أستعرض في مقالي اليوم نِعمة ينعم الله بها على الإنسان فيسعد بها القلب ويبهج الفؤاد، نِعمة أشير إليها لأن انعكاسها على النّفس عميق عظيم وجميل، لا ينبغي لمثلها أن تمر عابرة دون توقفٍ وحمدٍ وشكر، وبما أن الحياة عبارة عن مواقف وأحداث، أشبه الموقف في مقالي بالبستان وما النِّعمة إلا زهرةٌ يقطفها المارين بهذه البساتين.زهرتي اليوم قطفتها من بستان الظلم، أن توضع بموقفٍ تكون فيه الأضعف، لأن خلافك كان مع من يعلوك منصباً لا لأنك على خطأ، فيستعمر القهر قلبك فترةً من الوقت ليست بالقصيرة، تحاول خلالها شرح وتوضيح بعض الأمور بطرقٍ لا تتجاوز اعتبارات المسميات والمناصب التي أرهقتهم! ثم لا فائدة، تحاول بطرقٍ أكثر جدية رغبةً منك بالوصول إلى تسويةٍ بأقل خسائر، ثم لا فائدة، لأن عقلية الطرف الآخر من النوع الأحادي التفكير الذي يقتنع بذاته وبصحة ما يراه فقط، تنحصر بعدها بزاوية أرادها هو لا أنت، ويتفاخر بضغطه وعلمه وخبرته، تتقبل أنت كل شيء برحابةٍ قلبية عجيبة لأنه وبعد الأخذ بكل الأسباب تدرك أنك لن تخسر شيئاً فقد طرقت كل الأبواب وسلكت معظم الطرق إلا أنه لن يُمسي الحجر ماءً إلا بمعجزة!النعمة أو الزهرة التي قُطِفْت من هذا البستان كانت على هيئة مواساة عظيمة من المنان سبحانه وتعالى، أن تشعر بأن الجميع هناك في صفك -عدا ذاك الشخص- يدعمونك نفسياً مقتنعون بأنك على حق متفهمين كلامك متقبلين للتحاور الراقي المُتفتح على خلاف التحاور المنغلق الذي يكتفي فيه طرفي الحوار أو أحدهما بقناعته فيأتي سقيماً عقيماً، كل ذلك يبدل شعور القهر في القلب إلى نصرٍ ورضا وبهجةٍ ينسلخ معها كل ألم لتأتي الراحة بعدها وتستقر هنا في القلب مباشرة، ليس هذا فحسب بل يأتي المدير الأعلى منصباً ينصفك ويُسكت بإنصافه تلك الأفواه المُثرثرة الضاغطة، وهنا أتساءل إذا أفرحك دعم من لا يملك سلطة واستشعرت هذه النعمة وحمدت الله عليها فكيف حالك بدعمِ من يملك السلطة والقرار؟! إنه فعلاً نصرٌ من الله عزيز.ولكلٍّ منا ما أنعم الله به عليه من النعم فليتلمسها ولا يحرم نفسه لذة استشعارها، إنها المواساة، إنها الحب، إنها الرحمة، إنها الجبر، إنها الإنصاف، إنها السعادة، إنها -النعم- كل ما يمكن أن يسكّن نفسك وقلبك وفؤادك ويبدلّك من حالٍ إلى أفضل... فقط استشعرها.A.alawadhi-85@hotmail.com Twitter: @3ysha_85