خلق الله الكون في سبعة أيام، ومع البراءة الفطرية اكتملت قيمة الحياة، لكن الإنسان غرق في القيم المادية ونسي براءته، ومن ثم أفسد حياته والعالم من حوله.هذه هي الرسالة البديعة التي سعى الفيلم الفرنسي «اليوم الثامن»، للمخرج البلجيكى جاكو فان دورميل إلى تجسيدها. ويبرز الفيلم الذي اختاره فريق استوديو الأربعاء التطوعي، بالتعاون مع نادي الكويت للسينما، لافتتاح شهريته السينمائية الجديدة «ليالي السينما الفرنسية»، الصراع الجدلي بين المادة وقيم البراءة.وبحضور الملحق الثقافي في سفارة فرنسا لدى الكويت توماس ليفراني، استهل أمين سر نادي الكويت للسينما الفنان التشكيلي عادل المشعل أمسية تدشين الشهرية الجديدة التي أقيمت على مسرح مكتبة الكويت الوطنية، وألقت تفجيرات باريس الأخيرة بظلالها عليها بكلمة عبر فيها عن حاجة الإنسانية إلى تقبل الآخر في ظل أحداث دامية راح فيها أبرياء، ليس فقط في عاصمة النور باريس، وإنما في عواصم عربية عديدة، داعياً إلى الوقوف دقيقة حداداً على أرواح الأبرياء في العالم كله.من جهته، اعتبر الملحق الثقافي الفرنسي أن ماحدث من إرهاب في باريس في مكان ثقافي، إنما يشير إلى أن الكراهية تعمي القلوب، مثمناً جهود من يتمتعون بروح المسؤولية الإنسانية، وآملاً في تعاون مستقبلي مع استوديو الأربعاء ونادي الكويت للسينما.بدوره، قدم الزميل بندر سليمان فيلم «اليوم الثامن»، الذي يتناول بعدسة إنسانية مرهفة علاقة تجمع بين رب أسرة أسير النمط المادي للحياة الغربية، وشاب نزيل أحد بيوت الرعاية الخاصة يعاني من «متلازمة الداون» أو مرض البله المنغولي، حينما يلتقي المتجهان إلى الدفء العائلي فجأة بعد حادث سير في أجواء ممطرة، يروح ضحيته كلب الأخير.ولا تصمد القيم المادية وذكاء العمل وطرق البيع الحديثة كثيرا أمام براءة الطفولة المستوطنة في الشاب المنغولي. إذ تتطور الأحداث التي تجمع الطرفين خلال محاولات إعادة الشاب المنغولي إلى أهله أو إلى بيت الرعاية الذي غادره، بحيث يكشف لنا السيناريو المحكم كيف يرفض المجتمع النمطي المادي الآخر الذي لايشبهه.وينتهي الفيلم برحيل جورج الشاب المريض بمتلازمة الداون من دنيا البشر الأذكياء العمليين، بعد أن يعلم هاري مدرب رجال المبيعات كيف يضحي من أجل لحظات دفء عائلي خاصة وإنساني بشكل عام. يرحل جورج ليلتقي أمه التي لطالما ظهرت له في أحلامه تدعمه وتصبره على عالم يرفضه. وينتهي الفيلم - كما بدأ - بتصور رقيق لجورج، عن أن الله قد خلق الكون في سبعة أيام وأن الإنسان أفسده بتغليب القيم المادية على البراءة الفطرية.