(دونالد ترامب يدعو إلى وقف تام وكامل لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، حتى نفهم ما جرى)، هذا بالتحديد ما تضمنه بيان المرشح الرئاسي الجمهوري للانتخابات المقبلة تحت عنوان بيان دونالد ترامب لمنع الهجرة الإسلامية، وذلك عقب حادثة إطلاق النار في ولاية كاليفورنيا التي أودت بحياة العديد من الأبرياء إلى الموت. تصريحات استفزازية ومشمئزة أثارت سخط الملايين من المسلمين وغيرهم، شهدت معها ردود أفعال واسعة النطاق واستهجان من جُل أفراد دول العالم بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم ودياناتهم.المليونير دونالد ترامب، الذي لا يمكن أن أصفه سوى بالمعتوه، يهاجم المسلمين والإسلام بأقبح الأوصاف، ولكنه بالمقابل يجني مليارات الدولارات من صفقات تجارية ومشاريع استثمارية يقيمها في دول إسلامية عديدة كالإمارات واندونيسيا وتركيا وأذربيجان، ويتناسى معها معاداته القبيحة للإسلام والمسلمين ويناقض نفسه بنفسه!... أرقام أُثبتت بالدليل القاطع من خلال الإفصاح المالي الشخصي الذي يُطلب من جميع مرشحي الرئاسة الأميركية!دونالد ترامب الذي يدعي أن كراهية المسلمين تجاوزت حدود الفهم، وأنه يجب أن يعرف من أين تأتي هذه الكراهية ولماذا؟، ربما لا يعرف أو لا يدرك المعنى الحقيقي للإسلام والعقائد السليمة التي يتمتع بها المسلمون في أرجاء العالم أجمع. إنه من الظلم حقاً، أن يعتقد البعض أن التصرفات الفردية التي تقوم بها الجماعات المتطرفة هي أصل الدين الإسلامي، والذي يعلم الجميع أنه دين التسامح والسلام وأنه يرتكز على نبذ التفرقة والعنف والظلم ومساواة الجميع بغض النظر عن العرق والأصل!إن حملة التشويه المركزة على الإسلام والمسلمين، بدعاية ورعاية من جماعات التطرف الإسلامي، هو جل اهتمام العديد من الدول الغربية وقادتها في تحقيق نواياهم وأهدافهم السياسية والعسكرية والاقتصادية، للسيطرة على العالم ومراكز صنع القرار، وهذا ما ظهر بوضوح في تعامل بعض الدول في معالجة ملف تنظيم «داعش» الإرهابي.دونالد ترامب، الذي استمر في إساءته للمسلمين، دعا أيضاً إلى تحجيم عدد الجالية المسلمة في أميركا وتحديد هوية خاصة بهم وإغلاق بعض المساجد الذي يذكر فيها اسم الله، فأي تفرقة وعنصرية وكراهية واضطهاد وتطرف أكبر من ذلك في بلاد تدعو إلى العدل والمساواة وغيرها من المفاهيم الإنشائية التي تسير وفق أهوائهم!، وهل يعتقد دونالد ومن هم على شاكلته أن هذه هي الطريقة المثلى لمواجهة التطرف والإرهاب؟!، وهل يجهل بأن تصريحاته الاستفزازية المتكررة قد تثير بغيضة وحفيظة المسلمين أكثر وأكثر وتزيد العداء لدى بعض المتطرفين!المعتوه دونالد ترامب، لم يسلم من لسانه السليط أحد، فقد اتهم في تصريح سابق له رجال الأمن البريطانيين وذكر بأنهم يخافون على حياتهم في لندن لأن بعض مناطقها أضحت أكثر تطرفاً، مما قابل هذا توقيع عريضة من أكثر من 170 ألف بريطاني ينددون بتصريحاته، مع احتمالات عديدة بإمكانية إصدار قرار بمنعه من دخول بريطانيا، فمتى يصحو قادة الإسلام ليمنعوا من دخوله هو واستثماراته إلى بلادنا؟أخيراً، أقول لدونالد ترامب الذي يريد أن يعرف سبب الحقد والكراهية لدى المسلمين، اسأل نفسك من صنع تنظيم «داعش» وقبلها بن لادن وتنظيم القاعدة ولماذا؟، لتعرف بما لا يدعو مجالاً للشك، لماذا يحدث كل ما يجري من جماعات متطرفة شوهت صورة الإسلام وهي لا تمت إليه بصلة؟Email: boadeeb@yahoo.com
مقالات
اجتهادات
ترامب... المرشح الرئاسي المعتوه!
11:12 م