بعد أن كانت المرأة تابعاً للرجل في المجتمع الخليجي شديد المحافظة، أصبحت اليوم شريكاً في كل حق للرجل، وعليها ما عليه من واجبات.ففي الأمس القريب زُكيت السيدة الدكتورة أمل القبيسي رئيساً للمجلس الوطني الاتحادي- ذي الأغلبية الرجالية- في الإمارات العربية المتحدة، واليوم تحصل مفاجأة سارة إذ فازت خمس عشرة سيدة في انتخابات المجالس البلدية في المملكة العربية السعودية، وكانت مشاركة المرأة في التصويت بهذه الانتخابات نحو 24 في المئة من إجمالي المشاركين فيها.دلَّ ذلك على أن عصر الحريم والحرملك قد انتهى، وأصبح على الجنس الناعم المشاركة في بناء وإدارة بلدانهم، فقد آمنت القيادة السياسية الجديدة في السعودية والشابة في الإمارات بالتجديد والحداثة، فأعطت المرأة كافة الحقوق التي أخذها شقيقها الرجل، مع المحافظة على مصلحة المرأة وسلامتها، وأصبح عليها رد الجميل بالأمانة وحسن الأداء.وأتمنى على المرأة الإماراتية والسعودية ألا تخطئ خطأ شقيقتها الكويتية التي ما إن أعطيت الحقوق السياسية كاملة حتى سعت إلى المساواة بالرجل كأنها ندٌّ وخصم له، لا شريك في خدمة الوطن!، وانشغلت ببعض المطالب التي لا تراعي طبيعة المرأة وتكوينها، وطالبت بأمور ترفضها الشريعة الإسلامية وتخالف تقاليدنا العربية، فكانت النتيجة فقدانها ثقة أختها المرأة قبل الرجل، وابتعدت عنها الأصوات ولم تفز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة إلا امرأة واحدة، والتي مع الأسف قدمت استقالتها من المجلس، وفي رأيي كان وجودها فيه أسلم وأجدى من المقاطعة لخدمة ما تريد تحقيقه من أهداف.إن مشاركة المرأة شقيقها الرجل في جميع مجالات الحياة تعطي بلدها قوة وتسد الثغرات وتبعد عنها حاجتها لبعض الوافدين الذين قد لا يتأقلمون مع طبيعة البلد، ولا يعطون النصح الحقيقي له، بل إن البعض بدأ ينصرف ويعود لبلده بعد ارتفاع الأسعار والإيجارات، وزيادة الرسوم على أمور الحياة، فالغالبية من هؤلاء جاءت لتبني مستقبلها في بلدها لتعود إليه، والقلة جاءت لتخدم بإخلاص وتستقر.هنيئاً للمرأة الخليجية هذه النتيجة، ونرجو أن يعينها الله على النجاح فيما أوكل إليها من ثقة، وما توصلت إليه من نجاحات.
مقالات
ولي رأي
عام المرأة الخليجية
11:18 ص