يبدو أن المملكة العربية السعودية ماضية في حربها النفطية حتى النهاية، فقد أكدت تقارير إخبارية أمس، أن المملكة استعادت المركز الأول كأكبر منتج للنفط في العالم، متفوقة على روسيا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي وذلك للمرة الأولى منذ العام 2003.وفيما تتعالى الأصوات المطالبة بخفض إنتاج منظمة «أوبك»، أشارت التقارير إلى أن متوسط إنتاج السعودية من النفط خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بلغ 10.19 مليون برميل يوميا، مقابل 10.12 مليون برميل يوميا لروسيا، التي احتلت المركز الثاني.وذكرت صحيفة «الاقتصادية» السعودية أن معدل الإنتاج اليومي للسعودية من النفط خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي هو الأعلى في تاريخها على الإطلاق، ويليه معدل الإنتاج خلال العام 2012، حيث كان 9.8 مليون برميل يوميا حينما كانت أسعار النفط (برنت) عند أعلى متوسط سعر سنوي بنحو 112 دولارا للبرميل.وسجلت السعودية أقل متوسط إنتاج يومي من النفط عامي 2009 و2010، عند 8.2 مليون برميل يوميا، وهما أكثر عامين فاق فيهما الإنتاج الروسي نظيره السعودي، بـ 1.7 مليون برميل يوميا في 2009، ونحو مليوني برميل يوميا في 2010، حينها كانت أسعار النفط عند 63 دولاراً، و80 دولاراً على التوالي.وارتفع متوسط الإنتاج اليومي من النفط عالميا خلال الأشهر التسعة من العام الحالي بنسبة 1.8 في المئة إلى 74.2 مليون برميل يوميا، حيث لجأ كبار المنتجين إلى زيادة إنتاجهم في محاولة للمحافظة على حصصهم في الأسواق وتعويض انخفاض الأسعار التي تراجعت إلى مستويات قياسية.الشطيورأى الخبير والمحلل النفطي محمد خضر الشطي أن استعادة الرياض المركز الأول كأكبر منتج للنفط في العالم، يؤكد دور السعودية في تعزيز أمن الطاقة في السوق العالمية، كونها تستمر في إثبات قدرتها وفاعليتها في ضمان أمن الإمدادات في سوق النفط.وأضاف الشطي في تصريح لـ «الراي» أنه «بالرغم من ضعف أسعار النفط، إلا ان ذلك لم يؤثر على قدرة السعودية في تزويد السوق العالمي بما يحتاجه من النفط»، مبيناً «أثبتت السعودية هذا الدور خلال السنوات السابقة حين تأثر وانقطع انتاج كثير من بلدان (أوبك) من النفط»، معتبراً في هذا السياق أن هذه المكانة والريادة تأتي من خلال احتياطيات ضخمه تمتلكها المملكة بفعل معدل الإنتاج الكبير.وأكد الشطي أن السعودية واحدة من ضمن 3 دول يفوق حجم إنتاجها 10 ملايين برميل يومياً إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، لافتاً إلى أن لديها أيضا قدرات إنتاجية فائضة غير مستغلة من النفط الخام، تمثل صِمّام أمان في سوق النفط، وتقدم الأريحية في السوق وتحقق رضاء الزبائن من خلال القدرة على إنتاج نوعيات مختلفة من النفط الخام.وأضاف الشطي «لا ننسى ان كل هذا يعطي السعودية قدرة تفاوضية أكبر مع مختلف المنتجين من داخل وخارج (أوبك) لإعادة الاستقرار إلى السوق، وكذلك يعزز مكانتها في تسعير النفط الخام بأنواعه على اعتبار أنها تمثل أساساً وسعراً مرجعياً لكافة البلدان المنتجة للنفط في تسعير نفوطها لمختلف الأسواق».وتراجعت أسعار النفط بنسبة 43 في المئة، بما يعادل 43.6 دولار للبرميل خلال الأشهر التسعة الماضية، لتبلغ في المتوسط نحو56.8 دولار للبرميل، مقابل 100.4 دولار للبرميل في 2014.وشكل أكبر عشرة منتجين للنفط، 70 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي في الأشهر التسعة الأولى، بنحو 7.51 مليون برميل يوميا، مقابل 69 في المئة بنحو 50.3 مليون برميل يوميا العام الماضي.وجاء ارتفاع الإنتاج العالمي من النفط خلال الفترة المذكورة بشكل رئيس من زيادة إنتاج الولايات المتحدة بنسبة 5.7 في المئة، بما يعادل 651 ألف برميل يوميا، ثم السعودية بقرابة 5 في المئة ما يعادل 472 ألف برميل يوميا، والعراق بنسبة 7.8 في المئة بما يعادل 271 ألف برميل يوميا.استعداد للتعاونمن ناحية ثانية، قال مجلس الوزراء السعودي أمس، إنه مستعد للتعاون مع المنتجين من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها لتحقيق الاستقرار في السوق. وشدد المجلس في بيان عقب اجتماعه الأسبوعي «على ما تقوم به المملكة من دور في استقرار السوق البترولية واستعدادها المستمر وسعيها الحثيث إلى التعاون مع الدول المنتجة والمصدرة للبترول كافة، سواء من دول داخل (أوبك) أو من خارجها، للحفاظ على استقرار السوق والأسعار.»
اقتصاد - النفط
استردّت من روسيا عرش الإنتاج للمرة الأولى منذ 12 عاماً
السعودية ماضية في حربها النفطية حتى النهاية
01:11 م