كرّس اعتراض «حزب الله» وبـ «الصوت العالي» على انضمام لبنان الى التحالف الإسلامي الذي أعلنت المملكة العربية السعودية إقامته لمحاربة الإرهاب، حال الاستقطاب السياسي الداخلي حيال هذه المسألة، بما عكس في جانب آخر احتدام التجاذب بين الرياض وطهران في المنطقة.وبرزت امس مجموعة ردود من أفرقاء داخليين كما من السعودية عبر سفيرها في لبنان علي عواض عسيري، على موقف «حزب الله» الذي كان رفض في بيان له «الموافقة المبدئية» التي أبلغها رئيس الحكومة تمام سلام الى الرياض على المشاركة في التحالف، معبّراً عن «شكوك عميقة بالخلفيات والأهداف وراء إعلان هذا التحالف ومعطياته المشبوهة»، ومعلناً عن «تفاجؤه بإعلان السعودية أن لبنان هو جزء من التحالف من دون علم أحد من اللبنانيين بهذا الامر، وذلك في خطوة تمثّل انتهاكا للدستور والقانون وكل الأصول المتبعة»، ومؤكداً أن «ما قاله رئيس الحكومة هو رأي شخصي لا يلزم أحدا لأن رئيس الحكومة أياً كان، لا يمكنه الموافقة على الدخول في حلف عسكري تحوم حوله كل هذه التساؤلات»، ومهاجماً السعودية ومتسائلاً «هل هذا التحالف سيحارب اسرائيل أم حركات المقاومة ضد العدو الصهيوني؟».ولم يتأخّر السفير عسيري في الردّ مبدياً استغرابه، في غمزٍ من قناة «حزب الله»، ان «بعض الاصوات التي انتقدت قرار المملكة هي التي يتهمها الرأي العام اللبناني بالإمعان بإنتهاك السيادة الوطنية ومصادرة قرار الدولة»، موضحاً «ان احترام المملكة لسيادة لبنان واستقلاله وحرية قراره أمر معروف ولا يحتاج الى براهين».وأسف السفير السعودي لـ «تعجل بعض الجهات في انتقاد التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب وسوء فهم أهدافه عبر الغوص في تحليلات ورسم سيناريوهات افتراضية بعيدة عن الواقع»، مؤكداً «ان قرارات المملكة العربية السعودية نابعة من قناعاتها ومن حرصها على مصلحة الأمتين العربية والاسلامية، ولا تستطيع أي جهة ان تملي على المملكة قراراتها، فيما بعض الجهات ترهن نفسها لمشاريع مشبوهة تهدف الى شرذمة دول المنطقة وشق الصف العربي وإثارة النعرات المذهبية».واضاف: «لبنان من الدول التي تعاني الارهاب وتكافحه. ومكافحة الارهاب تتم بأساليب عدة، تشكل القوة العسكرية احدى خياراتها، كما ان الفكر النير والخطاب الديني المعتدل ودور الاعلام والتربية والتوجيه والتنمية الاجتماعية والحد من البطالة ومن تردي الوضع الاجتماعي والمعيشي وسواها، جميعها اساليب لمكافحة الارهاب لا تقل أهمية عن الخيار العسكري، فهل يعقل ان يتخلى لبنان عن أدنى هذه الاساليب التي تشكل له عناصر قوة في معركته ضد الارهاب؟ ولمصلحة مَن؟».بدوره ردّ تيار «المستقبل» الذي يقوده الرئيس سعد الحريري على «حزب الله»، معتبراً أنه «ليس بالأمر المفاجىء ان يتخذ الحزب موقفاً سلبياً وحاداً من الإعلان عن تشكيل تحالف إسلامي واسع لمكافحة الارهاب، خصوصاً وان هذا الإعلان صدر من المملكة العربية السعودية، التي يناصبها الحزب العداء»، مستغرباً «بيان حزب الله الذي لا يعترض فقط على مشاركة لبنان في التحالف، إنما يسجل مآخذه على الموافقة المبدئية لرئيس مجلس الوزراء، ويكتشف فجأة ان قرارات من هذا النوع تتطلب موافقة الحكومة واقراراً من مجلس النواب».