في مثل هذا اليوم المسعود كان مولد نور الوجود ، سيدنا محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه. تزين الكون، وتهيأ جمع السماء ليزفوا أجمل خبر إلى أهل الأرض، ومن دون آه ومن غير أن تجد السيدة آمنة ما تجد من حملها النساء وضعت سيد البشر، اسماً من نور قدم للبشرية على طبق من ذهب بعدما شق جبريل صدره ومسح بيده ما مسح ليكون مخلصا للناس وهاديا.بك بشر الله السماء فزينتوتضوعت مسك بك الغبراءوبدا محياك الذي قسماتهحق وغرته هدى وحياءترعرع يتيما وكسب من البادية أفصح لسان، وعاش في قريش ذائع الصيت بالصدق والأمانة وعمل في بداية حياته راعيا ومن ثم تاجرا. ما أسعد ذلك اليوم وما أجمل البشرى التي حملها للبشرية إنه الفرحة الكبرى والذكرى البشرى بسطوع النور الذي بدد عقوداً من الظلمة المتراكمة والضلال الذي استفحل في العقول. كانت البشرية قبله تعيش في غي وضلال مبين. وأدوا البنات خشية إملاق، وعبدوا ما تصنع أيديهم من أصنام ليتقربوا بها زلفة إلى رب السماء، يصنعون إلها من تمر ويعبدونه دهراً فاذا كانت المجاعة أكلوه، اعتقدوا أن الشمس إلها فاذا أفلت قالوا بل القمر هو الإله. قدسوا النور معتقدين أنه خالق الخير والظلمة خالق الشر، فما أحلك ذلك المنظر الذي كانت عليه البشرية حينما بعث خاتم النبيين.بعثه الله ليدحض بالحجة أفكار المعاندين ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى إعمال عقولهم للوصول إلى رب العالمين. لطيف في استمالة القلوب لم يغضب يوما لنفسه إلا أن تنتهك حرمة من حرمات الله . علَّم البشرية السجايا الحسنة والأخلاق الحميدة وكيف لا وقد كمّله الله بكامل الخصال فقال سبحانه « وإنك لعلى خلق عظيم». حارت به الألباب وتغزلت به الشعراء فها هو أحمد شوقي يقول:ريمٌ على القاع بين البان والعلمأحل سفك دمي في الأشهر الحُرُملما رنا حدثتني النفس قائلةيا ويح جنبك، بالسهم المصيب رُمِيجحدتها، وكتمت السهم في كبديجُرحُ الأحبة عندي غيرُ ذي ألميا لائمي في هواه - والهوى قدر-لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلمويقول الإمام البوصيري:كيف ترقى رُقـيَّـك الأنبـياءيا سماء ما طاولتها سماءلم يساووك في علاك وقدحال سناً منك دونهم وسناءأنت مصباح كل فضل فماتصدر إلا عن ضوئك الأضواءخرجت دعوته من أطهر بقاع الأرض وانتشر عبيرها في مشرقها ومغربها. بنى مجتمعا هو خير القرون عاش بين ظهرانيهم إماما عادلاً وفارساً هماماً وقاضياً لا تعرف المُحاباة إلى قلبه طريقاً.من اعتصم بالدين الذي بعث به عاش في جنة الله على الأرض قبل أن ينتقل إلى جنة السماء. وأما من حاد عن الحق المبين عاش في ذل وصغار تماما كما نحن عليه الآن ، فهل لو كان النبي الأعظم يعيش بيننا الآن يرضى بالذل والهوان الذي تعيش فيه أمته؟!. ابتعدنا عن دين الله واتبعنا منهج الغرب « المتحضر» فتقمصنا جميع صفاتهم وصدقت يا سيدي حين قلت « لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه».نسينا العدو وصوبنا السلاح إلى قلوب بعضنا بعضا وكثر الهرج والمرج ، لا القاتل يدري فيما قتل ولا المقتول فيما قتل ، نتلذذ ونتفنن في أساليب العذاب وهل هناك أقسى من الذبح بالسكين؟ . آه ما أقسى تلك القلوب!! انطبق علينا قوله تعالى» ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة» ويا ليت هؤلاء يعلمون قولك «لأن تُهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم» . يا ليت القلوب تعود إلى الله في هذه الأيام الفضيلة حتى يتوب علينا ويتغير حالنا، فما غيَّر الله حال قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.alikaasem@hotmail.com
متفرقات - إسلاميات
في ذكرى مولده الشريف
محمد (صلى الله عليه وسلم ) نور الوجود وفخر البشرية
12:26 ص