يدخل لبنان استراحة الأعياد الأسبوع المقبل على وهج الانقلاب في المعطيات الذي شكّله الإعلان الرسمي لزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية ترشُّحه لرئاسة الجمهورية، الذي أعلن برنامجه الرئاسي تحت شعار«الرئيس المواطن»، موضحاً ان «طبخة ترشيحه» كانت لبنانية وتمت بمواكبة اقليمية ودولية.وجاءت «الإطلالة الرئاسية» لفرنجية ليل اول من امس، في مقابلة تلفزيونية لتسجّل المفارقات الآتية التي طغت على دعوة رئيس الحكومة تمام سلام الى جلسة للحكومة بعد غد، لبتّ ملف ترحيل النفايات العالقة في الشوارع منذ خمسة أشهر. وأبرز هذه المفارقات:* تكريس زعيم «المردة» مرشحاً متقدماً وجدياً داخل فريق «8 آذار» الذي انتقلت المعركة الرئاسية - السياسية الى بيته الداخلي في ظل تحوّل حليفيْ «حزب الله» فرنجية وزعيم «التيار الوطني الحر» ميشال عون متنافسيْن، تنحصر المفاضلة بينهما مع ارتفاع في حظوظ فرنجية.* أن ترشيح فرنجية او تأييده رسمياً كان يُنتظر ان يحصل من الرئيس سعد الحريري الذي كان التقاه في باريس قبل اكثر من شهر. إلا ان قيام زعيم «المردة» بترشيح نفسه للمرة الاولى علناً، مؤكداً «انا مرشح للرئاسة أكثر من اي وقت مضى» بدا بمثابة تسهيل لمهمة الحريري.* صعوبة تصوُّر ان يكون فرنجية أقدم على خطوة بحجم ترشُّحه بوجه عون عملياً، من دون الاطمئنان الى وجود غطاء له من «حزب الله»، الذي كشف زعيم «المردة» نفسه في إطلالته التلفزيونية انه ينسّق مع امينه العام السيد حسن نصر الله خطوة خطوة في الملف الرئاسي منذ بدء طرح فكرة اعتماده كخيار رئاسي في الكواليس المقفلة قبل أشهر.* تولي فرنجية تسديد ضربات سياسية قاسية لعون، بدأها في الشكل حيث أبرز اولاً طبيعة العلاقة الفاترة بينهما منذ نحو عامين، وصولاً الى وصْف اللقاء الذي جمعه بزعيم «التيار الحر» بعد ايام من عودته من لقاء الحريري بأنه كان «بلا جدوى بسبب تمسُّك عون بترشُّحه».اما في المضمون فشنّ زعيم «المردة» هجوماً حاداً على عون عكَسَ حجم «القلوب المليانة» بين الرجلين، واعتُبر بمثابة «الكلام بلا قفازات الذي لا يمكن لأحد في ( 8 آذار) قوله لزعيم (التيار الحر)». وانتقد فرنجية عون «الذي لا خطة (ب) لديه سوى (أنا أو لا أحد) فأنا لم أطرح بديلاً منه، ولكن طُرحت عليّ مبادرة بأننا نقبل بسليمان فرنجية»، مضيفاً: «ذهبتُ الى باريس، فهل فعلتُ أمراً لم يفعله غيري؟ الجنرال ذهب الى روما ثم الى باريس بطائرة الحريري، لماذا يقال الان ان ترشيحي يحصل على يد زعيم سنّي ولم يكن الامر كذلك مع غيري؟ وعلى الأقل انا ذهبتُ مقبولاً الى باريس وليس طالباً (الرئاسة) ولم أقم بزيارة السفارة السعودية ولا غيرها».* أن فرنجية، حرص على توجيه سلسلة رسائل في اتجاه الداخل والخارج، متحدثاً عن «الكيمياء الكبيرة مع الرئيس الحريري ونياته الصادقة والجدية» ومتعهداً: «لن أطعنه في الظهر» بإسقاط اي حكومة له، ومعلناً انه والحريري «متفاهمان على إراحة البلد والتوصل الى وفاق وطني حقيقي» وطمأن المسيحيين ولا سيما خصومه في «القوات اللبنانية» ورئيسها سمير جعجع «مؤكداً أنه لن يعزل احداً وخصوصاً جعجع ولو لم تصوّت كتلته النيابية لمصلحته كرئيس».وأطلق زعيم«المردة» اشارات تناولت سلاح «حزب الله» الذي لا يمكن مقاربته خارج «تقوية الدولة وقواها الشرعية»، والمحكمة الدولية «التي لا يمكن ان أطلب من الرئيس الحريري إلغاءها»، داعياً في المقابل إلى «المسامحة والتسوية» من أجل إنقاذ البلد.
خارجيات
كشف عن «كيمياء كبيرة» مع الحريري وطمأن خصومه المسيحيين... و«فجّرها» مع عون
فرنجية «الرئيس المُواطِن» أعاد «الدينامية» إلى «رئاسية لبنان»
02:01 ص