عكست مواجهة كاظمة والقادسية في الدور ربع النهائي لبطولة كأس ولي العهد في كرة القدم والتي انتهت بفوز مثير للأول 4-3 بلغ به الدور نصف النهائي، فارق الخبرة الواضح بين مدربي الفريقين، الروماني فلورين ماتروك والكرواتي داليبور ستاركيفيتش.وفيما أظهر ماتروك قدرة عالية على التعامل مع مجريات المباراة وتقلباتها، ظهر ستاركيفيتش قليل الحيلة وهو يشاهد تراجع أداء فريقه في الثلث الأخير من زمنها وهو ما كلفه الكثير في النهاية.استهل ستاركيفيتش المباراة بتشكيلة خلت من سلطان العنزي وشهدت مشاركة صالح الشيخ وخالد القحطاني ومحمد الفهد منذ البداية، وفرض القادسية أفضليته على مجريات الشوط الاول مستفيداً من سيطرته على منطقة المناورات وفق توزيعة 4-2-3-1 بوجود فهد الانصاري وصالح الشيخ كمحورين في الوسط وامامهم الثلاثي الغيني سيدوبا سامواه وعبدالعزيز مشعان ومحمد الفهد، والمهاجم الصريح الكونغولي دوريس سالامو.سجل «الأصفر» بداية مثالية للشوط بإحرازه الهدف الاول بعد مرور 7 دقائق فقط بواسطة سيدوبا بعد تمريرة ذكية من الفهد. كان الفريق قريباً من زيادة الغلة في أكثر من مناسبة لولا سوء الطالع وتألق حارس كاظمة فواز الدوسري الذي تحمل مع خط دفاعه عبء هجمات القادسية المتواصلة والتي تركزت في الجبهة اليمنى التي لم يتحصل فيها الظهير عبدالرحمن البناي على الدعم المطلوب من الوسط الذي خسر معركة السيطرة على الملعب، فغابت خطورة الثنائي يوسف ناصر والبرازيلي - التيمور شرقي باتريك فابيانو على مرمى احمد الفضلي حارس القادسية.وعلى غرار الشوط الاول، استهل «الأصفر» الشوط الثاني بإحراز هدف آخر مبكر بتسديدة من خارج المنطقة لمشعان لمست مدافع كاظمة البرازيلي اليكس ليما قبل ان تستقر على يمين الدوسري بعد مرور دقيقتين فقط.وفي خطوة غير محسوبة العواقب، أقدم ستاركيفيتش على سحب مشعان بعد فترة وجيزة من الهدف ودفع بأحمد الظفيري لتتحول طريقة الفريق الى 4-3-2-1 بانضمام الظفيري الى الشيخ والانصاري.استعجل ستاركيفيتش استبدال مشعان لأن حدثاً مفاجئاً شهدته الدقيقة 65 بطرد الحكم عمار البلوشي لعبدالرحمن البناي ومحمد الفهد بعد احتكاكهما، في وقت كان فيه مدرب القادسية يعتمد على الفهد كلاعب متحرك على الأطراف يؤدي دوراً مماثلاً لمشعان.في المقابل، بدأ مدرب كاظمة باستخدام أوراقه البديلة، فدفع بناصر الفرج بدلاً من مشاري العازمي فحرر يوسف ناصر من قيود الشوط الاول ومنح فابيانو فرصاً أكبر لمواجهة مرمى القادسية، ولولا تألق الفضلي في منع انفرادية للأخير لقلص «البرتقالي» النتيجة في وقت مبكر.تراجع أداء «الملكي» بشكل أكبر بعد قيام المدرب بإخراج سالامو وسيدوبا واشراك فيصل عجب ومحمد راشد اذ فقد «الأصفر» عناصر الابتكار والحلول الفردية التي كانت متمثلة في الفهد ومشعان واللاعب الغيني بالتزامن مع إصابة خالد القحطاني وإكماله المباراة «على الواقف».في الوقت نفسه، واصل ماتروك الاستفادة من دكة الاحتياط، فجاء اشراك الظهير محمد الهدهود لتعويض طرد البناي مفيداً من الناحية الهجومية بعد ان ساهم بطلعاته وتمريراته العرضية في توفير فرص تهديف للمهاجمين، كما كانت مشاركة البوليفي العائد من الاصابة خاسيماني كامبوس أواخر المباراة كآخر الحلول الهجومية للاستفادة من قدرته على اللعب لفترة قصيرة.كل هذه التحولات صبت في مصلحة كاظمة الذي وجد نفسه قريباً من مرمى الفضلي، كما انه احتفظ برغبته الجامحة في إدراك التعادل حتى اللحظات الأخيرة من عمر المباراة، فيما اعتبر لاعبو القادسية ومدربهم المباراة في حكم المنتهية.وبناء عليه، حصل «البرتقالي» على مكافأة إجادة في الدقائق الأخيرة وحقق تعادلا مستحقا قياساً على مجريات الشوط الثاني وذلك بهدفين لحمد حربي والبرازيلي ليما قبل ان يجهز على آمال القادسية الذي حاول ترميم معنوياته بعد التعادل الصاعق بهدفين في الوقت الإضافي الثاني لفابيانو وليما ضمنا له بطاقة التأهل من دون أن يؤثر هدف تقليص الفارق لمنافسه في شيء.