الحياة تزخر بالفكر والخبرات والاهتمامات ويحمل هذه الخبرات أناس بذلوا الكثير من أجل الحصول عليها فهي باقية ذكرى في عقولهم وقلوبهم ينقلونها إلى الأجيال كي يتعرفوا عليها وتكون من ثقافتهم.من البرامج الجميلة التي شاهدتها أخيراً في تلفزيون الكويت برنامج «حديث الذكريات» حيث استضاف الاستاذ الخبير محمد عبدالهادي جمال رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات،والذي تحدث كثيراً عن الماضي وسماته الأصيلة وعبقه الفواح وأصالة أهله، وعرض كثيراً من المقتنيات الكويتية التي يحتفظ بها ضمن متحفه الخاص ناهيك عن كتبه العديدة في مجال الأسواق القديمة والنقد والطوابع والرسائل.. خبرات متعددة لأبي علي نسأل الله له الخير والتوفيق والعمر المديد حيث يثري المكتبة الكويتية بروائع تراثية تكون مصدراً من مصادر الإشعاع الثقافي.كما تحدث أيضاً عن الطوابع والرسائل ومراحل الإشراف على البريد في هذه الديرة الحبيبة من الدولة الهندية والباكستانية ثم البريطانية ثم تطرق إلى أهم الشخصيات التي عملت في مجال البريد من الأسر الكويتية وما عانوه من مشاقٍ أثناء إرسال الرسائل إلى أهلها.ومن الشخصيات التي ذكرها في لقائه العم حمد الحميدي حيث تذكرت ولده الأستاذ محمد حمد الحميدي الوكيل المساعد الأسبق في وزارة التربية الذي عملت معه وهو مدير لمدارس التربية الخاصة...عدد كثير من السنين حيث كانت تلك الفترة هي الميلاد الثاني للتربية الخاصة بعد أن أسست في إدارة الاستاذ عبدالعزيز الشاهين رحمه الله. وشهدت التربية الخاصة تطوراً تربوياً منقطع النظير.وسآتي على منجزات هذه الشخصية التربوية في وقت لاحق إذا أذن الله الكريم.عزيزي القارئ إن الذين يعملون في مجال التراث يحبون أن يكون التطور واضحاً أمام الأجيال حتى تطلع على ما عمله الأباء والأجداد.وقد أثار الأستاذ محمد عبدالهادي جمال قضية تؤرقه كثيراً وهي عدم وجود متحف للطوابع البريدية على أرض هذه الديرة الحبيبة، وبين أن جميع مستلزمات البريد، وكثيراً من الطوابع والرسائل وكثيراً من الحقائق والمعلومات المتعلقة بالبريد قديماً يمتلكها هو والمهتمون معه في هذا المجال، ولكنهم عانوا كثيراً ومازالوا يعانون من أجل إيجاد المكان المناسب لإقامة هذا المتحف، لاسيما وأن الكويت من الدول العريقة في مجال الثقافة.فلماذا لا يرى المسؤولون مساراً طيباً لإنشاء هذا المتحف؟، ومن نسأل؟، ومن نناشد؟وممن نطلب؟، أمن وزارة المواصلات أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب؟هذا المجلس الذي دائماً ما يدعو هؤلاء الخبراء لإلقاء المحاضرات وإقامة المعارض المتخصصة في مجال البريد والنقد في أيام القرين الثقافية، الأمل منوط بجميع الدوائر الثقافية والمهتمين بشؤون الثقافة بأن يمدوا يد العون لهؤلاء المخلصين ويساعدوهم على إكمال مهمتهم، وهم لا يرجون من ورائها إلا نشر الخير وتبصير الأجيال بماضيهم الوضاء.ويبقى أن نقدم الشكر لثلاثة أساتذة هم: محمد عبدالهادي جمال، ومحمد حمد الحميدي، ومنصور الهاجريمقدم حديث الذكريات.وصدق الأديب:رجالٌ حمولها وهي صحراء بلقعومن أجلها قد طوفوا البر والبحراإلى أن أراد الله آخر عهدهمجميلاً فصار الرمل من تحتهم تِبراً
مقالات
حروف باسمة
حديث الذكريات
11:17 ص