنرد في الزمان والمكان الذي نحدده نحن، و«أبشر بطول العمر يا معبد».