مدينة صناعية كاملة تُبنى في مصفاتي ميناء عبدالله والأحمدي، ستغيّر وجه قطاع التكرير الكويتي عند اكتمال مشروع الوقود البيئي، الذي تقوم عليه كفاءات وكوادر كويتية.الورشة العملاقة القائمة خلف أسوار الموقعين، أُتيح لـ «الراي» الاطلاع عليها عن قرب من خلال جولة بموقع مشروع «الوقود البيئي» نظمتها شركة البترول الوطنية للإعلاميين أمس، بالتعاون مع إدارة المشروع والقطاع الإعلامي في مؤسسة البترول الكويتية.نائب الرئيس التنفيذي للخدمات المساندة، المتحدث الرسمي في شركة البترول الوطنية خالد العسعوسي أكد للصحافيين ارتفاع نصيب القطاع الخاص المحلي من مشروع «الوقود البيئي» البالغ كلفته 4.6 مليار دينار، إلى مليار دينار منها 800 مليون دينار منصوص عليها بالعقود.وقال العسعوسي خلال مؤتمر صحافي على هامش الجولة لشرح آخر تطورات المشروع على أرض الواقع، ان الحد الأقصى المتوقع لتمويل المشروع من البنوك المحلية مليار دينار، موضحاً ان توجه الشركة للاقتراض من الجهات الحكومية العالمية يعود للفائدة الأقل المقدمة.وأكد العسعوسي ان «البترول الوطنية» خاطبت جهات عالمية عدة للتمويل، منها كوريا الجنوبية واليابان وهولندا وبريطانيا، متوقعاً أن تنتهي الشركة من تمويل المشروع خلال الشهرين المقبلين، مشيراً إلى أن الشركة كانت قد اعتمدت الآلية الأنسب وفق دراسات عدة لتمويل المشروع بنسبة 30 في المئة ذاتياً و70 في المئة خارجياً، والتي بدأت فعلياً بتوقيع مؤسسة البترول أولى اتفاقيات التمويل بـ 4 مليارات دولار.وبين العسعوسي أن مشروع «الوقود البيئي» واحد من أهم وأكبر المشاريع ضمن خطة التنمية، لافتاً إلى أن المردود الاقتصادي له 11.5 في المئة من إجمالي الكلفة النهائية للمشروع، ويهدف إلى تطوير مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي، وتحويلهما إلى مجمع تكريري متكامل يتمتع بمرونة عالية تسمح بالاستجابة للتبدلات في الأسواق العالمية، والإيفاء بكامل احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية المتنوعة ذات المواصفات عالية الجودة.ولفت العسعوسي إلى ان التوجه هو إغلاق مصفاة الشعيبة أبريل 2017 على أن تتم الاستفادة من مرافقها كخزانات لمشروع الوقود البيئي.واضاف العسعوسي أن من الأهداف المهمة الأخرى للمشروع الارتقاء بكفاءة مصافي الشركة من حيث رفع مستويات السلامة والاعتمادية التشغيلية مع المحافظة على الاستخدام الأمثل للطاقة والحد بشكل كبير من الانعكاسات البيئية، موضحاً انه سيساهم في خلق فرص عمل جديدة للعمالة الوطنية مع تعزيز وتشجيع التنمية الاقتصادية المحلية، إضافة إلى استخدام مرافق مصفاة الشعيبة بعد إغلاقها، لاسيما الخزانات ومرافق التصدير.العمل وفق المخططأبدى العسعوسي ثقته الكبيرة في الكوادر الكويتية لتنفيذ المشروع الضخم الذي يسير أفضل من المخطط له على أرض الواقع، قائلاً «نعمل على تذليل كل العقبات أمام تنفيذ المشروع عبر التنسيق والتعاون مع كل الجهات الرسمية، والعمل يجري على قدم وساق كما هو مخطط».وأكد العسعوسي ان العمل حتى الآن يسير وفق الخطة الموضوعة وضمن الجداول الزمنية المحددة، مشيراً إلى ان مجمل الأعمال تم تنفيذها من دون وقوع أي حادث معيق للعمل، ما يعد دليلا على الأولوية العليا التي تعطيها الشركة لمسائل الأمن والسلامة مع الالتزام الدقيق بالنظم الخاصة بها.واستعرض العسعوسي الإنجازات في «الوقود البيئي» حتى الآن، حيث بلغت نسبة الإنجاز التراكمي الفعلي لمجمل أعمال المشروع حتى نهاية أكتوبر الماضي 36.9 في المئة، بالإضافة إلى الانتهاء من بناء وتجهيز محطة كهرباء الضغط العالي بقدرة 132 كيلو فولت في مصفاة ميناء الأحمدي.ولفت العسعوسي إلى ان عملية إغلاق وحدة التكسير بالعامل الحفاز المائع (FCC) في مصفاة ميناء الأحمدي وتركيب برج التقطير الأساسي بدأت 10 أكتوبر الماضي، وتم تحقيق 4 ملايين ساعة عمل من دون تسجيل أي حادثة معيقة للعمل في وحدة التكسير بالعامل الحفاز المائع، بالاضافة إلى تحقيق 5 ملايين ساعة عمل دون تسجيل أي حادثة معيقة للعمل في الحزمة 2 بمصفاة ميناء عبدالله.العجميمن جانبه، أكد مدير مشروع «الوقود البيئي» عبدالله فهاد العجمي، أن نسبة الإنجاز في المشروع بنهاية العام ستصل 40 في المئة، مشيراً إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه سير المشروع، منها قدرة المقاولين على جلب عمالة فنية مدربة للعمل في المشروع.ولفت إلى أن ذلك التحدي يستوجب تكاتف جهات عدة، منها وزارتا الشؤون والخارجية لتسهيل قدوم العمالة الأجنبية، والتي تصل وقت الذروة 40 ألف عامل، منها 85 في المئة من دولة الهند.الجاسمبدوره، قال رئيس فريق إدارة المشاريع في مشروع «الوقود البيئي»، وائل الجاسم ان استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية وشركة البترول الوطنية تهدف للتوسع في الطاقة التكريرية للوصول إلى 1.4 مليون برميل يومياً على المدى المتوسط و1.6 مليون برميل على المدى البعيد لتوفير المنتجات البترولية.وأوضح الجاسم ان المشروع يهدف إلى تركيب 39 وحدة جديدة وإيقاف 7 وحدات وتحديث 7 وحدات أخرى، مشيرا الى ان عدد وحدات المشروع ستصل الى 4 الاف معدة لتطوير مصفاتي ميناء عبدالله و«الأحمدي».وعقب انتهاء المؤتمر الصحافي، تم تنظيم جولة ميدانية للصحافيين قدم خلالها المهندس محمد بوعباس والمهندس رياض التورة، ورئيس فريق الدعم التجاري وتنسيق مشروع الكهرباء للجهد العالي نائل البلوشي، شرحاً وافيا عن أعمال الوحدات بشكل مفصل.
اقتصاد - النفط
أكد أن الحد الأقصى للتمويل من البنوك المحلية مليار
العسعوسي: مليار دينار حصة القطاع الخاص من «الوقود البيئي»
01:51 م