يطول الحديث عن النجمة أنجلينا جولي ولا ينتهي، عن السينما وأمام وخلف الكاميرا، وبعيداً عن الفن كزوجة لأكثر النجوم وسامة براد بيت، ولأولاد أنجباهما وآخرين من حالات التبنّي العديدة لأطفال من جنسيات مختلفة، أو لدور السفيرة الدولية الذي تمارسه أنجلينا في معظم مواطن الكوارث والأزمات في أصقاع الدنيا، فتتصدّر الأخبار بتواضعها ورقتها وحركتها الدائمة على مدار الساعة.ولعب الزوجان معاً شريط أكشن وكان موفقاً، حيث عرفا كيف يستغلان شهرتهما وحب الناس لهما كـ«ديو» منسجم. وها هي أنجلينا تنجح في إقناع براد بالوقوف أمامها بطلاً، وأن يمثّل بإدارتها كمخرجة في فيلم «by the sea» دوراً رومانسياً كلاسيكياً لم يسبق له أن جسّد مثيلاً له. إنه رولاند الزوج الذي يمارس الكتابة من دون شهرة، ويسجّل فشلاً ذريعاً في علاقته الزوجية معها في دور فانيسا، كونها حملت عدة مرات ولم يستقر الجنين في بطنها، بل خسرت أكثر من مشروع طفل تريده بكامل حواسها كأنثى طبيعية، وقد أثّر هذا الواقع على سلوكها الزوجي، فأصبحت ترفضه في فراشها، ولا تعيره اهتماماً عاطفياً، وتكتفي بالتأمل وحدها في المنزل أو في المربع السياحي الذي قصداه في فرنسا للراحة والاستجمام مما جعله يخرج وحيداً، تاركاً إياها مع هواجسها وتهيؤاتها السلبية.ولاحظ رولاند أن فانيسا تحاول دفعه للتقرب من الجارة ليا (ميلاني لوران)، العروس في شهر عسلها مع عريسها فرنسوا (ميلفيل بوبو)، والغاية كما اكتشف رولاند هدم علاقة الزوجين الشابين، بحيث لا يتمتعان وينجبان عكسها وزوجها، في وقت كانت فيه فانيسا اكتشفت ثغرة في الجدار الذي يفصل بين منزلي الطرفين في المربع الفرنسي الهادئ والجميل، مما أتاح لها ثم لهما مراقبة الأجواء العاطفية الحارة بين الزوجين الشابين، وهو ما فتح الباب أمام شبه قبول من فانيسا لتصويب مسار زواجها، من دون إغفال إنجذاب فانيسا إلى فرنسوا وطرق بابه، وانتباه رولاند وإنقاذ الموقف وتجييره لمصلحة إعادة الاعتبار إلى العلاقة المضطربة غير الصحيحة بينهما.هذا المناخ بكامله يستند إلى الموسيقى التي صاغها اللبناني المقيم في باريس وحامل الأوسكار الوحيد كعربي غبريال يارد «عن فيلم (المريض الإنكليزي)، مع جولييت بينوش»، وكانت بمثابة الحافز والدافع الأول في تحريك مشاعر الطرفين على العيش بشكل طبيعي جداً، وعندما تصالحا عاطفياً في ختام مشاهد الفيلم، رافقتهما وهما في السيارة نغمات حب وسعادة بالغة التعبير، أضافها يارد إلى صورتيهما القلقة على الدوام. ولأول مرة تضع أنجلينا اسم عائلة زوجها بيت مضافاً إلى اسمها بما يعني أن زواجهما بات رسمياً ونافذاً.