وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسقاط طائرة «سوخوي- 24» الروسية من طائرة «F16» تركية، بطعنة في الظهر، ولكن كما ظهرت نتائجها فقد كانت صفعة من العملاق العثماني المسلم على قفا الدب الروسي الأحمق، أفاقته من غرور جعله يظن أنه سيد العالم الجديد.صفعة تلاشت معها أوهام حلفائه الذين استعانوا به للقضاء على إرادة الشعب السوري العظيم بخلع نظامه الدموي، بعد فشل استمر سنوات عديدة.وهو ما جعل أحدهم يكتب أن روسيا- بوتين تعيد رسم خارطة العالم من جديد، وتوزع الأدوار على الدول الكبرى.صفعات متتالية كانت أولاها إسقاط الطائرة الروسية المدنية على أرض شرم الشيخ المصرية رغم اعتراضنا على قتل المدنيين الأبرياء، وعدم اختلافنا على أنه عمل إرهابي، صفعة ستنهي الصلف والغرور- لا محالة - اللذين يتعامل بهما قائد «الكي بي جي» السابق مع العرب.وعلى الأرض تعاونت مكونات الشعب السوري العرقية، من عرب وكرد وترك، على التصدي للروس من الطيارين الذين سقطوا من طائرة السوخوي ومن حاولوا إنقاذهم بالطائرات المروحية و«باص» الإعلام الروسي، الذين أرعبتهم صواريخ «تاو»، وعادوا مسرعين إلى اللاذقية، وعندما حاولت روسيا تهديد تركيا كان رد حلف الناتو حازماً بدعم تركيا، واعتبار ما قامت به من إسقاط الطائرة الروسية نوعاً من الدفاع عن النفس، ورداً على تكرار التحدي الروسي باختراق سمائها مرات عديدة، ولم تفعل روسيا سوى نشر المزيد من الصواريخ والعديد من القوات لحماية مقاتلاتها، وهو أمر سيرفع فاتورة هذه الحرب المدمرة على الشعب السوري البريء بحجة محاربة الإرهاب، ولكن الفاتورة في النهاية سيدفع ثمنها حلفاؤها الذين لا يزالون يحلمون كما يحلم بوتين بأحلام الامبراطوريات العظيمة، أموال مقتطعة من قوت الشعوب المسلمة التي تعاني التقشف والحرمان.