قبل شهر وأسبوع كان موعد ابن الثلاث سنوات حيدر حسين مصطفى مع «كابوس» أطلّ من قلب دخان التفجير الانتحاري المزدوج الذي ضرب محلة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت في 12 نوفمبر الماضي و«خطف» والديْه تاركاً اياه جريحاً أسر قلوب وعيون اللبنانيين و«ملاكاً» يحلّق... بلا جناحيْه.وابتداء من يوم الجمعة، انطلق «حلم» حيدر الذي وُلد من رحم المأسة مع هاشتاغ #CristianoMeetHaidar الذي «أغرق» مواقع التواصل الاجتماعي ودعا فيه مئات الآلاف نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى لقاء الطفل الناجي من الموت بعدما كشف انه من عشاق نادي ريال مدريد الاسباني ونجمه CR7 الحائز 3 مرات على جائزة الكرة الذهبية والفائز 4 مرات بالحذاء الذهبي.فمنذ أول من امس، عاد حيدر ليكون الحدَث في لبنان وايضاً في العالم مع التداول بصور وخبر وصوله إلى مدريد حيث استقبله في المطار وفد نادي ريال مدريد نقله وعمّه الى «قلعة» النادي «سانتياغو برنابيو»، حيث كانت المفاجأة الكبرى الرئيس فلورنتينو بيريز خارج قاعة الاجتماعات، ومعه قميص ريال مدريد الرقم 7 الخاص بكريستيانو، وقد خيط خصيصاً لحيدر وطبع اسمه عليه. وبعدما لبس حيدر قميصه، دخل إلى قاعة الاجتماعات محمولاً بين يدي فلورنتينو، حيث كان كل لاعبي ريال مدريد في انتظاره، وقد صافحهم واحداً واحداً برباطة جأش، الى أن وصل الى «اللاعب الحلم» رونالدو وهناك أدمعت عيناه ثم بكى وسط تأثر كريستيانو الذي رحب بضيفه الصغير وضمّه، وطلب منه أن يلبي دعوة الفريق الى مأدبة غداء أقيمت امس، كما يحضر مباراته «الملكي» اليوم أمام ضيفه رايو فاليكانو حيث سيمسك رونالدو بيد حيدر لدى نزوله وسائر لاعبي الفريق الى أرض الملعب، قبل ان يتابع الطفل الناجي من «ملعب النار» والإرهاب المباراة التي بصرف النظر عن نتيجتها فإن الـ CR7 زاد فيها من رصيده الإنساني وسجّل هدفاً في مرمى الإرهاب.وقد تولى موقع نادي ريال مدريد مواكبة هذا الحدَث فنشر فيديو عن اللقاء بين حيدر ونجمه المفضّل وبياناً صدر عن النادي وجاء فيه: «حيدر، الطفل البالغ من العمر 3 اعوام والذي فقد والديه في نوفمبر خلال تفجيرات بيروت، حقق حلمه، عندما منح فرصة لقاء مثله الأعلى كريستيانو رونالدو». واضاف: «شوهد رونالدو في صورة نشرت على موقع ريال مدريد وهو يعانق الطفل حيدر الذي استقبله أيضاً رئيس ريال فلورنتينو بيريز في صالة الاجتماعات في(سانتياغو برنابيو) وقدم له قميص الفريق مع اسمه عليها فوق الرقم 7 الذي يرتديه رونالدو».ومعلوم أن رونالدو، وهو أب لطفل في الخامسة من عمره اسمه كريستيانو جونيور، عاش طفولة قاسية وسبق ان اعلن انه لم يكن يملك أي فرصة لشراء لعبة مثل من هم في عمره كما كان يذهب للمدرسة التي فصل منها لاحقا ماشياً على قدميه «وكنت ألعب كرة القدم من أجل أن أمحي معاناتي وأفرغ فيها غضبي».ومن قلب هذه المعاناة، اشتهر رونالدو بتبرعاته للأطفال في افريقيا وشرق آسيا وفلسطين وغالباً ما دافع عن الإسلام وقال إن الإعلام في أوروبا والعالم لا ينقل كل الحقيقة.وفي سبتمبر الماضي كان أسامة عبد المحسن يحمل ابنه زيد البالغ من العمر 8 أعوام، عندما قامت مصورة مجرية بعرقلته، أثناء ركضه في حقل مفتوح بالقرب من الحدود المجرية. ومع بث مقطع الفيديو للحادثة برز غضب دولي تسبب بطرد المصورة من الشبكة التي تعمل لصالحها.ولكن سرعان ما تلقى الأب وابنه عرضاً بحياة جديدة في مدريد بعد أن تقدمت أكاديمية كرة قدم بعرض لعبد المحسن، الذي كان مدربا سابقا، لتوفير وظيفة ومكان للعيش فيه.وقبيل مباراة ريال مدريد مع غرناطة، ظهر الطفل زيد وهو يرتدي زي كرة قدم، وسط تحية الجمهور، مع دخوله إلى الملعب بجانب رونالدو.
رياضة
الطفل اللبناني حيدر يحقق حلمه بلقاء رونالدو
رونالدو لدى استقبال الطفل اللبناني حيدر في مقر نادي ريال مدريد
02:02 ص