الإنسان الذي يضل الطريق أو يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي ويبتعد عن الله تعالى وعن كل ما هو حق هو في غفلة من أمره، والدنيا أخذته عن أمر الله تعالى، يرى الدنيا بعينيه وقلبه، ولا يرى غيرها، ولذا ينصح الإخوة الدعاة ويحذرون من الغفلة وقسوة القلب والتعلق بالدنيا، لأنها تؤدي إلى الهلاك، وتقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، ولكن ما أردت أن أقف عنده في هذا الموضوع الحساس هو غفلة بعض الدعاة وتعلقهم بالدنيا وحب المناصب بل والقتال من أجلها والسباق على الكرسي والبحث عن الوجاهة والظهور الإعلامي والمكاسب الدنيوية للأسف الشديد، ومن خلالها تكون العداوات والتلاسن والمشادات التي لا تخدم العمل الدعوي، ولا تمت له بصلة منصرفين عن الهدف السامي الذي من اجله قامت الدعوة إلى الله تعالى وأن يكون هدفه ابتغاء مرضاة الله تعالى واحتساب الأجر، ومن غير شك إن زحفهم للوصول إلى الكرسي بأي ثمن يضيع الهدف السامي والأجر ناسين أو متناسين أن الله تعالى يراهم، والناس كذلك يعلمون بحقيقتهم السيئة، والطامة والخوف أن حديثي التوبة أو مَنْ يريدون الدخول في الإسلام والذين لا يملكون من العلم الشرعي شيئاً قد يظنون أن هذه هي الأعمال التي أمر الله بها، بل كلما زاد هؤلاء الدعاة ضلالا وغفلة زاد حديثو التوبة ضلالا وغفلة مثلهم متأسين بهؤلاء الدعاة. أما الجانب الآخر من الغفلة والمنتشر هذه الأيام عند بعض الأئمة والمؤذنين غيابهم الواضح والملحوظ عن بعض الفروض، فقد تجد بعضهم لا يصلون الفروض الخمسة في المسجد، وقد يتغيبون أياماً عن المسجد، و إذا سألت عن عدم تواجدهم يقال إنهم مع الأهل في البر أو الشاليهات – غفر الله لنا ولهم – مع أن هؤلاء الأئمة والمؤذنين هم قدوة للمصلين، ويحثونهم على الالتزام بالفروض الخمسة في المسجد، أما ما نراه منهم عكس ما يقولونه بتلك الأفعال والتصرفات التي لا تترك لهم مصداقية، وتؤثر على الهدف السامي وهو الدعوة إلى الله تعالى، في الحقيقة لا أعلم عن واقع هذا الفكر البعيد كل البعد عن الشرع والأخلاق وحتى القانون، اسأل نفسك أيها الإمام وأيها المؤذن وأنت توصي المصلين بالالتزام بالصلوات الخمس في وقتها وأنت بعيد عما تفعل و تقول، وهل أنت في قرارة نفسك راضٍ عن هذه الأفعال ؟ أين نصيحتك لأولادك والعامة ؟ أحبتي في الله اتقوا الله في أنفسكم واعلموا أن العمل عبادة، وكيف وأنتم في مقام الدعوة، واعلموا أن الله يراكم فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.أسأل الله العلي القدير العالم ببواطن الأمور وظاهرها أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه ولا يجعلنا في غفلة عن ذكره.* ناشط في مجال التوعية بأضرار المخدرات
متفرقات - إسلاميات
غفلة الدعاة
08:03 ص