عاشت بيروت أمس، «حبْس أنفاس» حقيقياً على وقع «رزمة المواعيد» التي ضُربت لإتمام صفقة إطلاق العسكريين الـ 16 المخطوفين منذ 2 اغسطس 2014 لدى «جبهة النصرة» والتي سابقتْ تعقيدات «ربع الساعة الأخير» التي بدا لبنان إزاءها «على أعصابه» خشية عودة هذا الملف المعقّد الى «نقطة الصفر».واتجهت الأنظار منذ أولى ساعات الصباح الى بلدة عرسال البقاعية التي يفترض ان يعود الأسرى الـ 16 عبر جرودها الى الحرية بعد عملية تبادُل تشمل إطلاق موقوفين من السجون اللبنانية والسورية (إضافة إلى نقل جرحى من مدينة الزبداني السورية إلى مطار بيروت الدولي، ومنه إلى تركيا).كما شخصت «العدسات» على وسط بيروت، حيث يقيم اهالي العسكريين اعتصاماً مفتوحاً منذ أكثر من عام قبالة السراي الحكومي، للضغط لإطلاق فلذات أكبادهم، وهم - اضافة الى المخطوفين لدى «النصرة» وغالبيتهم من قوى الامن الداخلي وبعض العسكريين في الجيش - 9 جنود موجودين لدى «داعش» ولا تشملهم عملية التبادل لاستعادة الـ 16 من «النصرة»، علماً ان أخبارهم كانت انقطعت منذ نحو 8 أشهر.وفي حين ترنّحت «بورصة» التفاؤل بقفل هذا الملف صعوداً وهبوطاً طوال أمس، فإن مجموعة مؤشرات أوحت بأن الصفقة باتت أقرب ما يكون الى الإنجاز رغم بعض التعقيدات التي طرأت نهاراً والتي قيل انها تمحورت حول اشتراط «النصرة» على فريق التفاوض اللبناني، الذي يعمل عبر الوسيط القطري، إطلاق النساء الخمس (وبينهن طليقة ابو بكر البغدادي سجى الدليمي والدة ابنته هاجر الموجودة معها في الزنزانة) قبل تسليم العسكريين، إضافة الى رفع عدد الإسلاميين المفرَج عنهم في رومية إلى أكثر من 20 شخصاً.ومن هذه المؤشرات التي ترافقت مع معلومات عن هدنة ستسري في منطقة القلمون السورية لفترة 48 ساعة في إطار مواكبة عملية التبادل التي من ان يتولى تنفيذها جهاز الأمن العام اللبناني مع «جبهة النصرة»:* إرجاء رئيس الحكومة تمام سلام سفره الى باريس للمشاركة في قمة المناخ من أمس، الى اليوم، عقب لقائه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، الذي كان كُلف من مجلس الوزراء متابعة ملف العسكريين.* المعلومات عن ان ليل اول من امس، كان شهد نقل «الأمن العام» اللبناني، نحو 15 موقوفاً في سجن رومية (المركزي) من القريبين الى «النصرة» إلى جهة لم تُحدَّد، غالبيتهم من السوريين (بينهم محمد رحال ومحمد يحيى ومحمد عياش وايهاب الحلاق وعبد المجيد غضبان)، ولبناني يُدعى حسين الحجيري من عرسال. علماً ان تقارير اشارت الى ان عدد المشمولين بالصفقة يناهز العشرين، بينهم 5 لبنانيين والآخرون سوريون، ومن ضمنهم أيضاً 5 نساء، لا سيما سجى الدليمي، التي سبق أن أطلقت من سجون نظام الرئيس بشار الأسد خلال صفقة تبادل راهبات معلولا في مارس 2014، بوساطة من الأمن العام اللبناني، وزوجة الإرهابي أنس جركس علا جركس، وجمانة حميد وسمر الهندي وليلى النجار.* التقارير عن أن موكباً للأمن العام يتألف من 20 سيارة عاد من سورية ليل الجمعة، وبحوزته عدد من عناصر «النصرة» المسجونين لدى الدولة السورية.وكان المناخ الاعلامي الذي ساد بيروت، مساء اول من امس، واستعجل الكلام عن إتمام وشيك للصفقة، استوجب توضيحات من «الأمن العام» كما دعت قيادة الجيش الى التروي في مقاربة هذا الملف الذي كان يشهد عملية «مفاصلة» حول بعض الأسماء، وذلك خشية تعريض المفاوضات لانتكاسة غير متوقّعة.
خارجيات
رئيس الحكومة اللبنانية أرجأ سفره إلى اليوم
«حبس أنفاس» رافق «ربع الساعة الأخير» من صفقة إطلاق العسكريين لدى «النصرة»
12:18 ص