إيقاف، محاولات لتعكير احتفالية وطنية، ضرب حكّام، أندية على شفير الحل، اعتذار عن استضافة بطولة إقليمية عزيزة، لعبة جماعية بين اتحاد ولجنة موقتة. ماذا بقي أمامنا كي نعلن «النهاية»؟قبل سنوات، استقال أحد الوزراء في دولة أوروبية، فقط لأن الأمطار أدّت إلى تضرر عدد من المرافق التي يستفيد منها الشعب.تشعر في الكويت بأن «الرياضة» مِلك فئة معينة، وأن عليها أن تستجدي الهواء من تلك الفئة كي تضمن استمراريتها.اللافت في الأمر أن ثمة من يعارض هذا المنحى وهذه الحقيقة المرّة، إلا أنه استسلم لها من باب «مالنا شغل» أو «مالنا خلق» أو «طاف».لسنا بحاجة الى الإتيان بالدلائل والبراهين لإثبات «الملكية الفردية» للرياضة في الكويت، فهي أشهر من نار على علم، إلا ان المشكلة تكمن في عدم محاولة رأب ذاك الصدع إلا من قبل عدد من «الشجعان».في الإيقاف، كان يجدر بالمشهد «الوطني» أن يكون موحّداً، أي أن يقف الجميع ضده بغض النظر عمّا إذا كانت القوانين المحلية متعارضة مع نظيرتها الدولية و«الميثاق الأولمبي» أم لا.خريطة الطريق كان لها أن تفضي إلى سعي الجميع نحو رفع الإيقاف، ومن ثم عقد مؤتمر وطني تتداعى إليه الشخصيات الرياضية القديمة والمستجدة لتفادي وقوع الكويت في المطب ثانية.لم يصدر ولو حتى صوت واحد ممن يمثل الكويت في المنظمات الدولية يطالب أو يعمل لإنقاذ «الأزرق» مثلاً من خطر الإبعاد من تصفيات مونديال 2018 وكأس اسيا 2019. لم يذرف أحد الدمع على فقدان الكويت للقب أكيد في بطولة كأس الاتحاد الاسيوي بعد إقصاء فريقي «الكويت» والقادسية من الدور نصف النهائي بسبب الإيقاف نفسه.وكأن عرق شبابنا لا يستحق الرحمة، ولا حتى ... لفتة.حتى والبلد يقترب من اقامة احتفالية تاريخية ستنقل تفاصيلها الى قارات العالم الخمس، ظهرت حفنة من الأشخاص وكأنها لا تريدها، وأو ربما ترحب بها على مضض.وهنا اكتشفنا بأن مناسبة وطنية تاريخية عزيزة ... قد تؤذي البعض.في الملاعب، نشهد بين الفينة والأخرى فواصل ملاكمة ومصارعة، حتى باتت ظاهرة تتسابق القنوات الخارجية على نقلها واعتمادها افتتاحيات لنشراتها الاخبارية.قبل سنتين تحديداً، جاء اتصال لكاتب هذه السطور من قناة «غربية» يطلب فيها المتصل مداخلة مني للحديث في «هوشة» شهدتها ملاعب الكويت، قلت متسرّعاً: حاضر.وعندما عاود الاتصال لتحديد الموعد، لم أرد.بعث برسالة نصية قصيرة يشير فيها إلى أن الظهور في برنامجه ليس بالمجان بل بمقابل مادي وبالدولار الأميركي.لم أشأ الكذب على نفسي إن قبلت الدعوة لأني أدرك طبيعة الكويت ونفسية شعبها، وكنت واثقاً بأن «الهواش» التي تحصل ليست سوى استثناء على قاعدة الالتزام الأخلاقي.اعتبرتُ بأن ظهوري على تلك الشاشة سيؤكد بأن ثمة «شي غلط» بين صفوف الشباب الكويتي.المهم أن «الريّال» لم يتصل بي منذ ذلك اليوم. حتى بعد «معركة الجهراء» الأخيرة، لم يتصل، وخيرٌ فعل.انتظرنا من اتحاد كرة القدم قرارات فورية. لم نشك يوماً بأن العقوبات ستستلزم أكثر من ساعات لتُفرض على المدانين.حكّام استقالوا بعدما جرى التعدي عليهم مرتين، الاولى في الملعب، والثانية عندما تلكأ الاتحاد في اعطائهم حقهم كاملاً.وبعيداً عن الحكّام، تابعنا بحرقة ما يجري في نادي التضامن العريق الذي كان على شفير «الموت» نظراً الى الانقسام بين أبناء البيت الواحد.كنت أعتب على الواقع في كل مرة أقرأ فيها «5/‏6» التي تدل على انقسام مجلس الادارة (ستة أعضاء ضد خمسة أعضاء).كان على الـ11 عضواً أن يتصارعوا معاً للمحافظة على كيان «التضامن» وتفعيل حضوره في المشهد الرياضي.كانوا يدركون بأن سيف الزوال مصلت على رقبة النادي، فلم يأبهوا، إلى أن علمنا قبل أيام بتدخل شخصية معروفة بهدف رأب الصدع.اما نادي برقان فكاد أن يموت وهو على فراش الولادة.لن ندخل أكثر في المشاكل وفي القرار «الغريب» مثلاً باستبعاد العنصر الأجنبي عن كرة السلة وكرة الطائرة، ولن نغوص في ورطة الاعتذار عن استضافة «خليجي 23»، ولن نسبر أغوار صراع كرة اليد بين الاتحاد الشرعي وتلك اللجنة الموقتة.مشاكل لا تشبع من نهش الرياضة الكويتية.إنها تباشير «النهاية» ... التي لا بد أن تتبعها بداية، نتمنى أن لا تتأخر.