... «ما زالا في السيارة». بصعوبة وبصوت متقطّع يمتزج فيه الخوف بالدموع، تحدّث الطفل حيدر حسين مصطفى عن والديْه، من دون ان يعلم انهما ركبا «قطار الموت» بقوّة التفجير الانتحاري المزدوج، الذي ضرب محلّة برج البراجنة.من سريره الذي يرقد فيه منذ مساء الخميس (الماضي) في مستشفى «الرسول الأعظم»، صار حيدر ابن الاعوام الثلاثة «رمزاً» لـ «المذبحة» التي أصابت الضاحية الجنوبية، بعدما أبكت حكايته المفجعة اللبنانيين، وأدمت جروحُه قلوبَهم التي صارت تدعو له بـ «قلب واحد»: الله يشفيه.كان مع أبيه حسين وأمّه ليلى طالب، في السيارة، حين وقع التفجير الاول، الذي أصيب فيه والداه «لكن نحمد الله ان شاباً سارع الى انتشال الطفل وركض به قبل الانفجار الثاني»، كما روت خالته التي أكدت ان حيدر شاهد الأب والأم «يحترقان».حسين وليلى هما ضحيتان من بين 43 سقطوا في مجزرة الضاحية، ومعهم 239 جريحاً، راسمين بالدم والدموع لوحة مأسوية عن «الوطن الضحية». وصار ابنهما الناجي من الموت حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل، التي تناقلت صوراً سابقة له مع والديْه اللذين غدر بهما الإرهاب، و«أفلتا يديْ» ابنهما الذي لن يغفو بعد اليوم بين أحضانهما، بعدما صار سريرهما «بارداً» تحت التراب.... حيْدر «ملاك الضاحية»، سيحلّق من الآن وصاعداً... بلا «جناحيْه».
خارجيات
هكذا نجا وصار «رمز» الخميس - المذبحة
حيدر... «ملاك الضاحية»
حيدر في المستشفى
08:59 م