رأى استشاري الأمراض العصبية في مستشفى دار الشفاء الدكتور عبد العزيز أشكناني ان «استمرار التشنجات والمشاكل المترتبة عليها أسوأ بكثير من الآثار الجانبية المحتملة للأدوية المعالجة، لافتاً إلى ان علاج التشنج لدى الشخص أو الطفل في الغالب يستمر لمدة سنتين، وان اختفى خلالها ففرص الشفاء تكون أكبرعند التوقف عن العلاج.وأوضح أشكناني في حوار لـ«الراي» ان تشنجات الأطفال عادة وراثية بسبب خلل في الجينات أو في تطور المخ خلال فترة النمو أوبسبب مشاكل أثناء الولادة،لافتاً إلى أن تشنجات كبار السن عادة تكون مكتسبة نتيجة جلطات سابقة أو التهابات في الدماغ أو إصابات سابقة في الرأس.ولفت إلى ان العسر أثناء الولادة قد يؤدي لانقطاع الأكسجين عن الدماغ لفترة معينة ما قد يؤثر على خلايا المخ لحساسيتها، مؤكداً ان يكون التخدير في العمليات القيصرية ليس له علاقة بحدوث التشنجات عند الأطفال.وقال ان وجود خلل بالجينات أو تناول الأم بعض الأدوية قد يؤدي إلى نشاط زائد في خلايا المخ يظهرعلى شكل تشنجات،مشيراً إلى ان كثيراً من الأطفال مع التقدم في العمر والوصول إلى سن المراهقة تختفي منهم تلك الحالة.وأوضح ان بعض المرضى ممن لا يستجيبون للأدوية يتم تقييمهم لمعرفة ما اذا كان التدخل الجراحي ممكناً موضحاً ان هناك نسبة لا يمكن إزالة بؤرها جراحياً لأسباب مختلفة وعليه يتم اللجوء إلى بعض العلاجات الأخرى مثل تحفيز العصب الحائر .وحذر من وضع أي شيء داخل فم المريض أثناء التشنج من قبل من يجلس بجواره وإبعاد الأشياء التي قد يصطدم بها عنه مع تنظيف أي شيء يخرج من الفم مع أفضلية ان يكون المريض على جانبه الأيسر.وإلى نص الحوار:• انتشرت في الآونة الأخيرة حالات التشنجات العصبية والصرع...ما المسببات الرئيسة لذلك؟- لا نستطيع ان نقول إنها انتشرت أخيراً، لأنه ليس لدينا إحصاء يبين فعلياً كم كانت النسب وكم أصبحت، لكن ما حدث ان الناس ربما أصبحت أكثر وعياً ومعرفة عن هذه الأمور الآن، ما أعطي انطباعا بزيادة الحالات.•وماذا عن مسببات التشنجات؟- هناك أسباب وراثية وأخرى مكتسبة،والوراثية عادة ما تكون عند صغار السن، ولها علاقة بخلل في الجينات أو في تطور المخ أثناء فترة النمو داخل الرحم،وأحياناً لها علاقة بالمشاكل التي تحدث أثناء الولادة، حيث يكون الطفل بعدها عرضة للتشنجات في السنوات الأولى من حياته، والقسم الثاني ممن لديهم نسبة أكبر من التشجنات، هم كبار السن الذين تكون حالتهم في العادة مكتسبة نتيجة جلطات سابقة أو التهابات في الدماغ أو إصابات سابقة في الرأس.•ذكرت أن بعض مشاكل الولادة يمكن أن تؤدى لتشنجات، فما طبيعية المشاكل التي يمكن تؤدى لذلك ؟- أحياناً قد يكون هناك عسر أثناء الولادة يؤدي إلى انقطاع الأكسجين عن الدماغ لفترة معينة، وهناك من يولدون قبل الموعد، ففي كلتا الحالتين قد يتعرضون لمشاكل في التنفس، ما يؤثر على خلايا المخ لحساسيتها.•وماذا عن المشاكل التي تحدث أثناء فترة الحمل وهل يمكن ان تتسبب في حدوث تشنجات لدى الطفل؟- التخدير في العمليات القيصرية ليس له علاقة بحدوث تشنجات لدى الطفل لكن في ما يخص المشاكل أثناء الحمل، فقد تكون هناك بعض العيوب الخلقية التي تتكون أثناء تكون أعضاء الجنين وأجهزته ونمو المخ واتصال الخلايا بعضها ببعض، بسبب خلل بالجينات أو بسبب بعض الأدوية التي تتناولها الأم قبل الحمل أو في بدايته، فهذه الأشياء قد تؤدي إلى نشاط زائد في الخلايا بين فترة وأخرى يظهر على شكل تشنجات•وماذا عن نسب الشفاء في الوقت الحالي ؟- ليس هناك نسبة محددة، لكن كثير من الأطفال في الغالب مع التقدم في العمر والوصول إلى سن المراهقة تختفي منهم التشنجات، وبعض الدراسات تشير إلى ان كبار السن ممن لديهم مشاكل أو خلل في المخ أو جلطات سابقة أو بؤرة للتشنج من المحتمل بدرجة أكبر ان يحتاجوا للعلاج مدى الحياة ومعظم كبارالسن عندما نوصف لهم الأدوية لأخذها باستمرار، ولا نفكر في إيقافها في المستقبل.•ماذا عن فترات العلاج التى ينبغي أن يواظب عليها المريض ؟- عادة عندما نعطي علاجات للتشنجات نقرر للشخص أو الطفل المواظبة على أخذها مدة سنتين، وإذا ظل خلال تلك المدة دون أى تشنج ففرصة شفائه أكبر عند التوقف عن العلاج.• في حال المواظبة على العلاج لمدة سنتين وحصل شفاء وتوقفت التشنجات عند الطفل...هل هناك فرصة لتكرارها ؟- العلاج كما ذكرنا آنفاً يستمر لمدة سنتين لكن من المحتمل أن يتعرض ثلث الحالات لنوبات مرة أخرى وهذه النسبة تزيد أو تنقص حسب عوامل أخرى، فإذا كان الطفل لديه نوع واحد من التشنج و يأخذ نوعاً واحداً من العلاج ففرصة أكبر في عدم تكرار التشنجات بعد توقف العلاج بخلاف من يحتاج أكثر من دواء ويعاني من خلل وظيفي وبؤرة التشنج واضحة، فهؤلاء فرصة رجوع التشنج إليهم أكبر بعد التوقف عن العلاج، والمشكلة بعد ايقاف الدواء وعودة التشنج، انه ليس بالضرورة التحكم فيه بنفس الدواء والجرعات السابقة.• بعد توقف الطفل عن العلاج هل تنصح بمتابعة حالته مع الطبيب ؟-إذا توقف الطفل عن العلاج وتوقفت التشنجات ليس هناك داع لإجراء فحوصات دورية أخرى الا اذا عاد التشنج مرة أخرى فهنا يحتاج المريض لمراجعة الطبيب.•ما المطلوب من الجالسين بجوار المريض عندما تنتابه حالة التشنج خصوصاً ان البعض يصاب بحالة من الخوف والهلع ؟- أهم شيء ان الشخص الموجود إلى جانب المريض يهدأ ويبعد عنه الأشياء التي قد يصطدم بها خلال فترة التشنج مع التحذير من محاولة وضع أي شيء داخل فم المريض، حيث قد يتخوف البعض من ان يعض أو يبلع المريض لسانه فيلجأون إلى وضع أصابعهم أو أي معدن داخل فم المريض وهذاغير صحيح حيث يمكن ان يتسبب ذلك في أَذى للمريض وعلى سبيل المثال وضع شيء صلب داخل فم المريض يمكن أن يؤدي إلى كسر في إحدى أسنانه ومن ثم بلعه وقد يترتب على ذلك حدوث اختناق للمريض.• ماذا عن مدة التشنج ؟- التشنج في الغالب يستمر دقيقتين الى ثلاث على الأكثر ويتوقف، وإذا ما استمر التشنج لأكثر من خمس دقائق، يكون هناك حاجة للاتصال بالاسعاف للذهاب للمستشفى للحصول على الاسعافات الأولية، والأدوية التي من شأنها ايقافه، وفي بعض حالات المرضى الذين لديهم تشنجات متكررة نعطي بعض الأدوية والعقاقير للأهل لاعطائها للمريض أثناء التشنج لايقاف هذه النوبات.•وما طريقة إعطاء مثل هذه الأدوية وقت حدوث التشنج ؟- في السابق وكان ومازال حتى الآن يعطى للأطفال حقنة شرجية بالإضافة إلى ذلك هناك دواء يعطى عن طريق الفم و يتم امتصاص كميته القليلة التي تعطى للمريض عن طريق بطانة الخد حيث لا يحتاج المريض لبلعه، وهو يعطي نفس مفعول الحقن الشرجية، علاوة على انه أسهل وأنظف.• ما الوضعية الأفضل التي ينبغي ان يوضع فيها المريض خلال فترة التشنج ؟- ينبغي ان يوضع الشخص المريض على على شيء ناعم سواء على السرير أو على الأرض ويفضل ان يكون وقت حدوث الحالة على جانبه الأيسر،مع تنظيف أي شيء يخرج من الفم.•ماذا عن توقيت حدوث التشنجات؟-التشنجات يمكن أن تحدث في ساعات اليقظة أوالنوم غير أن أنواعاً منها أكثر حدوثاً خلال الليل، لكن عموماً يمكن ان تحدث التشنجات أثناء النهار أو الليل.• هل استمرار العلاج لفترة طويلة يمكن ان يسبب آثاراً جانبية للمريض؟- قد تستمر التشنجات والمشاكل المترتبة عليها إذا لم يأخذ المريض الدواء لفترة طويلة أسوأ بكثير من الآثار الجانبية المحتملة التي قد تحدث مع الأدوية، وبالتالي من الضروري على من يحتاج الأدوية ان يتناولها، ونشير في هذا الجانب الى أن الأدوية التي تظهر آثارها على المدى البعيد يتم مراجعتها بين فترة وفترة أخرى كما أن الآثار الجانبية للأدوية قد تتشابه وتختلف بين بعضها البعض ولذا على المدى الطويل ننصح المريض بالمتابعة وإجراء فحوصات دورية إذا كانت الآثار الجانبية المحتملة للأدوية قد تؤثر على بعض وظائف الكبد أو الكلي، أونسبة الدم، أوهشاشة العظام، كما أن بعض الأدوية آثارها الجانبية تظهر سريعاً وتتمثل في طفح جلدي خلال الأسابيع الأولى للعلاج وإذا لم تظهر فمعناه عدم ظهورها في ما بعد.• ماذا عن علاقة التشنجات بقدرة الطفل على التحصيل الدارسي ؟- بعض الناس عادة يربطون ما بين التشنجات وضعف التحصيل الدراسي للطفل، لكن اتضح من الدراسات أن بعض الأسباب التي تقود لحدوث التشنجات هي ذاتها التى قد تؤدى إلي صعوبات في التعلم أو إلى إعاقات ذهنية، ولذلك نقول ليس التشنج هو السبب الذي أدى إلى صعوبات التعلم بقدر وجود سبب أساسي أولي أدى إلى كل هذه الأمور مرة مجتمعة• هل علاجات التشنجات تقتصر فقط على العلاجات الدوائية ؟هناك بعض المرضى لا يستجيبون لنوع معين من الدواء، وتتم المحاولة مع دواء آخر وفي حال فشل دواءين أو أكثر في التحكم في التشجنات يتم تقييمم المرضى لمعرفة ما إذا كان التدخل الجراحي ممكناً أم لا، وهذا التقييم يتم عن طريق إدخالهم لوحدة مراقبة الصرع حيث يكون هناك تخطيط للمخ على مدار 24 ساعة لمدة يومين أو ثلاثة لمشاهدة التشنجات والوقوف على مصدرها، وعما إذا كانت متسقة مع أشعة الرنين، والتغييرات في تخطيط المخ، وقد يكون سبب التشنجات وجود بؤرة صرعية لا يمكن التحكم فيها بالأدوية، ولكن من الممكن إزالتها جراحياً ونسبة الشفاء تصل تقريباً إلى 80 في المئة.•هل من أنواع أخرى لعلاج التشنجات ؟- هناك علاج عبر الغذاء الكيتوني وهذا يتم بتغيير نمط الغذاء لزيادة نسبة الكيتونات في الدم حيث انه قد يقلل من التشنجات في الغالب عند الأطفال، وعادة ما يتم اللجوء لذلك بعد فشل عدد من الأدوية، كما توجد أنواع معينة من الصرع تستجيب بشكل أفضل للغذاء الكيتوني.•ظهرت بعض الأدوية الحديثة لعلاج التشنجات إلى جانب الأدوية القديمة المعروفة فأيهما يفضّل ؟- لَيس هناك دراسة تبين ان الدواء الحديث أفضل من الدواء القديم لكن الفرق ان الآثار الجانبية للأدوية الحديثة قد يكون أقل، لكن إذا لم نستطع التحكم في التشنجات عبر الأدوية الحديثة فإننا نضطر إلى اللجوء للأدوية القديمة.• ما مدى صحة ان التشنج يؤدي الى موت خلايا في المخ ؟- هذا الكلام غير ثابت علمياً، لكن ظهر ذلك من خلال التجارب التي أجريت على بعض الحيوانات.• ما مدى دقة ما يتردد عن معاناة مريض التشنج من «كهرباء زائدة» في المخ ؟- ليس هناك شيء اسمه «كهرباء زائدة» انما هي قراءات للنشاط الزائد لخلايا المخ تظهر في تخطيط المخ، ولاتصحة لما يتردد من ان المشي على التراب أو حافي القدمين له أثر على التشنجات كما لاتوجد علاقة بين التشنجات والأجهزة الكهربائية.• أخيراً ماذا عن الامكانيات التي توفرها عيادات الأعصاب في مستشفى دار الشفاء لمن يعانون من نوبات التشنجات ؟-مستشفي دار الشفاء يتمتع بكثير من الامكانيات حيث يتم تقييم الحالة عبر الفحص الإكلينيكي أو تخطيط المخ أو عبر إجراء أشعة الرنين المغناطيسي للبحث عن البؤر أو العيوب الخلقية التي تؤدي لمثل هذه التشنجات إلى جانب وجود الخبرات الكبيرة في مجال الأمراض العصبية عموماً.
محليات
حوار / استشاري «العصبية» في «دار الشفاء» استبعد وجود علاقة بين التخدير أثناء العمليات القيصرية وحدوثها عند الأطفال
أشكناني لـ «الراي»: استمرار التشنجات أسوأ من الآثار الجانبية المحتملة للأدوية المعالجة
08:03 م