كونا- ارتفعت الدعوات في الكويت إلى وجود تشريع قانوني يعنى بحماية الاسرة من العنف الاسري وتوعية المجتمع عن طريق ادراج دور المرأة ومكانتها في المناهج التربوية.وأجمع المتحدثون في ندوة «العنف الاسري في الكويت ما بين الواقع والتطلعات» التي اقامتها الجمعية الكويتية لحقوق الانسان بالتعاون مع عدد من مؤسسات النفع العام مساء أول من أمس على ضرورة ايجاد خط ساخن لاستقبال الحالات المعنفة اسريا والسعي الى توفير ملاجئ للمعنفات.ودعوا الى زيادة الحملات التوعوية والتثقيفية لانهاء العنف الاسري بكل اشكاله وصوره بالاضافة الى ضرورة تضافر مؤسسات المجتمع المدني بهدف مكافحة وانهاء العنف عن طريق المساهمة في عملية البناء والتطور في المجتمع واطلاق الدورات التدريبية قبل الاقبال على تكوين الاسرة بالزواج.وقالت مدير ادارة شؤون الارشاد النفسي والاجتماعي بمكتب الانماء الاجتماعي التابع لديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الدكتورة وفاء العرادي خلال الندوة ان مكتب الانماء ومن خلال مشروع الكويت الوطني لحماية الطفل من العنف وسوء المعاملة رصد خلال العام الحالي حالات عنف لاطفال «اناث» اقل من العام الماضي.وبينت ان الجمعية العامة للامم المتحدة في اعلانها العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وضعت تعريفاً واضحاً للعنف بأنه «كل فعل قائم يتسم بالعنف ويقوم على اساس النوع ويحتمل ان يؤدي الى اذى بدني او جنسي او نفسي بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا السلوك او الاكراه التعسفي».وذكرت ان «الدراسات النفسية والاجتماعية الاخيرة المهتمة بظاهرة العنف ضد المرأة اشارت الى ان نسب العنف اختلفت من دولة الى اخرى».ومن جانبها قالت عضو الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية عذراء الرفاعي ان «الدستور الكويتي منح الاسرة مكانتها العظيمة في المجتمع وجعلها ركنا اساسيا له، وان قانون الجزاء شدد في العقوبات على الاعتداءات التي تصدر من فرد تجاه اشخاص ذوي قرابة وان قانوني الطفل ومحاكم الاسرة جاءا لتعزيز مكانة المرأة والاسرة».من جهته بين المنسق العام لبرنامج حماية المرأة في وكالة الامم المتحدة في الاردن الدكتور عبدالفتاح ناجي في الندوة ان «ظاهرة العنف الاسري والعنف الموجه نحو المرأة قديمة»، مشيرا الى «قيام الوكالة ممثلة بجمعيتها الاساسية ومنظمات حقوق الانسان بالعمل على اصدار القوانين التي تساعد المرأة على الظهور والتحدث والتعبير عما تعانيه من عنف وتمييز».ومن جانبه قال مدير ادارة التأهيل المهني للمعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ماجد الصالح خلال الندوة ان العنف هو «كل فعل سلبي يقع في اطار العائلة ومن قبل احد افرادها لما له من سلطة او ولاية او علاقة بالمجني عليه قد يكون لفظيا او جسديا او جنسيا ضد فرد من الافراد يمثل الطرف الاقوى في الاسرة».واضاف انه «رغم وجود القوانين التي تجرم العنف الاسري في العديد من الدول الا انه مازال هناك حالات تعنيف مثل الضرب والسب والتحقير والحرمان من المال، معتبرا ان ضعف الوازع الديني احد اسباب العنف الاسري».من ناحيتها قالت مديرة مركز حقوق الانسان في جمعية المحامين الكويتية شيخة الجليبي في الندوة ان «من انماط العنف المنزلي الذي تعانيه النساء في الكويت خلال مراحل حياتهن المختلفة الضرب والاختطاف والاحتجاز وجرائم الشرف»، موضحة ان الكويت لا يوجد بها مراكز ايواء او استماع لاستقبال النساء وسماع مشاكلهن.بدورها اكدت رئيسة برامج المرأة والتنمية الاجتماعية في برنامج الامم المتحدة الانمائي في الكويت سحر الشوا ان «العنف ضد النساء يؤثر ويعوق التقدم في العديد من المجالات بما في ذلك القضاء على الفقر ومكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز والسلام والامن».وقالت ان العنف ضد المرأة جاء نتيجة التمييز ضدها في القانون وكذلك في الممارسة العملية واستمرار عدم المساواة بين الرجال والنساء،مبينة ان العنف ضد المرأة ما زال يشكل «وباء عالميا».