«ادفع ديناراً تنقذ القادسية»... هكذا وصل الحال في أكبر قلعة رياضة في الكويت، جماهير «الملكي» انتفضت عن بكرة أبيها لانقاذ ناديها من الانهيار الاقتصادي، الذي أعلنت عنه ادارته بكل صراحة.القادسية أكبر الاندية الكويتية جماهيرياً، والاكثر حصداً للبطولات في معظم الألعاب الرياضية، يجد نفسه عاجزاً عن تحمل نفقات النادي، بسبب سوء الحالة الادارية التي يعاني منها المجلس برئاسة الشيخ خالد الفهد.أزمة القادسية «ادارية» أكثر منها مالية، الخلافات بين الاعضاء أصبحت علنية ومكشوفة، بل وصلت الى حد الفجور في الخصومة، انقاسامات وتكتلات واضحة بين الاعضاء، كل طرف يستخدم ما لديه من أسلحة لضرب الآخر، والضحية نادي القادسية.الأزمة المالية عذر للخروج من السبب الحقيقي الذي ولدته الخلافات الادارية بين الاعضاء، للاستحواذ على المناصب التنفيذية المهمّة، لم يكن هناك أي تعاون في عمل الاعضاء، كل منهم يسير في اتجاه آخر، وكل منهم يحفر للآخر، ينتظر سقوطه لدفنه.استقالة عضو مجلس الادارة ناصر الشرهان، سبقتها ابتعاد نهائي لأمين الصندوق جمال النفيسي ونائب رئيس النادي بسام البسام منذ أكثر من سنة عن الحضور الى النادي، استياؤهما كانا واضاحاً، على كل ما يحدث في النادي، لم يجدا حلولا أو تسوية للخلافات، وكأن الامر طاب لبقية الاعضاء لابتعادهما.القادسية منذ الموسم الماضي والحالي يسير وحيداً من غير ربان، بعدما وجد الفهد نفسه عاجزاً عن حل واحتواء الخلافات بين الاعضاء، مفضلاً الابتعاد وعدم الدخول في الصراع بينهم، على الرغم أن دوره الاداري كان يحتم عليه تضييق رقعة الخلاف، وتقريب وجهات النظر، للحفاظ على مكتسبات القادسية التاريخية في البطولات.الفريق الأول لكرة القدم تصدّر المشهد، كونها اللعبة الشعبية الأولى، بعدما شعرت جماهيره الكبيرة أن الصدوع والشروخ بدت واضحة على الأجهزة الفنية والادارية واللاعبين وقد تنهار، ولم يشفع لها لقب كأس سمو الأمير الموسم الماضي، بعد انهاء «الأصفر» مسابقة «دوري فيفا»في المركز الخامس، وخروجه من كأس ولي العهد.أوامر تغييرية متكررة في الاجهزة الادارية والفنية بناء على طلب عدد من اللاعبين، اقالة المدرب الإسباني انتونيو بوتشه، ومدير اللعبة رفاعي الديحاني، وتعيين «ابن النادي» راشد بديح مدرباً، وعودة الاداري محمد بنيان الى منصبه مديراً للكرة، ولم يستمر الحال كثيراً، ليجد بديح نفسه في بداية الموسم الحالي خارج الحسبة من دون سبب مقنع، وتم تعيين مساعده الكرواتي داليبور ستاركيفيتش بدلا منه.الامر أصبح بيد اللاعبين وحدهم في تغيير ما يريدون، خصوصاً في ظل تخلي مجلس الادارة عن مسؤولياته تجاه الفريق، وكأن الامر لا يعنيهم، والبعض قد يريد أن ينهار الفريق، لطالما لم يتم تسليمه منصب اداري في الفريق.تجاوز الامور الفنية والادارية واللاعبين، ووصلت الى عند نقطة المحترفين الأجانب (الغاني رشيد صومايلا والكونغولي دوريس سالامو والغيني سيدوبا سامواه)، الذين تلقوا تصريحا علنيا من مجلس الادارة، أنهم غير قادرين على الالتزام بعقودهم المادية.الامر وقع كالصاعقة على جماهير النادي التي تتطلع الى البطولات، كون فريقها يتزعم الاندية بعدد الألقاب، لم يجدوا حلاً مع إدارة النادي، في انتشال الفريق وحل مشاكله، انتفضوا في ما بينهم، لتولي الامر المالي بنفسهم، من خلال التبرع لدفع قيمة المستحقات للمحترفين، بل زادوا على ذلك بالمطالبة باستقالة الاعضاء الذين لا يقومون باداء واجبهم الاداري والمالي بالنادي.أزمة القادسية «نفوس» وليست فلوسا، حيث ان النادي لديه أعضاء شرف (مليارديرية) قادرون على التعاقد مع الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن ابتعادهم يعود الى وجود بعض الاعضاء الحاليين، وسوء ادارة النادي التي خلقت فجوة كبيرة بين ابناء النادي.الفهد يجب الآن أن يتحمل مسؤولية عمله كرئيس لاكبر ناد رياضي واجتماعي وجماهيري، و أن يضع حدا حاسما لازمة النادي، أو يقدم استقالته فوراً، تاركاً المجال لغيره لمن يكون أقدر على قيادة القادسية.