«(الراي) ليست مجرَّد شاشة تلفزة تعرض مجموعة من البرامج... بل مدرسة إعلامية رسَّخت بصمتها المميزة في سماء الإعلام العربي». هذه رؤية المذيع أحمد العنزي الذي انضم إلى عائلة «الراي» قبل فترة، ليصبح واحداً من فريق قارئي نشرة الأخبار.وعلى رغم أنه صار عضواً متميزاً في أسرة «الراي» الفضائية، فإن شهادته ليست مجروحة، لأنه أدلى بها منطلقاً من خلفيته الاحترافية، ومسيرته التي تعددت محطاتها. «الراي» الورقية تحاورت مع العنزي الحاصل على الماجستير في الإعلام، ومازال يسعى حثيثاً لاستكمال دراساته العليا، فتحدث عن رؤيته لمذيع نشرة الأخبار، معتبراً «أنه ينبغي أن يتسلح بالجدية والثقافة، إلى جانب عناصر أخرى، كي يحقق النجاح ويكتسب ثقة المشاهد».«العنزي» الذي حاز دراسات في بريطانيا أهلته لكي يكون مدرباً إعلامياً، أثنى على مسؤولي تلفزيون «الراي»، واصفاً إياهم بـ «الإدارة الواعية والمحترفة التي أشاعت الود والروح العالية بين كل العاملين في القناة، سواء على الشاشة أو خلف الكاميرات».وفي حين يرى العنزي «أن جدية مذيع النشرة جزء لا يتجزأ من مصداقية الخبر»، أوضح أن «المذيع إنسان يتأثر بالمآسي التي يقرأها، وإن كان يتعين عليه ألا يُظهر تأثره على الشاشة، حفاظاً على حياده ومهنيته»، ولافتاً إلى «أن المذيع يجب أن يكون موضوعياً ومحايداً على مدى إطلالته»!العنزي تذكر الصعوبات التي واجهته في بداية مسيرته، مشيراً إلى ما وصفه بـ «الشللية والحزبية الإعلامية المقيتة اللتين تشيعان في المجال الإعلامي»، ومؤكداً أنه استطاع التغلب عليها من خلال ثقته بنفسه وبمهنيته المبنية على أسس علمية.العنزي لم يكن «قارئاً للنشرة» هذه المرة، بل حل ضيفاً على «الراي» الورقية في الجانب الآخر من البيت الإعلامي، متحدثاً عن الكثير من قضايا الإعلام، معرجاً على محطاته المهنية السابقة، وطموحاته في الحياة على الصعيدين المهني والشخصي... كما تطرق إلى زوايا أخرى... أما التفاصيل فتأتي في هذه السطور:• في البداية، كيف جاء انضمامك إلى تلفزيون «الراي»؟- أولاً، أود أن أتقدم بالشكر والتقدير إلى أعضاء مجلس الإدارة في تلفزيون «الراي»، لاختياري ضمن فريق العمل، خصوصاً بعد غيابي عن تقديم نشرة الأخبار فترة طويلة.• وماذا يعني لك تلفزيون «الراي»؟- تلفزيون «الراي» ليس مجرد شاشة تقدم مجموعة من البرامج، بل هو مدرسة إعلامية، فلقد استطاع أن يحتل مكانة مرموقة في عالم الفضاء المرئي، حتى أضحى قبلةً لكل إعلامي محترف أو يسعى إلى الاحتراف، وقد نجحت «الراي» الفضائية في أن تضع بصمتها الخاصة والكبيرة والمميزة في تاريخ الإعلام الكويتي، وفي فترة وجيزة.• كيف تصف تعامل القيمين في تلفزيون «الراي»؟- حجم الود الموجود في كل من تعاملتُ معهم في «الراي» هو دليل قاطع على أن هناك إدارة واعية وذكية ومثقفة، بحيث تمكنت من أن تبثّ هذه الروح العالية في كل الطاقم الذي يعمل على الشاشة وخلف الكاميرات أيضاً.• ما العنصر الأساسي المطلوب توافره في مذيع الأخبار؟- الجدية... فهي مطلب أساسي للغاية في مذيع الأخبار، فالجدية مطلوبة في مظهر المذيع وطريقته وجلسته، وحتى إيماءاته، وما يتعلق بلغة الجسد، فضلاً عن القراءة والأداء، وأنا أرى أن الجدية جزء لا يتجزأ من مصداقية الخبر، وأحيانا تعكس أهمية الخبر، لأن كثيراً من الأخبار إذا لم يقرأها المذيع بالجدية اللازمة فربما يفهمها المشاهد على أنها سخرية، أو على الأقل خلاف المقصود من الخبر، وهذا ما لا يجوز أن يوحي به أو يساعد عليه قارئ النشرة الأخبارية.• برأيك، ماذا يميز مذيع السياسة عن بقية مجالات الإعلام؟- كل مجالات الإعلام متميزة بنبضها وبما نقدمه، إلا أن مذيع الأخبار يتعين عليه أن يكون مطلعاً على كل مجريات الأحداث المحلية والعالمية بكل أنواعها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.• هل يتأثر مذيع النشرة بالأخبار التي يقرأها؟- المذيع إنسان أولاً وأخيراً، وهو بطبيعة الحال يتأثر بكل ما حوله، خصوصاً أخبار المآسي والحروب والكوارث الإنسانية، لكن إظهار التأثر - من الناحية المهنية - غير مستحب، لأن المذيع يجب أن يكون موضوعياً ومحايداً ومهنياً، حتى في عواطفه على الشاشة.• هل مذيع النشرة قارئ للأخبار وكفى، أم يجب عليه أن يعمل على تثقيف نفسه؟- المذيع القارئ فقط من غير أن يكون ملماً بقدر معقول من الطيف الثقافي بكل ألوانه، سيقع في مأزق صعب، وهو أنه سيصبح آلة فقط، أقصد جهاز قراءة آلياً، يقرأ النص الذي أمامه من دون أن يعلم ملابسات الحدث وخلفياته!• هل سبق لك أن تعرضتَ لموقف محرج أثناء تقديمك لإحدى النشرات؟- المواقف المحرجة دائماً تكون مواقف فنية يتحملها الطاقم الفني، لكن المشاهد لا يشاهدها، ولا يضع اللوم على المذيع، لأنه هو الذي أمامه ويشاهده من خلف الشاشة.• أنتَ مدرب معتمد في التقديم التلفزيوني، حدثنا عن الدورات التي تُقدمها؟- أنا حاصل على شهادة مدرب معتمد في التقديم التلفزيوني والمجال الصحافي من المعهد البريطاني، وقدمتُ العديد من الدورات للشباب في العديد من الجهات الحكومية والأهلية منها مراكز الشباب والرياضة وجمعيات للنفع العام، من بينها جمعية حقوق الإنسان.• مَن قُدوتك في مجال الإعلام؟- الحقيقة أنني أعتبر قدوتي في الإعلام يتمثلون في كل مذيعي تلفزيون وإذاعة دولة الكويت الذين رابطوا وعملوا أثناء الغزو الغاشم داخل الكويت وخارجها، لأن العمل في مثل هذه الظروف كان بطولة إعلامية في ذاته، وهو عمل يندرج ضمن أنواع الإعلام الوطني.• هل واجهتَ صعوبات في بداية عملك في الحياة الإعلامية؟- الصعوبات التي واجهتُها كان منشأها أن الإعلام يسكنه الكثير من الشللية والحزبية الإعلامية المَقيتة وفقاً للتوجهات والسياسات والأجندات.• وكيف تغلبتَ عليها؟- استطعت بفضل الله التغلب عليها بثقتي بنفسي وبمهنيتي وعملي الصحافي المبني على أسس علمية.• ما حدود طموحك في الحياة الإعلامية؟- طموحاتي لا تتوقف، والأهداف كثيرة، كل ما أتمناه أن أقدِّم مادة إعلامية نظيفة في وقت يعاني فيه الإعلام كثيراً من الشوائب التي دخلت على مهنة الإعلام ولطختها بشكل مقزز، وأتمنى أن أكون الجانب الأبيض في مقابل كل ما نشاهده من سواد.• برأيك، ما أهم صفات المذيع الناجح؟- نجاح المذيع يتأتى من أن يكون مطلعاً ومتابعاً للأحداث، وأن يمتلك القدرة على أن يحرر أخباره بنفسه، أو يشارك مع طاقم التحرير في وضع الأخبار، هذا جدير بأن يجعل من المذيع ناجحا ومتميزا، وواعيا لمادته التي يقدمها.• ماذا عن أهم أولوياتك؟- تثقيف نفسي وإكمال دراستي واطلاعي على الجديد والرصين في الجانب المهني والصحافي والإعلامي.• أنت صحافي ومقدم برامج منذ سنوات، كيف وصلتَ إلى كل هذا، وماذا استفدت من تلك المجالات؟- دخلتُ المجال الإعلامي بالمصادفة إلى أن أصبح رغبة وشغفاً وهواية تحولت إلى دراسة، أما الاستفادة فكانت من الجانب الثقافي والإعلامي والعلاقات الاجتماعية والسياسية.• متى كانت بدايتك في الإعلام؟- بدايتي كانت عندما كنت محررا في قسم المحليات بجريدة «الجريدة» في العام 2007، ولله الحمد أول خبر نُشر لي كان «مانشيت» على الصفحة الأولى، وأثار حينذاك جدلا كبيرا لأنه كان يتحدث عن الإرهاب، وبعد ذلك انتقلت إلى تلفزيون «دبي» في العام 2008 كمراسل للأخبار السياسية، وكانت هذه نقلة نوعية في عملي الصحافي إلى مؤسسة دبي للإعلام، وكانت المحطة مدرسة كبيرة تعلمت منها الكثير على يد أمهر المحررين والصحافيين والإعلاميين العرب، وأثناء هذه التجربة كنت مراسلا أيضا لإذاعة «جدة» في المملكة العربية السعودية، وبعدها خضتُ تقديم برنامج على قناة «العدالة» بعنوان «هنا الكويت»، وبرنامج «زوايا»، ثم قدمت برنامجاً سياسياً على قناة «مباشر»، قبل أن أنتقل مذيعاً ومقدماً في قناة «اليوم»، إلى أن حطّت رحالي أخيراً في تلفزيون «الراي».• وهل لنا أن نتعرف على شخصيتك أكثر؟- اسمي أحمد العنزي، من مواليد 14 فبراير، متزوج ولدي أربعة أولاد، حاصل على ماجستير في الإعلام، وحاليا طالب دراسات عليا، كما حصلت على دورة المذيعين من وزارة الإعلام بالتعاون مع مؤسسة البابطين في العام 2010، وكذلك حاصل على جائزة الملتقى الإعلامي العربي العام 2012، برجي الدلو، ويتواصل معي الجمهور عن طريق التويتر @ahmad_TV والإنستغرام ahmad_TV.• كلمة أخيرة؟- أتمنى من الجهات المسؤولة في الدولة الاهتمام بالكوادر الإعلامية المتميزة، كل بحسب خبرته وتميزه في العمل الصحافي والمهني، قبل أن تنظر إلى الإعلامي من زاوية الشهرة فقط، حتى لو كان مجرد «أراجوز» في وسائل الإعلام.