يمكن تسميتها ورشاً مسرحية أو تجارب أداء، لكن التسميات لا تهم، ما دام الفعل يصبّ في معنى واحد، يتماشى مع منطلق العمل الجماعي والأخذ بالآراء والنصائح.وهذا ما حصل مساء أول من أمس، حينما احتضنت باحة مقر «لوياك» بالمدرسة القبلية أعضاء فرقة «لابا» المسرحية، الذين قدّموا أربعة مشاريع لعروض مسرحية، أمام رئيسة مجلس الإدارة العضو المنتدب فارعة السقّاف، ورئيس قسم التمثيل والإخراج رسول الصغير الذي تولّى الإشراف عليها جميعاً، بالإضافة إلى نخبة من الجمهور المتذوق للفن المسرحي والنقّاد والصحافيين، حيث وبعد مشاهدتها جميعاً فتح باب النقاش والحوار لمعرفة نقاط الضعف والقوة فيها، وهو الأمر الذي يعتبر نقطة إيجابية تمنح هؤلاء الشباب الهواة دفعة لتصويب خطواتهم المقبلة، ومنها أيضاً سيكون لإدارة فرقة «لابا» مع المشاروات في ما بينهم، اختيار العمل الذي سيتم الاستمرار في بنائه مسرحياً ليكون ناضجاً تماماً وجاهزاً للعرض، أو يتم إقرار إنهائه عند هذا الحدّ وطي صفحته لعدم نضوجه، وهي الطريقة التي تتبعها «لابا» في اختيار أعمالها التي تحوز على النجاح دوماً.في هذا الخضم، وقبل بدء الطلبة تقديم مشاريعهم، أوضح المخرج رسول الصغير أن ما سيتم مشاهدته يُعدّ اللبنة الأولى لبناء عمل مسرحي متكامل، وهي بمثابة مشاريع فقط وليست أعمالاً كاملة متكاملة، وأن المشاهد قد يشاهد أخطاء مسرحية من الطلبة الممثلين، سواء على صعيد الأداء أم النطق باللغة العربية الفصحى، موضحاً في الوقت نفسه أن غالبية هؤلاء الطلبة يقفون للمرة الأولى أمام حشد من الجمهور، ما قد يشعرهم بالربكة، وأن مدة تدريبهم لم تتجاوز الشهر، والبعض منهم لم يتعد تدريبه أسبوعاً.وبدروها، رحّبت السقّاف بضيوفها الذين لبّوا الدعوة، واضعة تواجدهم في خانة دعم جيل الشباب في «لوياك»، الذي يجد بدوره الدعم الدائم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. تلتها المخرجة الشابة شيرين حجّي وهي إحدى مخرجات «لوياك»، مشيرة إلى أنها اجتهدت وتعاونت مع زملائها الطلبة لتقديم أعمال مسرحية، وأن ما سيتم تقديمه بداية المشوار لها، وسيتم إكمالها بعد الأخذ بكل الآراء النقدية التي من شأنها تصويب المسار.بعدها، بدأت المشاريع بالتوالي أمام الجمهور واحداً تلو الآخر، حيث حمل المشروع المسرحي المونودرامي التراجيدي الأول عنوان «الخوف»، تأليف مرداس بدلة وإخراج شيرين حجي، وجسد شخصيته محمد فؤاد، لكن المشروع لقي بعض الانتقادات التي من شأنها تصويب مساره، منها غياب التلون في طبقة الصوت وعدم تقمّص الشخصية وإيصال روحها للمتلقي، وبالمقابل كانت اللغة العربية الفصحى سليمة مع حفظ الحوارات بشكل جيّد.أما المشروع الثاني، فكان إيمائياً بعنوان «قبل أن تجرح... حس»، قدمته فرقة «لابا» الراقصة بقيادة عبدالرزاق الذي صممّ فكرة العمل، لكن تلك الفكرة لم تصل إلى المتلقي، بالرغم من حيوية وليونة الجسد وجمالية الأداء الإيمائي. بعده بدأ المشروع الثالث وهو مونودراما كوميدية بعنوان «ضرر التدخين»، للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف وإخراج شيرين حجي ومن تمثيل إبراهيم الشطي، الذي حصد إشادة كلّ الحضور، كونه كان متمكناً من أدواته ومقنعاً في أدائه، وفي الختام تم تقديم مشروع مسرحي بعنوان «القائل نعم... القائل لا»، كتبه الألماني برتولت بريخت بين العامين 1929 و1930، بهدف إيصال معلومة بسيطة جداً تحمل في طياتها الكثير من الجدل والصراع، وهي أن على المرء أن يفكر بطريقة مغايرة تبعاً لكل حال يستجد، وقام بتجسيد شخوصه كل من سمية يوسف، بدر دشتي، رائد البلوشي، حسين رمضان، ناصر القطان، فواز الطارش، حسين، فواز حمادة، أمينة المطوع، دلال العامر، غيتا ورهف الفلاح. أما الموسيقى، فقد وضعها محمد رضا، والإدارة المسرحية كرم محمود. وهو من إشراف المخرج رسول الصغير، الذي منحه الطابع التراثي الكويتي من خلال الأزياء والموسيقى والأجواء العامة للقصة بعد تطعيمها بروح الحياة الكويتية القديمة، فحاز المشروع على الإشادة في بعض المواضع والنقد في مواضع أخرى.