جددت الكويت اليوم تأكيدها على أحقية جميع الدول في إنتاج وتطوير واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في إطار معاهدة الانتشار النووي، ودعت إيران الى زيادة تعاونها وبشفافية تامة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. جاء ذلك في بيان وفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة الذي ألقته الملحق الدبلوماسي فرح توفيق الغربللي أمام الجمعية العامة في دورتها السبعين لدى مناقشتها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهنأت الغربلي مجموعة (5+1) وإيران على الاتفاق التاريخي بينهما، مشيرة الى أنه سيساهم في تخفيف حالة الاحتقان وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وسيسخر كافة الطاقات والإمكانات والجهود لتنمية دول المنطقة ونهضتها وتحقيق المزيد من التقدم والرقي والازدهار لشعوبها. وقالت إن الكويت تأمل بأن يوفر الاتفاق التاريخي بين مجموعة (5+1) وإيران حافزا لانضمامها الى معاهدة الأمان النووي للاستفادة المثلى من الخبرات التي توفرها الوكالة في مجال أمن محطات الطاقة النووية الإيرانية المقامة على سواحل الخليج العربي ما يوفر الاطمئنان بمستوى أمان هذه المنشآت السلمية لدول المنطقة. وقالت الغربلي إن الكويت ترحب بالتقرير السنوي للوكالة الذي وصفته بالقيم والمميز، معربة عن تقدير الكويت للمدير العام للوكالة الدولية يوكيا أمانو وللعاملين في الإدارات المختلفة على ما يبذلونه من جهود حثيثة للنهوض بدور الوكالة. وأضافت أن تلك الجهود نقلت الوكالة ومساهماتها الى مستويات أعلى في تسخير الطاقة الذرية من أجل السلام والصحة والازدهار في العالم أجمع. وأكدت الغربللي أن احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم تحتم حصول زيادة كبيرة في إمدادات الطاقة للعقود المقبلة، مضيفة أن الطاقة النووية تعتبر مصدرا مكملا وليس بديلا لمصادر الطاقة الأخرى. وتطرقت الى إعلان الكويت المساهمة بمبلغ ثلاثة ملايين دولار أميركي لدعم أعمال الوكالة والتي سيتم توزيعها على النحو التالي 500 الف دولار لمختبر موناكو، ومليون دولار لمختبرات سايبرسدوف، و 1.5 مليون دولار أميركي لمبادرة الاستخدامات السلمية. وأوضحت الغربللي في هذا السياق أن الكويت تدعم المشاريع والمبادرات العلمية لخدمة أغراض التنمية للدول النامية، مشيرة الى إعلان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عن إطلاق جائزة سنوية قيمتها مليون دولار تمنح لأفضل الأبحاث والمبادرات الخاصة بتنمية الدول الأفريقية في مجالات الصحة والغذاء والتعليم. كما اشارت الى تبرع الكويت بمبلغ عشرة ملايين دولار أميركي لمصلحة أول بنك لليورانيوم المنخفض التخصيب، مؤكدة أن الغاية الرئيسية من إنشاء هذا البنك هي تقنين وتأمين احتياجات الدول من اليورانيوم المنخفض التخصيب لتشغيل مفاعلاتها النووية المخصصة للأغراض السلمية. وأضافت في كلمتها أن الكويت تعلق أهمية كبرى على تعميم تطبيق نظام الضمانات التابع للوكالة في منطقة الشرق الأوسط وعلى جميع الأنشطة النووية باعتبار الوكالة هي الجهة المختصة والقادرة على تقديم مثل هذه الضمانات. وقالت في هذا الصدد «إننا نلاحظ وبمزيد من الأسف بأنه وعلى الرغم من التزام جميع دول المنطقة بمعاهدة عدم الانتشار وتطبيق اتفاقية الضمانات الشاملة وبالسعي نحو تنفيذ جميع الإجراءات والنظم المتعلقة بتلك الاتفاقية تستمر إسرائيل في موقفها الرافض للتوقيع على اتفاقية عدم الانتشار النووي أو إخضاع منشآتها لنظام ضمانات الوكالة رغم امتلاكها لمفاعلات أبحاث متقدمة استخدم بعضها كما هو معروف لإنتاج المواد النووية لترسانة الأسلحة النووية التي تملكها والتي تهدد أمن المنطقة». وأكدت الغربللي في الختام أن هذا الأمر يشكل عائقا أساسيا للجهود الرامية لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، مضيفة أن ذلك يؤثر سلبا على أمن واستقرار المنطقة ومن ثم الأمن والاستقرار الدوليين.