فيما أشار وزير الخارجية العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري الى ان العلاقات الكويتية-العراقية «راسخة يسودها التفاهم»، وان ملفات الحوار «مفتوحة دائما بين الجانبين»، بين انه تمت مناقشة ملفات «تناولت 49 مسألة ما بين اتفاقيات او مذكرات تفاهم من قبل لجان عراقية على مستوى عال من الكفاءة مع نظرائهم الكويتيين في أجواء من التفاهم والصراحة في مختلف النقاط».وعن قضايا الإرهاب، ذكر الجعفري خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس أن «المناقشات مع الكويت تضمنت ملف الارهاب وكيفية مواجهته... فالارهاب يتجاوز بلدينا ليصل الى العالم كله، وما من قرية من قرى العالم الا وقرع الارهاب طبوله فيها ولم يستثن دولة من الدول»، داعيا الدول «التي لم يضربها الارهاب» إلى «ألا تأمن شره فربما تكون الخلايا نائمة خاصة مع وجود أكثر من 100 هوية توجد في العراق وتقاتل تحت لواء داعش».وأكد على ضرورة ان يكون الرد على الارهاب «عالميا مادام ينتمي للعديد من الدول»، مشيرا الى «وجود ما يسمى بثقافة الارهاب التي تستبيح الآخر وتستبيح الطفولة ومن الضروري وضع معادل ثقافي يسمى ثقافة الاصلاح لمواجهة هذا الفساد العالمي».وأشار إلى أن «الكويت ضحية من ضحايا الارهاب وكل دول العالم الآن ضحايا لذا امامنا جهود طويلة ومضنية يجب أن نقطعها»، معتبرا الحرب على الإرهاب «حربا عالمية ثالثة يجب أن تتوحد فيها جبهة عالمية عريضة لمواجهته».وفي ما يخص الجهود المبذولة لمواجهة تنظيم داعش ومحاولات استعادة الرمادي، قال «الحرب كر وفر اليوم نتقدم وغدا نراوح في مكاننا خاصة ان حرب الارهاب ليست حربا تقليدية مع محاولات الطرف الاخر الغوص في المجتمعات مستثمرا انسانية الدولة العراقية في التدرع بدروع بشرية»، مشيرا الى انه «منذ تعامل القوات العراقية مع الوضع والهزيمة تلاحق داعش رغم أن أفراده أتوا من 82 دولة في البداية والآن بلغ عدد الدول التي ينتمون إليها الى اكثر من 100 دولة».وفي شأن دور الخليج والدول الاخرى، قال «بناء على الاتفاقية التي تم توقيعها وتشكيل التحالف الدولي فنحن نحصل على مساعدات لا ادعي انها ما نطمح اليه الا انني لا اهون منها بل هي مساعدات جيدة وفرص للتدريب بإذن عراقي وإرادة عراقية وبمدد محددة».وعلى صعيد تسهيل دخول العراقيين الى الكويت، أوضح ان «عمليات التزاور ما بين الكويتيين والعراقيين لم تنقطع يوما ولم تتم مناقشة هذا الامر مع الجانب الكويتي في ظل وجود وشائج عراقية ـ كويتية وعلاقات زواج لذا ليس امامنا سوى الاتساع في هذه المسألة».وأفاد الجعفري في ما يخص التواجد التركي في الاراضي العراقية وتصعيد الامر من الجانب العراقي في الوقت الراهن بأن العراق «لم يصعد القضية وانما تسربت قطع عسكرية ودخلت الى العمق العراقي 110 كيلومترات وتم التعامل مع الامر بطريقة حضارية وانسانية واخبرنا الجانب التركي وتم تسليم مذكرة بضرورة الانسحاب».ولفت الى أن «وزير الخارجية التركي هاتفه على مدى 40 دقيقة وقال اننا سنتوقف عن ارسال قوات عسكرية جديدة الى العراق، الا انه من المهم سحب القوات المتواجدة حاليا على الاراضي العراقية»، لافتا الى انه «امر سيادي ومرفوض دخول قوات اجنبية في الاراضي العراقية».وردا على سؤال عما اذا تطرقت مباحثاته مع الجانب الكويتي الى وساطة كويتية للوصول الى تفاهم بين الحكومتين العراقية والتركية بشأن سحب الاخيرة لقواتها من الاراضي العراقية قال «حتى الان ليس هنالك وساطة ولن نمنع احدا»، معربا عن ترحيب بلاده «بأي مبادرة فالحكومة العراقية لن تغلق باب الحوار في هذا الصدد».وكشف الجعفري عن أنه لم يلمس خلال اجتماعه مع الجانب التركي على هامش اجتماع مجلس الامن الدولي أي تجاوب بشأن الانسحاب «فلم اسمع كلمة انسحاب وانما اعادة انتشار للقوات التركية الامر الذي يعطي اعترافا ضمنيا بتواجد هذه القوات في المستقبل مع اعادة خارطة الانتشار»، مؤكدا رفض بلاده «اي تواجد عسكري تركي أو أجنبي في بلاده»، وداعيا الحكومة التركية الى «سحب قواتها من الاراضي العراقية تحقيقا لرغبة جميع العراقيين».واعرب عن امله «ان يضاعف التحالف الدولي من نشاطه واسناده للعراق في مواجهة داعش»، مضيفا ان «الضربات الجوية للتحالف تشكل عاملا مساعدا للقوات المسلحة العراقية على الارض».وردا على سؤال حول مدى استعداد بغداد للتعاون العسكري مع روسيا مستقبلا لمواجهة الارهاب على غرار النظام السوري بين ان «الحرب على الارهاب ليست حربا تقليدية وتحتاج الى معلومات استخباراتية في داخل وخارج العراق وقد تشاورنا مع الجانب الروسي لتبادل المعلومات الاستخباراتية دون ان يكون هنالك أي اتفاقات بين الجانبين».وفي ما يتعلق باعتراضات الكثير من العراقيين على تعيين سفير سعودي جديد في العراق وموقف الخارجية العراقية الرسمي، أوضح ان «العراق يعمل على تحسين علاقته مع الدول كافة لاسيما دول الجوار، وحظيت الكويت والسعودية وسورية والاردن بأولوية التعاون»، مستطردا: «التقيت الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وجرى هذا الحديث وكان خادم الحرمين الشريفين يتكلم عن تصميم السعودية على فتح العلاقات، والسعودية تمثل دولة جارة وبيننا وبينها مصالح مشتركة اقتصادية».في إجابته عن سؤال بشأن الموقف السياسي العراقي من قضية الشعب السوري، أكد ان «العراق يساند الحل السياسي للقضية السورية وحذرت من مغبة الانجرار وراء الحل العسكري»، مشددا على أن «العراق وقف الى جانب الشعب التونسي والمصري والليبي واليمني في مطالباتهم العادلة تجاه انظمتهم»، إلا أن «الوضع السوري يختلف تماما عن الاوضاع في الدول السابقة حيث انقسم الشعب السوري الى قسمين مؤيد ومعارض للنظام والحكومة العراقية نأت بنفسها ان تقف مع طرف دون اخر».وعما يأمله العراق من الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري وصف ما جاء على لسان الامين العام لجامعة الدول العربية بأنه «لم يكن كافيا»، مبينا انه «لم يكن امامنا الا التوجه الى مجلس الامن الدولي لمطالبته بالارتقاء بمسؤوليته للوقوف الى جانب العراق».
محليات
«أفراد داعش ينتمون إلى أكثر من 100 دولة... ومواجهة الإرهاب حرب عالمية ثالثة»
الجعفري: لا وساطة كويتية بين العراق وتركيا ... باب الحوار مفتوح ونرحب بأي مبادرة
الجعفري متحدثاً في المؤتمر الصحافي (تصوير جلال معوض)
07:26 ص