الحياة سفر عظيم إذا قلبت صفحاته فسيرى المتتبع أحداثاً كثيرة وحوادث متعددة وأياماً بها مشاهد وآثار ورجال لهم أعمال مشهودة وعلامات بارزة وخطوات واثقة وآثار طيبة، وهم كثر في أفق هذه الديرة الطيبة.ومن الرجال الذين ودعناهم في الاسبوع الماضي الدكتور ناصر صرخوهذ فارس من فرسان العلم والمعرفة، جاد في عمله مخلص في آدائه يعمل على تطور المعرفة في شتى صورها وحتى في لحظاته الأخيرة، هو عاكف على مناقشة مشروع بحث جديد ينوي القيام به وقام بالنزول إلى معمله الخاص والتحدث مع المشاركين معه بالبحث العلمي كأنه يودعهم وهو في حالة التفاؤل المعهود والابتسامة الخلاقة.ولكن أمر الله وقضاءه شاء أن يودع أبو محمد هذه الدنيا وهذا حالها كقول الأديب:رأيت خلان الوفى قد تفرقوافبين شهيد بالردى وقتيلشربنا شراباً واحداًغير إنهم ثملوا به من قبلنا بقليلعرفت الدكتور ناصر صرخوه مجداً ومحاوراً هادئاً مشيراً إلى سبل الخير بالموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن مسترشداً دائماً بالغر من آيات القرآن الكريم خاض فارسنا المقدام حلبة السياسة من خلال دورات في مجلس الأمة، وكان هو السياسي المحنك الذي يفكر في مشاريع القرارات ويبدي الرأي في أحسن السبل التي تفضي إلى طريق واضح المعالم بين الأهداف من أجل مصلحة وطنه وأمته فعمل مع المخلصين من أجل المساهمة في دفع عجلة التقدم والنمو في مجالات مختلفة ومناحٍ كثيرة حتى أصبح من نجوم العلم والسياسة في ساحة الوطن..رحمك الله يا أبا محمد الاستاذ المعلم والمخلص الدال على الخير والمشير إلى سبيل العلم اللهم بارك لأبي محمد في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له واخلف على أهله وأحبائه وطلابه الصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه حقا:هو الموت فاختر ما على لك ذكرهفلم يمت الإنسان ما حيي الذكرُ