مهندسات «الكهرباء» يحلمن كغيرهن من بنات جيلهن العاملات في مختلف قطاعات الدولة بأن يأتي اليوم عليهن ليتبوأن مناصب قيادية لتكتمل المساواة بين نون النسوة ونصفها الآخر قولا وفعلا، أسوة بنظرائهن اللواتي تقلدن مناصب قيادية في مختلف قطاعات الدولة وآخرها سلك القضاء.حلم المهندسات سرعان ما تطور إلى مطالبة بأحقيتهن في وصول المهندسة العاملة في وزارة الكهرباء والماء إلى منصب قيادي، خصوصا في ظل انعدام فروقات طبيعة العمل بين الجنسين باستثناء اخت?‌فات بسيطة يعتبرونها تحديا إيجابيا من شأنه أن يدفعهن للأمام.أليس كافيا ان تقوم المهندسة باعتلاء الكرينات (الرافعات) والنزول إلى المناهيل بمساواتها مع نظيرها المهندس؟ سؤال طالبت المهندسات خلال استطلاع «الراي» لآرائهن وتوجهاتهن إزاء تلك المسألة، بالإجابة عنه من المسؤولين الذين يكنون لهن كل التقدير والاحترام، مرجعات سبب عدم وصول المهندسة في وزارة الكهرباء والماء إلى منصب قيادي حتى الآن إلى طبيعة الفكر المجتمعي الذي كان سائدا قبل فترة، قائلات «إن المرأة سيأتي عليها قريبا يوم وتتبوأ المنصب القيادي، خصوصا ان المهندسة باتت تتحمل المسؤولية الكاملة للحفاظ علي الشبكة الكهربائية مثلها مثل المهندس»، غير ناسيات المطالبة بإقرار بدلات الخطر والتلوث للمهندسين والمهندسات العاملين في الإدارة.«الراي» التقت عددا من هؤلاء المهندسات «الطامحات» العاملات في إدارة صيانة الكيبلات الأرضية والخطوط الهوائية التابعة لقطاع شبكات النقل وتعرفت من قرب على آمالهن وطموحاتهن، وناقشتهن حول طبيعة عملهن والصعوبات التي تقابلهن أثناء القيام بمهامهن الوظيفية، وفي ما يلي ما كان:وصفت المهندسة روان العجيمان طبيعة عملها في الإدارة بأنها «تتلخص في متابعة العقود والمناقصات المطروحة الخاصة بالصيانة الوقائية وتبديل زيوت وغيرها من العقود والتأكد من سير عملها في الاتجاه السليم منذ بداية العقد وحتى فترة انتهاء ضمانه».وتضيف العجيمان التي تخصصت أثناء دراستها الجامعية في الهندسة الميكانيكية «نحن كمهندسات نعمل في قسم التخطيط ونسعي لتطوير برامج العمل وتسهيلها والقيام بأفضل عمل لمساعدة مدير الإدارة ورؤساء الاقسام»، موضحة أنه «لا يوجد في العمل فرق بين الجنسين، فنحن كمهندسات أحيانا نقوم بعملنا بأيدينا، فأثناء دراستنا كنا نعمل في الورش الميكانيكة لمدد تفوق الـ12 ساعة يوميا».وتابعت: «نزور جميع المواقع القريبة والبعيدة مثل الزور والصبية والخيران وغيرها من المواقع النائية، ولكن في النهاية يجب أن يتفهم البعض أننا مهندسات ولسنا فنيات، مهمتنا الاشراف على العمل للرفع من كفاءته، نحن العين التي لا يراها الفني».وترى أن عملها في إدارة صيانة الكيبلات الأرضية والخطوط الهوائية امر ليس بالاعتيادي، وتقول «ان تخصصي الهندسة الميكانيكية وإدارتي ذات طبيعية كهربائية بحتة ولكن زياراتي للمحطات والمواقع الخارجية هي تجربة فريدة من نوعها».وتشير إلى وجود فرق بين الدراسة النظرية أيام الجامعة والتطبيق العملي في أرض الميدان، «ففي فترة الجامعة كانت دراستنا العلمية توازي ما يقارب 80 في المئة بينما كان أداؤنا العملي يقتصر على 20 في المئة فقط، وأعتقد بل أجزم بأن العمل في أرض الميدان يختلف بالنسبة لي اختلافا كليا نظرا لاختلاف تخصصي»، مؤكدة ان «الطموح دائماً يحتاج الى جهد ومثابرة وحتى نرضي طموحنا لابد من بذل كل ما في وسعنا، وللحقيقة نحن لم نجلس على مكاتبنا إلا وقتا قليلا إما لمراجعة العقود وإما لحضور الاجتماعات».في السياق ذاته، قالت المهندسة صفية الصيرفي «من المهام المكلفين بها التنسيق بين الادارة والعاملين في كافة الجوانب وتقديم العون لأي مهندس أو فني يعمل في الإدارة، كذلك ننسق بين الإدارة وبقية إدارات القطاع والوزارات الأخري إلى جانب متابعتنا لسير أعمال الصيانة والحرص علي تنفيذها في الوقت المحدد».وفي ما يخص الاختلاف الذي يراه البعض في طبيعة عمل المهندس عن المهندسة تقول الصيرفي «لا أرى في العمل فروقا كثيرة بين الجنس الناعم والذكوري، ربما هناك بعض ا?‌خت?‌فات البسيطة التي أعتبرها بمثابة تحد ايجابي للمهندسات بمختلف تخصصاتهن من شأنه أن يدفعنا ل?‌مام وتعلم المزيد أسوة بإخوتنا المهندسين».وعن رأيها في تجربتها العملية في إدارة صيانة الكيبلات الأرضية والخطوط الهوائية بينت أن «كل تجربة جديدة أخوضها في مجال عملي هي فريدة من نوعها وتضيف لي المزيد من الخبرة و المعرفة، فهناك العديد من التجارب التي نخوضها في مجال عملنا وآخرها تلك التجربة التي ساءت فيها الأحوال الجوية،حيث تكونت على وجه السرعة ورشة عمل للتعامل مع الموقف».وتضيف: «نقوم بزيارة المواقع المختلفة سواء الداخلية أو الخارجية مثل الروضتين و السالمي و الزور و الصبية لتفقد جميع مكونات المحطات والخطوط الهوائية، فأحيانا يتطلب عملنا صعود الكرينات (الرافعات) ونزول المناهيل واختراق الطرق الصعبة ونطمح للمزيد»وتوافقت إجابة الصيرفي مع سابقتها العجيمان حول الاختلاف بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي في أرض الميدان، حيث قالت: «ان الدراسة النظرية تزودنا بالتقنيات البسيطة و المعرفه الكافية في تخصصنا الدراسي و تدفعنا للعمل بها ولكنها تختلف اخت?‌فا كبيرا جدا عن الخبرة العملية، حيث ?‌ تكتمل خبرة و معرفة المهندس ا?‌ عن طريق التجربة العملية الكافية و معاينة المواقع و المشاكل المختلفة بالعين المجردة و ?‌غنى عنها لجميع المهندسين بجميع تخصصاتهم المختلفه، فهذا الأمر يدفع أي مهندس إلى التطور».وعن طموحها في مجال عملها تقول «من الناحية العلمية أطمح الى المزيد من التقدم من خلال تكملة دراساتي العليا وتبادل المعرفة القصوى بينها و بين مجالي العملي، أما من الناحية العملية فأسعى إلى رفع جودة وكفاءة العمل و تطويره من جميع الجوانب لتسهيل عمل ا?‌دارة و مساعدة العاملين و خدمة بلدي الحبيب».بدورها، قالت المهندسة هبة العوضي «نسعي الي تحسين كفاءة العمل وضبط الجودة وايجاد أفضل وأنسب الحلول للمشكلات الفنية التي تواجه طبيعة عمل الإدارة بجميع اقسامها، فعند حدوث أي مشكلة فنية نبحث في مواقع الإنترنت عن حلول لها لمعرفة تجارب الدول المختلفة في كيفية عملها وأحدث الاجهزة التي تحافظ علي استمرار كفاءة الشبكة»، مضيفة: «ان القيام بهذا العمل يتطلب منا معاينة المواقع المختلفة علي أرض الواقع وزيارة برامج العمل الموزعة على شبكة نقل الكهرباء في جميع انحاء الكويت».وعن رأيها في تجربتها العملية تقول «رغم حداثة عملي في إدارة الصيانة إلا أنني أعتبر كل يوم عمل تجربة فريدة من نوعها وهذا يختلف عن حياتنا الجامعية التي كانت أغلب دراستنا فيها منصبة على لغة الأرقام والنظريات وإن وجد تطبيق عملي فلا يكون بحجم التطبيق النظري في الدراسة، ولكن في مجال عملي حاليا أقوم بربط لغة الأرقام بالواقع العملي لجعل المعلومات التي كنا ندرسها في الجامعة اقرب الى الفهم والواقعية، ولله الحمد نحن وبقية المهندسات نقضي أغلب أوقات عملنا في الميادين والمواقع».وتطمح العوضي إلى إنشاء أول فريق من المهندسات يعمل في الصيانة الدورية للكيبلات الزيتية، لاسيما في ظل دعم الإدارة التي تسعى دائما للوقوف إلى جوار موظفيها بهدف الارتقاء بالعمل.وقالت مساعدة المهندس وضحة العجمي «في بداية عملي كنت أنظم عملية تدريب المهندسين للحصول على صلاحية التشغيل عن طريق البحث عن مجموعة من الكتب التعريفية التي تتعلق بهذه الأمور التدريبية، وذلك لتجهيز المهندسين حتى وقت اختبارهم من قبل اللجنة، كذلك كنت أدقق الفواتير الخاصة بالعمل والتابعة للشركة المرتبطة معنا، إضافة إلى زيارة المواقع الخارجية مرتين كل اسبوع مع قسم الخطوط الهوائيه أو قسم الكيبلات الارضية».وتابعت «خلال زيارتي للمواقع الخارجية تعرفت على انواع الكيبلات وانواع الخطوط والمحطات، واعتقد ان العمل في المواقع كان مفيدا جدا، حيث ان هذا العمل ليس مقتصرا على الشاب فمن لديه طموح سيكون قادرا على فعل أي شيء، وأحب أن أشيد هنا بمدير إدارتنا لمنحنا الثقة في قدراتنا ومواكبتنا في كل خطوة».