| تحقيق وتصوير - شوق الخشتي |

باتت المسلسلات الاجتماعية تشكل اهمية لدى افراد المجتمع، بل واصبحت تعكس واقع المجتمعات الاخرى ولكننا قد نرى في بعض الاحيان مبالغة لعكس هذا الواقع، فنرى الادمان يعم البلاد او الارهاب مستفحلاً فيها، وكذلك قد نرى في بعض الاحيان المبالغة في التركيز على فئة الشواذ من الناس وعرض الموضوع بشكل اباحي وكل ما تم ذكره قد يراه البعض تشويها للمجتمع، لاسيما اذا عرضت بصورة سيئة امام مشاهدين من مجتمعات اخرى. وحول هذا الموضوع اجرت «الراي» هذا التحقيق وحاورت بعض الاسر الكويتية ومجموعة من الشباب، لمعرفة مدى مصداقية هذه الحالات التي يعرضها العمل التلفزيوني وان كانت متواجدة بين هذه الاسر ام لا ؟ فماذا قالوا ؟ من الاسر التي التقينا بها، اسرة عدنان والذي عبّر عن رأيه بالقول: المسلسلات الخليجية ممتازة وتظهر الاجواء الكويتية من خلال اللهجة والبيوت ولكن بعض القصص والمشاكل التي تطرحها لا تمثل الكويتيين وبها تجريح ومبالغة في تناول حياتهم. ثم ابدت زوجته ام عبداللطيف وابنتهما هبة رأيهما قائلتين: المسلسلات وما تعرضه من مشاكل وقضايا تجعل الشخص يتوتر، كما ان الاطفال تتأثر بهذه المشاكل ويقومون بتقليد الممثلين في المسلسل وان المشاكل المعروضة في المسلسلات بما فيها الكوميديا تزيد من مشاكل المجتمع. وعن مصداقية القضايا المطروحة في المسلسلات ووجودها بالمجتمع الكويتي قالتا: المشاكل موجودة بشكل كبير ولكن اعتقد بان عرض هذه المشاكل امر غير صحيح لانه يؤثر على سمعة دولة الكويت امام الآخرين. وختمتا كلامهما بالقول: على الكُتّاب ان يقوموا بكتابة حلقات بها بعض الفكاهة، فالناس تعبت من الدراما ومن البكائيات والدموع والسوداوية. ثم التقينا باسرة يوسف والذي بدأ حديثه قائلاً: انا غير متابع لهذه الاعمال ولا ارى بها واقعية فالقضايا التي تطرحها مبالغ بها وتشوه المجتمع الكويتي كثيراً وارى ان الحل هو وضع الوسطية وعدم ترك الامور مبهمة لدى المشاهد بمحاولة ايجاد حلول للمشاكل التي تطرح بالمسلسلات فما يطرح بالمسلسلات يوضع للاثارة وللدعاية والكسب واعتقد لتغيير وضع البلاد. واضاف يوسف: عقليتنا لم تصل الى هذا المستوى بان نحب الاثارة وغيرها، فنحن لدينا روابط اسرية وما زلنا نحافظ عليها ولا نريد فضحها. ثم قالت زكية - احد افراد اسرة يوسف: المسلسلات جيدة ولا ارى بها اباحية ولكن قضاياها مبالغ فيها وتعرض المجتمع بصورة سيئة.  ولاخذ آراء من فئات عمرية مختلفة، التقينا بمجموعة من الشباب ومنهم احمد محمد والذي قال عن المشاكل التي تطرح بالمسلسلات: اغلب المشاكل مفتعلة وقد تمثل 20 في المئة من حالة المجتمع الكويتي، ولا توضع اي حلول لهذه المشاكل، وفي الحلقة الاخيرة من المسلسل وبعد التشويه الذي حدث يتم تصحيح ما تم، فالسلبيات توضع في العمل لاستقطاب اكبر قدر من المشاهدين وارى ان اغلب من ليست لديهم اسس تربوية ينجرف اولادهم الى هذه المستويات بالاعمال. كما كان لانور محمد رأي مماثل حيث قال: المسلسلات تعرض امورا سلبية بلا مبرر وتفتح اعين المشاهدين على الفضائح الموجودة بالمجتمع فالمشاكل التي تعرض هي حقيقية الى حد ما، وبما ان الناس لهم الظاهر فسيظنون ان ما يعرض هو الواقع وان الناس متساوية واضاف انور: تعرض المشكلة لمجرد العرض دون وضع حل لها ويتأثر الناس بها بعد ذلك، فقد تغير كُتّاب الدراما عن السابق واصبحوا تجّارا. اما أم محمد فلديها رأي مختلف كما هي حال صديقتها مليحة، حيث قالت: بعض المسلسلات جيدة وما يعرض هو صورة للواقع وطرحه ضروري رغم انه يشوه سمعة المجتمع، فالذي يعرض هو جزء بسيط لما يحدث في مجتمعنا ويجب التطرق اليه بشكل اكبر لاصلاح الخلل ولكننا لا نرى اي اصلاح بل تشويه كما اعطت فكرة سيئة للمشاهد عن المجتمع الكويتي من خلال المكياج والملابس واظهرت بأن جميع الكويتيين اصحاب ملايين واخلاقهم سيئة. وفي هذا الصدد لابد من اخذ رأي كتُاب الدراما في الكويت والذين هم طرف مهم في هذه المعادلة، وقد بدأنا حوارنا مع الكاتب والمنتج عبدالعزيز الطوالة والذي قال عن الامور التي تمنعها الرقابة: لابد وان يضع الكاتب والمنتج خطوطاً حمراء في اعمالهما لا يتجاوزانها كالاباحية الزائدة مثلاً.وعن مصادر القضايا التي يطرحها بالاعمال قال الطوالة: نحن نعيش في المجتمع، كما اننا جزء منه وقد تكون بعض مصادرنا من الاخبار والقضايا التي تطرح بالصحف ولكن لا نجعلها فكرة رئيسية بالمسلسل. وعن اكثر مشكلة عرضها ولاقت هجوما من قبل المشاهدين قال: لم يهاجمني اي شخص بكل اعمالي لانني واثق وموقن واعرف كيف ارد اذا تعرضت لهجوم وقد عرضت قضايا مهمة في اعمالي منها قضية عقوق الوالدين في مسلسل «آهات» كما عرضت قضية عدم رقابة الاهل للابناء وتركهم دون محاسبة في مسلسل «رحلة انتظار».كما عبّر الكاتب والمنتج حمد بدر عن رأيه حيث قال: الرقابة ترفض الامور التي تخدش الحياء، فنحن مجتمع محافظ واعتقد ان الاعمال الدرامية بدأت تسيء للمجتمع الخليجي وخاصة المجتمع الكويتي، وهذه الاعمال يجب ان ترفض من قبل الرقابة مع - انني ارفض الرقابة لان المبدع لا يتقيد بقيود- ولكن يجب ان توجد ضوابط لدى الكتاب وتتواجد هذه الاعمال السيئة بسبب استيراد البعض لنصوص تكون من بيئة مختلفة عن بيئتنا وتعرض في النهاية على شاشاتنا، الكاتب هو ابن عائلة ويخشى ان يخدش حياء اسرته قبل خدش حياء الآخرين. وعن مبرراته للقضايا التي طرحها ولم تلاق اقبالا عليها قال: المواضيع السياسية هي الممنوعة في الاعمال ولكن الآن اصبح الطفل يعرف الامور السياسية ومن الامور الاخرى التي لم تلق اقبالاً هي بعض الظواهر الاجتماعية كالجنس الثالث فأنا اطرح القضية واعالجها والطرح الذي لا يعالج يختلف عن غيره.وعن تشويهه للمجتمع من خلال القضايا التي يطرحها قال حمد: نحن نسلط الضوء على الظواهر ونعالجها معالجة درامية فإن شوهنا المجتمع سنكون نحن مشوهين ولكن اصبح كل «من هب ودب يكتب» وانا اتخذ القضية من مشاهداتي لحالات المجتمع كالذي عرضته في مسلسل «حتى التجمد» وهي شخصية امرأة تدخن الشيشة واصبحت بعد ذلك داعية. واضاف حمد: انا لا امس الثوابت الدينية بل اطرح قضية واناقشها ثم اعالجها ولكن اصبحت توجد رقابة دينية على الاعمال الفنية وارى انه يجب ابعاد الدين عن الرقابة الفنية، كما يجب ابعاده عن السياسة.  وحول موضوع واقعية الشخصيات السلبية التي تطرح بالاعمال التقينا باستشاري الاسرة والزواج الاستاذ جميل المرّي والذي بدأ حديثه عن المسلسلات قائلاً: 90 في المئة من المسلسلات العربية او الاجنبية يغلب عليها الانفعال لجذب اكبر عدد من المشاهدين كما ولتسويق عمل المنتج للمسلسل وما يعرض في المسلسلات الخليجية الآن سببه محاكاة الغرب كعرض شخصية «البوية» او عبدة الشيطان وانا تأتيني حالات ولكن المسلسلات تعرض هذه الحالات بشكل مبالغ ثم حلل على بعض شخصيات الكتاب بصفته مختصا بمثل هذه الامور وقال: الكاتبة فجر السعيد هي متحررة وقد تكون تعرضت لضغوط اجتماعية جعلتها تكتب محاكاتها للغرب واضاف المرّي: من يدير الفضائيات اشخاص غير مخلصين لاوطانهم تهمهم التجارة والدخل المادي وقد سطحت عقول الناس واصبحت تهمهم القشور لا اللّب. ثم تحدث المرّي عن الحل الذي يراه لهذه الظاهرة وقال: يجب ان تشكل وزارة الاعلام لجنة اعضاؤها مخضرمون مخلصون ملتزمون سلوكياً وبها استشاري نفسي وآخر قانوني وديني ويكون من الطائفتين ليقرأون النصوص فعندما تشكل هذه اللجنة سيعرف الكتاب ما الذي يتجنبون عمله وسيبحثون عن حلول للقضايا التي يطرحونها ويعملون لهذا الامر «الف حساب» فقد انفتح باب قلعة واصبح الجميع يكتب نصوصا واضاف المرّي: نحن بحاجة الى الوسطية فقد تلوثنا باسم الاسلام مع اننا سنعيش بسلام ان عشنا بالاسلام.

عدنان وزوجته وابنتهما هبة