لطالما أوحت أميركا للعالم بأنها موطن الأحلام التي تتحقق، وكانت كل الصور الوافدة من هناك توحي بهذا، ليس لدول العالم الثالث فقط، بل للأوروبيين أيضاً. ومن هذه النماذج ما عاشته لندن لسنوات تحت ضغط مستتر من حكم المافيات الصغيرة، التي حاولت دونما كلل أو ملل أن تكبر في هذا السياق، وصولاً إلى تحقيق المبتغى والتحوّل إلى صورة طبق الأصل عن مافيا آل كابوني في تكساس، وما خلّفته من صور عبرت إلى العالم عن مدنيين مسلحين يتحكمون بحياة وأرزاق ملايين الناس المجبرين على دفع خوّات لهؤلاء، كي يأمنوا شرهم ويحفظوا أرزاقهم.من بين هذه الجماعات التي كبرت في لندن أوائل الستينات من القرن الماضي الأخوان رونالد وريجينالد كراي، اللذان لعب دوريهما بمهارة لافتة الممثل توم هاردي الذي كان أخذ مكان ميل غيبسون في بطولة الجزء الأخير من «ماد ماكس».«LEGEND» هو عنوان الفيلم الذي بدأت الصالات الأميركية عرضه أمس، في عمل أجاده نصاً وإخراجاً بريان هالغيلاند، استناداً إلى كتاب وضعه جين بارسون بعنوان «The Profession of Violance»، وفيه يتناول قصة الشقيقين التوأم وكيف استطاعا أن يهيمنا على كل مسارب المال المهمة في لندن، مع رشاوى لا تحصى لمئات رجال البوليس وأصحاب المناصب الفاعلة في المؤسسات والقطاعات المختلفة، لتمرير الصفقات والتغطية على العمليات التي تجري على مدار النهار، وتكون حصيلتها مبالغ باهظة تجبى يومياً وتوضع في صندوق جباية واحد، يجعل ثروتهما تتضاعف بسرعة وسط بحر من الدماء لعشرات الذين يقفون في وجهيهما.كانت لهما سنوات ذهبية لافتة، ثم تراجعا بعد انتكاسة عاطفية لأحدهما مع الحبيبة فرنسيس (إيميلي براونينغ)، حاولت أن تصحح مسار حياته وعندما فشلت انتحرت، فعاش على ذكراها ردحاً من الوقت قبل أن يتحول إلى رجل هائم على وجهه يموت في الشارع.