كانت طفلة عصبية تتأثر بكل ما يحدث لها!لكنها نضجتْ وكبرتْ... وصارت «تعدّي وتسامح»!الطفلة التي نضجت هي المطربة التونسية مروى بن صغيّر، التي تغمرها مشاعر السعادة هذه الأيام، بعدما تبوَّأت أغنيتها الأخيرة «اللي راح» المركز الأول، أكثر من مرة، وفقاً لإذاعة «مارينا F.M».«الراي» تحاورت مع بن صغيّر، فتحدثت عن أغنيتها الفائزة التي كتب كلماتها وصاغ ألحانها الفنان بشار الشطي ووزعها ربيع الصيداوي، مشيرةً إلى أنها تعمل على تجهيز أغنية جديدة أخرى ستكون ذات طابع تونسي أو مغربي.بن صغيّر أوضحت أن ارتياحها النفسي إلى شعراء وملحنين يدفعها إلى الاستمرار في التعاون معهم، مستدركةً: «لكن الفنان في الوقت نفسه يجب أن يجرب ويجدد مع آخرين، طمعاً في التنوع الإبداعي».وأكملت بن صغيّر: «لا أحتاج إلى شركة إنتاج تعطيني دعماً، بل أحتاج إلى إدارة أعمال ترعى شؤوني وعلاقاتي مع الوسط الفني، كي أتفرغ أنا للجانب الإبداعي»، لافتةً إلى أنها لا يربطها أي عقد احتكار مع شركة «سنيار»، وإن أعربت عن اعتزازها بعلاقتها مع هذه الشركة تحديداً، مواصلةً: «ما يربطني بها علاقة فوق العمل والمادة، بل هي بمنزلة أهلي الذين أحتمي بهم»! وتابعت بن صغير، في تصريح لافت، أنها ترفض أن تقدم عملاً درامياً باللهجة الكويتية التي لا تتقنها بطلاقة، معللةً الأمر بأن أداءها سيكون مشوهاً، ومن ثم ترفض العمل احتراماً للهجة والشعب الكويتي العزيز.وفي حين نفت بن صغيّر أن يكون لها «فارس أحلام» باشتراطات معينة، أكدت أنها - مثل كل البنات - تتمنى الزواج من شخص محترم ويخشى الله فيها!وعن السبب وراء البكاء الذي باغتها على الهواء في برنامج «ليالي الكويت» التليفزيوني، قالت: «إنه الحنين إلى بلدي تونس التي أعيش بعيداً عنها وعن أهلي، خصوصاً في هذه الأوقات الصعبة».مروى بن صغيِّر تنقلت، في حوارها مع «الراي»، إلى قضايا كثيرة بعضها فني والآخر شخصي... والتفاصيل تأتي في هذه السطور:• حدثينا في البداية عن أصداء أغنيتك الأخيرة «اللي راح»؟- الأصداء جيدة جداً، وحققت نجاحاً جميلاً وكبيراً، حيث نالت المركز الأول لأكثر من مرّة عبر تصويت إذاعة المارينا «F.M»، إضافة إلى أنني قد لمست ذلك من ردود الفعل عبر المواقع الإعلامية، لدرجة أن البعض منهم بات يغنيها بصوته ويرسلها إلي، وهذا يدلّ على مدى حبهم لها، وأتمنى أن يستمر هذا النجاح بدعم وجهود كل محبّي مروى بن صغيّر.• هل تفكرين في تصويرها بطريقة الفيديو كليب تدعيماً لنجاحها؟- الحقيقة أن هذه الفكرة موجودة فعلياً، وهناك أسماء عربية مرشّحة في ذهني، لكن التفاصيل الأساسية للعمل لم يتم الاتفاق النهائي عليها سواء في ما يتعلق بزمن التصوير أو مكانه، أو من سيكون المخرج الذي سيتولّى المهمة، وحينما يكتمل تحديد كل هذه الأمور سأصرّح لجمهوري عنه من خلال «الراي».• ومتى ستنضمّين إلى شركة إنتاج كي تخففي عنك هذا العبء؟- ربما لن تصدقني حين أخبرك بأنني لا أريد الانضمام إلى أي شركة إنتاج، وكلّ أغنياتي أقوم بإنتاجها وحدي، وجلّ ما أحتاج إليه هو إدارة أعمال ناجحة تنسّق عملي وشغلي، والأمور المتعلقة بالعلاقات العامة، لأن الفنان من الصعب عليه أن يقوم بمفرده بتلك الأمور.• وما السبب وراء الرفض لانضمامك إلى أيّ شركة إنتاج؟- الحقيقة أن عقود شركات الإنتاج تتضمّن بنوداً «تخوّف»، وهي تفرض أموراً معينة منها الاحتكار وخلافه، لذلك لا أعتقد أنني يمكنني أن أتأقلم معها.• ماذا عن الجديد الغنائي الذي تحضّرينه للفترة المقبلة؟- أعتقد أنه قد آن الأوان لأقدم أغنية بكلمة ولحن تونسيين أو مغربيين عموماً، لذلك تواصلتُ في الفترة الماضية مع الشاعر مصعب العنزي لسماع ما لديه، وكذلك تكلّمت مع الموزّع الموسيقي ربيع الصيداوي عن هذا الشأن كي يقوم بتوزيعها.• ما السبب وراء ارتباط اسمك مع ملحنين وشعراء محددين فقط؟- كلّ الملحنين والشعرء سواء كانوا شباباً أو من جيل المخضرمين «على راسي»، وأكنّ لهم وافر الاحترام والتقدير، لكنّ لدي طبعاً ظاهراً، وهو أقرب إلى الناحية النفسية: أنني إذا ارتحت إلى شيء معين وتعودته فإنني أستمر فيه طويلاً، لذلك عندما تعاونتُ مع الفنان بشار الشطي والموزع ربيع الصيداوي صارت بيننا راحة نفسية وتواصل في الحوار والكلام، وهما بدورهما أصبحا يعرفان قدراتي وطبقات صوتي، وما يناسبني، وأين يمكن أن أبدع، وكل هذا من شأنه الإسهام في إخراج شيء جميل يمتع الناس ويحوز إعجابهم.• هل يعني ذلك أنك لن تتعاوني مع غيرهما؟- كلا، لم أقصد ذلك بالطبع، فالفنان يجب عليه أن يجدد، ومن ثم يجرّب التعامل مع كل من في الوسط الفني، كي يحصل على التنويع اللازم في نتاجه الإبداعي، وأنا شخصياً كانت لي فرصة التعاون مع الملحن فهد الناصر الذي أعتبره من كبارالملحنين، وبإذن الله ستراني في المستقبل قد ارتبط اسمي مع ملحنين وشعراء شباب، وأيضاً مع المخضرمين، على رغم أن التعاون معهم يكون مكلفاً مادياً بحكم خبرتهم في السوق وتاريخهم الفنّي.• مَن الأسماء التي تتطلعين إلى التعاون معها؟- من الأسماء التي تشدّني كثيراً الفنان اللبناني مروان خوري.• توّجهتِ إلى العمل في مسرح الطفل الغنائي الاستعراضي... ما الدافع؟- أجمل شيء في حياتي أنني اخترت هذا اللون من المسرح وعملت فيه، فعلاً أجد نفسي فوق خشبة المسرح وأفرّغ وقتها كل الطاقة السلبية التي تحيط بي، وهذا الأمر شعرتُ به عندما عملت مع الفنان محمد الحملي، وكذلك مع شركة «زين»، ومن المستحيل أن أنسى تجربتي معهما، لأنهما طوّرا من نفسي وعلاقاتي أيضاً في الوسط الفن، إذ لم أكن قبلهما أعرف أحداً، واليوم باتت تجمعني صداقات مع نخبة من الفنانين بينهم فاطمة الصفي، بثينة الرئيسي، غدير السبتي، حمد أشكناني والعديد منهم، والقائمة تحتوي على أسماء أخرى، وليعذرني من لم أذكر اسمه، وأمنيتي أن أثري دوماً مسرح الطفل وأزرع البسمة على شفاه الأطفال.• هل تشترطين أن تكون مشاركتك في المسرح غنائية؟- أكيد أحرص على ذلك الأمر، خصوصاً أن الله قد منحني صوتاً جميلاً ووفقتُ في الغناء، ومن ثم يتعين عليّ أن أستخدم على خشبة المسرح أكبر النعم التي منحني الله إياها.• وماذا لو عُرض عليكِ الغناء باللهجة الكويتية المحلية؟- الحقيقة أنني لا أستطيع الغناء باللهجة الكويتية، ومن ثم أي عمل مسرحي يُعرض عليّ باللهجة المحلية لا أوافق عليه، والسبب بسيط للغاية، أنني لا أتقن التحدث بها بطلاقة، بل إن «نص كلامي بدليات»، ولذلك أعتقد أن رفضي الغناء باللهجة الكويتية إنما هو احترام لهذه اللهجة وشعبها، فلن يكون مريحاً لي ولا للمتلقي أن تأتي الأغنية مشوهةً ومرتبكة، لمجرد الحصول على دور في عمل فني!• هل مشاركتك في تصوير الدعايات التجارية أسهم في انتشارك؟- بدايتي في تصوير الدعايات والتي ما زالت مستمرة منذ ثماني سنوات مرتبطة بشركة «سنيار» للإنتاج الفني والمسرحي، وأول دعاية صوّرتها لحظة وصولي إلى الكويت أول مرّة كانت مع «بيان» لطب الأسنان، ومن حينها بات الجميع يعرفونني وتوسعت علاقاتي.• هل هناك دعايات ترفضين تصويرها؟- لا يوجد شيء معين أرفضه بحدّ ذاته، لكن من الطبيعي أنني سأبتعد عن الدعايات الكوميدية، وأحرص على أن أطلّ بصورة تليق بكل من يشاهدني.• كثيرون قالوا إنكِ مَحتكَرة لدى شركة «سنيار»... ما صحّة هذا الأمر؟- لا يوجد أي عقد احتكار ورقي ما بيني وبين شركة «سنيار»، ومعاملتي معهم تفوق حدود العمل فحسب، لأنني أعتبرهم عائلتي التي أحتمي بها، ولن أنسى أن دخولي الكويت وبداية عملي كان معهم ومن خلالهم.• ما الذي قدمته مروى لبلدها تونس؟- أتمنى أن أكون قد قدمت جزءاً بسيطاً من المحبة والعرفان لبلدي، وأنا من خلال إقامتي في الكويت بسبب ارتباطات عملي أمثّل الفتاة والفنانة التونسية، ودوماً أتمنى أن يبقى اسمي مربوطاً ومقترناً ببلدي كما فعلت الفنانة لطيفة التونسية والفنانة الراحلة ذكرى، وأيضاً الفنان صابر الرباعي، وواجبي يحتّم عليّ أن أحافظ على هذه الأمانة التي في عنقي.• هل أصابتكِ نار الغيرة والحسد؟- بحمد الله لم أصادف شخصياً هذا الأمر، ولم أواجه مشاكل من أحد، وأتمنى ألا تصيبني،، وأمشي في خط اخترته بعيداً عن الجميع من دون تقليد لأي فنانة. لكن بشكل عام الغيرة الفنية أمر طبيعي، وأنا لستُ ملاكاً، وكل فنان يجب أن تعتريه تلك الغيرة التي تحفزه كي ينافس زميله، ويحاول أن يكون أفضل منه فناً.• هل تشعرين بأن لكِ بصمة خاصةً بكِ من خلال إحيائك الأفراح الكويتية، لا سيما أن اسمك بات مطلوباً بكثرة؟- هذا الأمر يسعدني كثيراً، فأنا في كل عرس أحييه أشعر بالفرحة الكبيرة، لأنني أعمل على إيصال رسالة إيجابية لكل الحضور، وهي الفرح والسعادة، فتراني أقدم أفضل ما لديّ.• ما الذي أضافه إليكِ إحياء الأفراح؟- طوّرني كثيراً بصورة غير طبيعية، خصوصاً من خلال غنائي باللهجة الخليجية، حتى باتت تربطني عشرة بكثيرات من نساء الكويت.• لكن ألا يحق هنا السؤال: متى ستكون مروى بن صغيّر هي العروس؟- الزواج قسمة ونصيب، والنية موجودة وهذا أمر طبيعي، وأدعو الله أن يرزقني ويرزق كل فتاة بالزوج الصالح. وأنا لستُ من الفتيات اللاتي لديهن فارس أحلام بصورة معينة، لأن الأهم بالنسبة إليّ أن يكون رجلاً محترماً رزيناً ومن عائلة محترمة ويخاف الله فيّ، ويقدّر عملي الفني من دون غيرة أو مشاكل. لأنني في المستقبل قد أبتعد عنه من أجل الفن، وقد لا أفعل بحسب ما يكتبه الله لي.• هل سبق أن غنّيتِ بالمجان لأشخاص لا تعرفينهم ؟- فعلتُ هذا مع أشخاص أعرفهم، وأتمنى تكرار التجربة، وحتى أكون صادقة لم يسبق أن حصل مع أشخاص لا أعرفهم، لكن في حال عرفتُ أن غنائي سيكون سبباً في سعادة شخص ما لن أتردد، لأن أكثر شيء في حياتي أرغب في صنعه هو مساعدة كل محتاج سواء على صعيد الأعراس أو غيره، فأنا أرى «أن أخيب شعور في الدنيا أن ترى شخصاً محتاجاً وتتقاعس عن مساعدته».• ما المحطة التي مرّت في حياتك وندمتِ عليها؟- تجربتي في التمثيل الدرامي، لأنني لا أرغب بالفعل في تكرار تجربتي المتعلقة بتجسيد شخصية باللهجة الخليجية.• خلال إطلالتك في برنامج «ليالي الكويت» بكيتِ على الهواء... ألم تشعري بالحرج؟- بلدي تونس تمرّ بفترة صعبة، وخلال غنائي الأغنية التونسية تأثرتُ كثيراً وفاجأني البكاء عفوياً ولم أتمالك نفسي على الهواء من دون خجل من الجمهور، خصوصاً أنني لم أكن موجودة في تونس في الأيام الماضية التي شهدت خلالها التفجيرات التي أودت بحياة الكثيرين، إضافة إلى أن أمي مع بقية أفراد عائلتي بعيدون عني، فهزّني الحنين والشوق لهم جميعاً، ولكل شعبي التونسي.• ما الأمور السلبية التي حرصتِ على تغييرها من نفسك؟- كثير من الأمور السلبية ألغيتها من حياتي، ففي الماضي كنت طفلة، وكل شيء كان يؤثّر بي، لكنني اليوم نضجت وكبرتُ وابتعدت عن العصبية، وأصبحت أكثر هدوءاً، و«صرت أعدّي وأسامح»، ومن يضرّني أبتعد عنه من دون أي رغبة في إيذائه، لأنني بطبعي لا أحب المشاكل... وأتجنبها دوماً.
فنون - مشاهير
حوار / «استسلمتُ للبكاء على الهواء بعفوية وبلا خجل... من أجل بلدي تونس»!
مروى بن صغيّر لـ «الراي»: أحتاج إدارة أعمال ... لا شركة إنتاج!
01:35 م