أثبت حفل افتتاح استاد جابر الدولي للعالم بأن الشعب الكويتي يتنفس الرياضة عموماً وكرة القدم بشكل خاص وإن من تحت الماء.شعب يلخص كل معاني الحب والعشق والجنون بـ«الساحرة المستديرة»، شعب يقدس نجوم اللعبة حتى بعد نهاية مشوارهم.60 ألف متفرج من جميع الاعمار احتشدوا من أجل كرة القدم، وجهوا رسالة واضحة بأن الكويت جزء أصيل من هذه اللعبة الشعبية الاولى في العالم، أبهروا البرتغالي لويس فيغو والانكليزي ديفيد بيكهام والبرازيليين روبرتو كارلوس ورونالدينيو والالماني ينز ليمان والايطاليين اليساندرو ديل بييرو اليساندرو نيستا وجيانولكا زامبروتا والانكليزي ديفيد جيمس والاسبانيين ميشال سالغادو وكارليس بويول والأوكراني اندري شفتشنكو والترينيدادي دوايت يورك والفرنسي روبير بيريس، وحمّلوهم رسالة بأن هذا الشعب أمانة في أعناقكم، وهو يستحق أن يوضع على خارطة اللعبة.18 ديسمبر 2015 لم يكن يوماً عادياً، بل كان بداية فرح بعد حزن، تفاؤل بعد تشاؤم، انتعاش بعد توقف، انتصار بعد انكسار، صحوة بعد سبات عميق. كانت بداية متأخرة لكنها جاءت في وقت كنا فيه على وشك الانهيار، وها نحن نشعر بأننا مازلنا قادرين على العودة الى الرياضة من أوسع أبوابها.«هنا الكويت» كان عنوان افتتاح استاد جابر الذي لخص كل شيء على أرض الواقع.شعب يملك نافذة تزخر بالفن والثقافة والرياضة والاقتصاد، ويحتاج الى فرصة ليفجر كل طاقاته امام العالم.المباراة بين نجوم الكويت ونجوم العالم المعتزلين لم تكن مجرد لقاء ودي استعراضي، ولو كانت كذلك لما لعب بيكهام «اسيست» (تمريرة حاسمة) بطريقته المعهودة الى فيغو الذي سددها على الطائر في الشباك في لعبة بدا وكأنه يريد من خلالها التذكير بأمجاده الطويلة مع منتخب بلاده وفريقي برشلونة وريال مدريد الاسبانيين.كررها بيكهام وبحرفنة أكبر لكن هذه المرة الى رأس الفرنسي بيريس الذي قبل الهدية فوضع الكرة في زاوية مرمى الحارس حميد القلاف.الجمهور، وفي كل لمسة من روبرتو كارلوس كان يصيح «شووووت»، لعلها تشهد منه على تسديدة شبيهة بتلك التسديدات الخرافية التي كان بطلها وأبرزها التسديدة الأسطورية امام الحارس الفرنسي الشهير فابيان بارتيز في البطولة الودية التي نظمتها فرنسا قبيل مونديال 1998.ذاك الهدف من كارلوس خضع لدارسة من قبل علماء الفيزياء.سدد روبرتو لكن الحارس الكويتي خالد الرشيدي كان محظوظاً لان «فتيل التسديدة» كان منتهي الصلاحية.الحضور الايطالي المتمثل بصخرته الدفاعية نيستا كان شاهداً في استاد جابر الدولي على تاريخ «الآزوري» الذي حقق كأس العالم في أربع مناسبات أعوام 1934، 1938، 1982، و2006 على الرغم من اعتزال ابن ميلان، فقد «اصطاد» المهاجم يوسف ناصر في «هجمة هدف».لقد صفق له ناصر قبل أن يصفق له الجمهور.أما هدف بدر المطوع فهو عنوان لـ«الازرق» عبر كل أجياله، إذ لخّص كل ما فعله جاسم يعقوب وفتحي كميل وفيصل الدخيل وعبدالعزيز العنبري في تاريخ لعبة كنا فيها زعماء الإقليم والقارة. هدف لن ينساه أبداً الحارس الالماني العملاق ليمان، وربما تكون قسوته فنياً أشبه بقسوة هدف الايطالي فابيو غروسو على المانيا في الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم 2006.هدف أعاد به المطوع كرة القدم الكويتية الى حقبة أمجادها، ووجّه من خلاله تحية بالطريقة العسكرية إلى راعي الحفل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.الحارس الانكليزي البديل جيمس تجرع من الكأس المرة نفسها لكن هذه المرة عن طريق «فهد الكويت» وبالطريقة الهولندية.لم يفوت عبدالهادي خميس فرصة استغلال سرعته في اختراق جدار نجوم العالم، وأضاف عليها «تهويشة» من الوزن الثقيل لروبرتو كارلوس، ثم أهدى الكرة الى يوسف ناصر ليدوّن الأخير اسمه الى جانب المطوع وفهد العنزي وفهد الهاجري في سجل الهدافين.اللاعب السابق جمال مبارك في برنامج «الـ 18» الذي عرض على تلفزيون «الراي» في الليلة نفسها التي أقيمة فيها المباراة الاستعراضية، قال بالحرف الواحد: ديفيد بيكهام... «دشي»، (وهي عبارة تقال للحمامة التي لا تجيد اللعب في ظل الرياح القوية).جمال نفسه، سبق له ان أطلق تصريحاً شهيراً في السابق قائلاً إن «زين الدين زيدان مو لاعب».جمال مبارك... هل لك من توبة كروية؟
رياضة
ديفيد بيكهام ... «دشي»!
بيكهام خلال المباراة الاستعراضية على استاد جابر (تصوير جاسم بارون)
09:27 ص