أكد وزير الصحة الدكتور علي العبيدي أن الصحة هي المحرك الرئيس للتنمية الشاملة والمؤشر العام لقياس التقدم المحرز تجاه الأهداف التنموية التي نتطلع إلى تحقيقها وفاء وعرفانا إلى الكويت التي أعطتنا الكثير وتستحق رد الجميل. جاء ذلك في كلمة ألقاها العبيدي خلال افتتاحه مركز شيخان الفارسي وشريفة العوضي الصحي في منطقة السرة، لافتا إلى أن هذا التبرع يدل عن رؤية ثاقبة للاستثمار الإنساني بهدف المحافظة على الحياة وفي التنمية الشاملة التي تعد الصحة محركها الرئيس. وأضاف أن المركز المقام على مساحة 5.5 آلاف متر مربع بتكلفة إجمالية 1.5 مليون دينار يتكون من دور أرضي ودور أول وسطح للخدمات ومواقف للسيارات وتم تصميمه وتجهيزه وفقا لأحدث المواصفات العالمية. وأفاد بأن الدور الأرضي يضم المدخل الرئيسي والاستقبال وأقسام الطوارئ والطب العام وطب العائلة وعيادة السكري والتمريض والصيدلية والمختبرات فيما يضم الدور الأول عيادات طب الأطفال والاستشارات النفسية والأسنان وأشعة الأسنان وعيادات المسح الصحي والاكتشاف المبكر لسرطان الثدي وعيادات الأمراض المزمنة. وذكر أن المركز يوفر تكامل الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية ويعمل من السابعة صباحا وحتى منتصف الليل ويخدم نحو 364760 شخصا من سكان المنطقة. وأعرب عن ثقته في حرص العاملين في المركز على جعله قاعدة لانطلاق برامج التوعية الصحية وغرس السلوكيات الصحية بين أفراد المجتمع والتواصل مع القيادات المجتمعية والجهات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني وجمعيات النفع العام. وأضاف «وذلك من خلال المبادرات التنموية المجتمعية ومن أهمها برنامج المدن الصحية الذي تحرص الوزارة على تقديم الدعم اللازم لتنفيذه بالتعاون مع الجهات المختلفة وضمن الخطة الإنمائية للدولة وبرنامج عمل الوزارة لما له من مردود إيجابي على المجتمع وأفراد وعلى التنمية الشاملة». وقال إن العيادات التي يضمها المركز تؤكد التزام الوزارة بدمج الوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها ضمن منظومة الرعاية الصحية الأولية. وأشار أن ذلك يأتي أيضا بما يتفق مع الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة 2015 -2030 والتي ألتقت إرادة قادة ورؤساء دول العالم على الالتزام بالعمل على تحقيقها ضمن وثيقة الأهداف العالمية للتنمية المستدامة التي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة في القمة العالمية التاريخية للتنمية المستدامة التي عقدت في نيويورك في سبتمبر 2015. وذكر أن الاهتمام بالتصدي لتحدي الأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها ومن خلال برامج الرعاية الصحية الأولية ينطلق من التزام الوزارة بقرارات منظمة الصحة العالمية وأحدثها قرار اجتماع اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط للمنظمة الذي عقد بالكويت في أكتوبر الماضي برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك. ولفت إلى أن رئاسة الكويت للدورة الحالية رقم 62 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية يلقي علينا مسؤولية مضاعفة لتعزيز قدرات النظام الصحي ككل وبصفة خاصة منظومة الرعاية الصحية الأولية.وأوضح أنه علينا العمل لتحقيق الأهداف والغايات المرجوة لخفض معدل الوفيات والأعباء المترتبة على انتشار الأمراض المزمنة غير المعدية والوقاية والتصدي لعوامل الخطورة وفي مقدمتها التدخين والسمنة والتغذية غير الصحية.وأشار إلى الاستفادة من نظام الملف الإلكتروني ومنظومة المعلومات الصحية بالرعاية الصحية الأولية لمتابعة تنفيذ البرامج الصحية بمنهجية علمية وباستخدام المؤشرات الصحية التي ترصد بدقة الإنجازات والنجاح الذي تحققه برامج الرعاية الصحية الأولية والبرامج الوقائية والعلاجية. وأضاف «وذلك للتصدي وللوقاية من الأمراض المزمنة وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها وصولا إلى المجتمع الصحي الذي يتمتع فيه الجميع بموفور الصحة في جميع مراحل العمر». ومن ناحيته قال عبدالرحمن شيخان الفارسي إن المركز يأتي بتبرع من والده شيخان الفارسي ووالدته شريفة العوضي، مؤكدا أن الوزير العبيدي تابع سير العمل من إعداد وتوفير الكوادر الطبية والفنية بما يتماشى مع برامج وخطط وزارة الصحة والتطوير المستمر لأداء النظام الصحي وتوفير التغطية الصحية الشاملة للمواطنين والمقيمين. وأضاف الفارسي في كلمة له أن بيت الزكاة وعلى رأسه رئيس مجلس الإدارة وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع كان له الدور الكبير في تنفيذ هذا المشروع الذي يعد الأول داخل الكويت، متمنيا من المتبرعين أصحاب المشروعات الخيرية التي لم تنفذ بعد بالتعاون مع بيت الزكاة لما لهم من مصداقية واستقلالية وخضوع جميع أعمالهم للجهات الرقابية المختلفة كديوان المحاسبة. وأكد أن هذا الإنجاز يعكس عمق الانتماء للكويت، مشيدا بجهود وزارتي الأشغال العامة والكهرباء والماء ومختار منطقة السرة ومجلس الحي في إتمام وافتتاح المركز.