الله ودود.. أي محب لعباده عطوف، ولذلك جاء في الحديث القدسي الذي جعل الله فيه منهجاً لعباده المؤمنين يقول الله عز وجل: «يا ابن ادم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقياً، وسلطاني لا ينفد أبداً، يا ابن آدم لا تخشى من ضيق الرزق وخزائني ملآنة، وخزائني لا تنفد أبداً، يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب، وضمنت لك رزقك فلا تتعب، فوعزتي وجلالي إن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محموداً، وإن أنت لم ترضَ بما قسمته لك، فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك فيها إلا ما قسمته لك، يا ابن آدم خلقت السماوات والأرض ولم أعيَّ بخلقهن، أيعيني رغيف عيشٍ أسوقه لك، يا ابن آدم لا تسألني رزق غد، كما لم أطلب منك عمل غد، يا ابن آدم أنا لك محب، فبحقي عليك كن لي محباً».استمعت إلى هذه الكلمات التي وصلتني عبر مقطع فيديو للشيخ الشعراوي رحمه الله، والتي جعلتني أتوقف كثيراً للتفكر، كما أدخلت على قلبي وروحي مشاعر الفرح والاستشعار برحمة الله وكرمه وعطفه، ولكن هزتني هذه الكلمات فالله ودود ومحب لعباده عطوف عليهم، ويبشرهم بالخير، ومن الجميل في هذا الحديث الروحاني الملهم، حين يشير الشيخ الشعراوي أن الله يضمن الرزق لعباده حتى لا ينشغلون بالدنيا، وليس هذا معناه التواكل والكسل وعدم العمل، ولكن كما أوضح الشعراوي بقوله «الجوارح تعمل والقلوب تتوكل»، أي أن الجسد يعمل ويجتهد، لكن القلوب والأرواح معلقة بذكر الله ومحبته.هذا الحديث بالفعل يعد منهجاً للحياة وعلاجاً ناجعاً للعديد من الأمراض النفسية التي تؤلمنا في حياتنا، وربما في ظل هذه الحياة المادية الطاحنة نحن بحاجة دائمة إلى حديث مثل هذا، يروي الروح، ويعيد رسم الطريق، ويوضح المنهج، ويعيد التوازن النفسي، ويُدخل الطمأنينة والسعادة إلى النفوس والأبدان.استمعت إلى كلمات العالم الجليل قائلاً لنفسي «فرج قريب وعسر بعد يسر، متذكراً ما جرى علي من بعض التدليس والتزوير اللذين أشغلاني ما بين مخفر ونيابة ومحكمة بعيداً عن المجالس التي كنت أتردد عليها، وبعض المشاركات الاجتماعية التي كنت حريصاً أن أقوم بها، ولكن أملي في رب العزة والجلال أن ينصفني ويبرئ ذمتي من كل هذا إنه سميع مجيب.أيضاً تذكرت موقفنا في جمعية سفراء السلام بالولايات المتحدة الأميركية، والتي تعد من أهم المراكز في أميركا لنشر الإسلام بطريقة وسطية معتدلة لا تجريح فيها ولا تفضيح، فقد استطعنا قبل عامين شراء مبنى متكامل، وافتتاح المقر الرئيسى للعمل، وها نحن بعد عامين مازلنا ننتظر أيادي الخير والعطاء لاستكمال المشروع الذي أصبح مهدداً لأننا لم ندفع بقية المبلغ الخاص بالمبنى، وقد بقيت لنا مهلة قليلة، لاستكمال المبلغ أو التخلي عنه.هذه الكلمات التي أشرقت على روحي جعلتني ألتقط أنفاسي مردداً«والله متمُ نوره ولو كره الكافرون»، وأتزود بماء اليقين والصبر، فالله عز وجل هو الودود وهو المدبر، وهو العالم بحالنا وسعينا في هذا المركز الذي يعد منارةً لنشر الدعوة الإسلامية والصورة الصحيحة عن الإسلام بالولايات المتحدة الأميركية.كم نحن في حاجة لعلماء مثل العلامة الشيخ الشعراوي، يهدون الناس إلى طرقات الخير والبر والإحسان، وكم نحن بحاجة إلى تضافر علماء الأمة وعونهم ومساعدتهم لإكمال هذا الصرح الإسلامي الكبير، مر عامان ولم نكل ولن نمل من السعي وطرق جميع الأبواب من أجل استكمال مشروع مركز سفراء السلام، مر عامان وقد أنجزنا جميع الأوراق والموافقات الرسمية المطلوبة، مر عامان ونحن ننتظر أيادي الخير والعطاء، مر عامان ومازال يقينناً بالله ثابتاً لإنجاز هذا المشروع الدعوي الكبير فخزائن الله لا تنفد أبداً.@DrMnawr
مقالات
أرجوحة
الشيخ الشعراوي... وسفراء السلام
12:00 ص