السماحة مفردة جميلة تفضي على الأذن السليمة معنى جميلاً يتغلغل إلى القلب فيجعل الإنسان يسبح في ملكوت الرحمة وهو يصغي إلى قول نبي التسامح صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول: «رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى»، ما أجمله من قول وما أحسنه من معنى.يشير به رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى العمل بمبدأ التسامح قبل أن تشير إليه المنظمات الأممية حيث أصدرت قرارها بأن يكون يوم السادس عشر من شهر نوفمبر من كل عام هو يوم التسامح العالمي.عزيزي القارئ أين نحن اليوم من التسامح؟، وما موقع التسامح من هذه الويلات؟، وتلك المصائب التي تعج بالكون، أفكار تنبذ التسامح وتأتي بضده وفكر يمحو كلمة التسامح، وتطرف يدمر التسامح ودماء لأناس في الشرق اختلطت مع دماء في الغرب وسببها أفراد يضمرون الحقد ويعملون على تبدد السماحة.دماء تتناثر على أرض الكنانة وأخرى في دمشق وبيروت وعدن وطرابلس ناهيك عن بغداد وأقليات تنتهك حرماتها ونساء تُسبى وتُباع وتُشترى وأطفال يمنع عنها اللبن فتموت جوعاً.أين نحن الآن من السماحة؟، والناس يمشون في شوارع فرنسا فيمطرون بوابل من الرصاص.قف قليلاً أخي سامح فلا أجد أحدهم يسمح لعباد الله أن يتنفسوا الحياة، شُردوا من أماكنهم إلى أصقاع الدنيا واندسوا بينهم لينشروا الفوضى ويقتلوا السماحة ولا نزال نفكر في يوم السماحة العالمي.اختي سماح نحرت السماحة على أعتاب كثير من أزقة الأرض وأحياء الدنيا ليحل محلها الحقد والتطرف وإرسال أفكار تهجم على القلوب فتدمرها وعلى العواطف فتمحوها وعلى الأخلاق فتدوسها.أين الدمعة التي تترقرق من عين الرحيم كلما وقع نظره على منظر من مناظر البؤس أو مشهد من مشاهد الشقاء.والله لست أدري؟!أطريقي ما طريقيأقصير أم طويل؟أأنا قائد دربيفي مسيري أم مقودأأنا أصعد أم أهبط فيهأم أغورأتمنى أنني أدري ولكنلست أدري؟!
مقالات
حروف باسمة
سماحة
11:18 ص