تحت عنوان «الكويت موطن التنمية» كان لي شرف المساهمة والمشاركة في ملتقى «ديسكفري التدريبي» المجاني الأول، والذي ضم العديد من المحاضرين والمدربين العرب الذين أبدعوا في مختلف مجالات التنمية والتخطيط والتطوير الذاتي تحت قبة قاعات الهيئة الخيرية الإسلامية ومسرحها. لقد برهن الشباب الكويتي من خلال ملتقى «ديسكفري التدريبي» على قدرته على اكتشاف ذاته وإظهار قدراته وإمكانياته ومواهبه الفذة في مختلف مجالات التنمية والتطوير، والأهم هو مدى الحرص الشديد من الجموع الغفيرة التي توافدت على المحاضرات التدريبية، والتي زاد عددها على خمسمئة مشارك خلال يومين فقط من أيام الملتقى وقد بلغ عدد المحاضرين ثلاثين محاضراً من الكويت ومن مختلف بلدان الأمة العربية.بالفعل لقد تعلمت الكثير من هؤلاء الشباب الذين تحركوا بإمكانيات مادية قليلة لا تكاد تذكر، وبنية وعزم لا يعرف الكلل والتعب، وبإخلاص وحب للوطن تمت ترجمته بالعمل الصادق على أرض الوطن فأحرزوا السبق وحققوا جوهر النجاح، بل وصاروا جوهرة النجاح المتألقة توافقاً مع شعار الملتقى التدريبي الذي اختاره الشباب المجتهد وصاحب الفكرة المدرب عيسى الوطري الذي حدد هدفه من البداية في عقد أكبر تجمع تدريبي مجاني في الوطن العربي على أرض الكويت، وها هي ثمار النجاح تظهر بقوة من خلال طلب الأشقاء في مصر أن يكون الملتقى المقبل على أرض الكنانة.إن هذه التجربة الناجحة وغيرها من التجارب المخلصة والطموحة يجب دعمها بكل ما أوتينا من قوة وعزم، لأن هؤلاء الشباب المبدعين هم القادرون على تحريك المياه الراكدة والإبحار بسفينة البوم الكويتية رغم العواصف والتحديات إلى شواطئ التنمية والتقدم. فالكويت لم ولن تنضب من القيادات الفكرية الشبابية القادرة على تحقيق السبق والريادة الكويتية، ويكفينا نظرات الإعجاب والثناء من مختلف الحاضرين من الدول العربية وتقديرهم للدور المحوري للكويت في تحقيق مثل هذه الأفكار التدريبية والتنموية التي يحتاج إليها الجمهور العربي أشد الاحتياج.ولا يفوتني وأنا ألقي الضوء على ملتقى «ديسكفري التدريبي» المجاني الأول أن أشير إلى أن هذه المبادرة الأهلية التي قامت على الجهود الذاتية وشهدت مشاركة جماهيرية منقطعة النظير، لم تكن كغيرها من المبادرات التي تتلقى الدعم المالي من مختلف المؤسسات والجهات الحكومية وفي النهاية لا نرى لها طحيناً، ولا نسمع منها إلا الضجيج والصراخ، وما أقصده هنا ليس هو النقد بقدر ما هو ضروري أن نلقي الضوء على أهمية دعم المبادرات الجادة والصادقة من الشباب الكويتي، وأن تكون الموضوعية والحيادية هي المعيار الأول لدعم المبادرات التي ترعاها الدولة، لا أن تُبنى كغيرها من المعاملات على أساس المحسوبية والمجاملة.لقد خرجت من القاعة الرئيسية بالهيئة الخيرية الاسلامية من ملتقى «ديسكفري التدريبي» حاملاً العديد من الاكتشافات المهمة:أولها أن الشباب الكويتي لا يكل ولا يمل وقادراً على تحقيق المستحيل إذا رغب في ذلك.ثانياً أن نجاح المبادرات لا يعتمد فقط على الدعم والإمكانيات المالية بقدر ما يعتمد على الجهود البشرية والشبابية الطموحة والجادة وصاحبة الرؤية، والحمد لله أن الكويت لم ولن تخلو من شبابها المبدعين أبد الدهر.ثالثاً أن الكويت مازالت لها مكانتها الراسخة في قلوب جميع المواطنين العرب وأنها لا تزال تمثل حجر الميزان والقوة المحايدة والإيجابية في المنطقة العربية وهو ما يعزز العزم والمضي في طريق المحبة والسلام الكويتي التي خطها ورسمها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.رابعاً أنه يجب الاستمرار والمواظبة على تقديم الأفكار الناجحة، فالحضور الجماهيري الكبير يدل على شغف وحب الشعب الكويتي للإفادة والمعرفة الحقيقة، ويؤكد أن الناس تحتاج إلى صقل المهارات والمعارف وتبحث عن ذلك ما استطاعت إليه سبيلاً.خامساً لقد علمني هؤلاء الشباب كثيراً فتحية شكر وتقدير لكل أعضاء الفريق المتطوعين للعمل على مشروع «ملتقى ديسكفري التدريبي المجاني الأول»، وخدمة وطننا الغالي الكويت، وأقول لهم «شدوا الحيل والمرة القادمة أحلى».mnawr@yahoo.com