قال مدير برنامج الحوكمة العالمية في معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية «IDDRI» الدكتور تناكريد فواتريزي ان «ارتفاع نسبة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري درجتين كفيلة بإخفاء العالم عن وجه الأرض لافتاً إلى ان تبعات التغير المناخي ستكون كارثية وستختفي دول كاملة ومئات الملايين من البشر، كما سيتأثر أيضاً الناتج الزراعي ومصادر المياه، وستنتشر الأوبئة. وشدد فواتريزي في حوار مع «الراي» على ضرورة تكاتف جهود جميع الدول لمنع حدوث مثل هذا الارتفاع مشيرا إلى ان الولايات المتحدة والصين تعهدتا بتخفيض نسبة انبعاث الغاز لديهما.وأوضح فواتريزي ان نسبة الانبعاثات الصادرة من الشرق الأوسط تعتبر الأقل مقارنة مع الولايات المتحدة الأميركية والصين والهند التي تمتلك عدداً كبيراً من المصانع والمصافي البترولية إلى جانب الكثافة السكانية المرتفعة في تلك المناطق.وأشاد بتقديم 147 دولة حتى الآن خطط العمل الوطنية المتعلقة بالمناخ، والتي تمثل أكثر من 85 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، واصفاً إياها بأنه «خطوة أولى إيجابية تجاه تحقيق اتفاق عالمي لتغير المناخ». وأشار إلى أن ما تم التعهد به في مؤتمر باريس سيقودنا لتحقيق المزيد من الإنجاز وسيكون بداية نحو الأفضل يتبعه لقاءفي 2020 منوهاً إلى انه ستعقد لقاءات مكثفة خلال هذه السنوات لمعرفة ما تم التوصل إليه من انجازات ومدى تأثيرها اقتصادياً على الدول.وإلى نص الحوار:• برأيك ما مدى خطورة الانبعاثات الغازية على الكرة الأرضية ؟- ارتفاع نسبة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري درجتين كفيلة بإخفاء العالم عن وجه الأرض كما ان تبعات التغير المناخي ستكون كارثية وستختفي دول كاملة ومئات الملايين من البشر، كما سيتأثر أيضاً الناتج الزراعي ومصادر المياه، وتنتشر الأوبئة.• لماذا تم اختيار باريس لاستضافة مؤتمر التغير المناخي للعام 2015 ؟- وَضع اتفاق كوبنهاغن السياسي في العام 2009 ومؤتمرات كانكون 2010 وديربان 2011 والدوحة 2012 أسس النظام الدولي الجديد، من خلال اتمام الصكوك القائمة في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغيّر المناخ وبروتوكول كيوتو.وأكّدت الأطراف المشاركة في مؤتمر ديربان في العام 2011 عزمها إبرام اتفاق جديد في شأن المناخ في العام 2015، بغية دخوله حيّز النفاذ بحلول العام 2020، ووفقاً للنظام الداخلي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغيّر المناخ، التي تنص على تناوب انعقاد مؤتمر الأطراف بين المجموعات الإقليمية للأمم المتحدة.وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في سبتمبر 2012 عن استضافة بلاده الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغيّر المناخ، والدورة الحادية عشرة لاجتماع الأطراف في بروتوكول كيوتو في ديسمبر 2015.• هل وجدتم مبادرات دولية واهتماما بهذا المؤتمر عالمياً ؟- هناك 147 دولة حتى الآن قدمت خططها الوطنية المتعلقة بالمناخ، والتي تمثل أكثر من 85 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهي «خطوة أولى إيجابية» تجاه التوصل إلى اتفاق عالمي لتغير المناخ في ديسمبر المقبل.وسوف تشكل خطط العمل، أو ما يسمى المشاركة المقررة على الصعيد الوطني، أساس الاتفاق المتوقع أن يتم التوصل إليه في المؤتمر الـ21 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ، التي تعرف أيضا باسم «COP21» والذي سيعقد في باريس.• ما مدى أهمية مؤتمر باريس 2015 ؟- هذا المؤتمر حاسم، ويجب أن ينبثق عنه اتفاق دولي حول المناخ يسمح باحتواء الاحتباس الحراري العالمي في حدود 2 درجة مئوية.انطلاقاً من توصيات وقرارات المؤتمر العشرين حول المناخ الذي عقد في ليما، يجب الخروج بمجموعة من القرارات في مؤتمر باريس في ديسمبر 2015 والتوصل إلى اتفاق طموح وإلزامي يطبق على جميع الدول، في وجه تحديات التغير المناخي ثم وضع مساهمات كل دولة، تمثل الجهود التي يمكن لكل دولة أن تقوم بها وتمويل مكافحة التغير المناخي هو أيضا عامل رئيس، تم اجتياز خطوة منه من خلال دعم الصندوق الأخضر بمبلغ 9.3 مليار دولار، دفعت فرنسا منها ما يقارب مليار دولار.كما ستسمح المبادرات المقترحة على مستوى هيئات كل دولة، من الجماعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات، بالتعبئة وستزيد من مساهمات كل دولة.• هل سيناقش المؤتمر تقديم الحلول للدول التي لم تستطع الالتزام بها لأسباب اقتصادية أو قلة التكنولوجيا لديها ؟- اختارت فرنسا دعم رزنامة من الحلول خلال هذا المؤتمر ويتعلق الأمر بمجموع المبادرات الإضافية للاتفاق الدولي، التي تم اتخاذها محلياً من طرف الحكومات والسلطات المحلية كفاعلين غير دوليين ومساهمين في تعزيز التزامات الدول في مجال التقليل من انبعاثات الغاز الدفيء، والتأقلم مع آثار التغيرات المناخية والتمويل.وتعتمد هذه الرزنامة على تبادل الممارسات الحميدة ونقل المعارف والتكنولوجيات اللازمة للانتقال نحو اقتصادات تنتج مستوى منخفضا من غاز الكربون.• وماذا عن اجتماع زعماء العالم للتوقيع على اتفاقيات في بداية مؤتمر باريس 2015 ومن ثم لقاء المتخصصين ؟- ان اجتماع زعماء العالم في بداية المؤتمر ليس للتوقيع على اتفاقيات ولكن لسماع موقفهم من قضية التغير المناخي وما أنجزته بلدانهم للمساهمة في الحد من الانبعاثات خلال الـ20 سنة الماضية.• هل ستكون هناك آلية لمعاقبة الدول التي لا تلتزم بالاتفاقية أو بالوعود التي ستقطعها خلال هذا المؤتمر، وما الذي يضمن التزامها بتنفيذ تلك الوعود ؟- لا توجد آلية قانونية لتوقيع عقوبات على المخالفين، ولكن لدينا نظاما يوضح ما سيقوم به كل بلد، كما ان النمو الاقتصادي في المستقبل سيكون للمنتجات البيئية الخضراء، فالصين وألمانيا بدأتا في التحول لهذه المنتجات، ما يؤكد انه ستكون هناك دوافع لبقية الدول المصنعة للتوجه إلى التوجه نفسه من فائدتها اقتصادياً، بالإضافة الى سمعتها عالمياً بالتزامها بما تعهدت به نسبة تخفيض انبعاثاتها الغازية.• هل لديكم آلية دقيقة لقياس مدى الانبعاثات من كل دولة لتحديد مدى التزامها ؟- نعم هناك آلية للمراقبة لتحديد مدى التزام الدول بما تعهدت به وهو تخفيض انبعاثاتها بدرجتين كأقل تقدير قبيل 2020، وستكون هناك آلية لحض الدول على تخفيض انبعاثاتها بنسبة أكبر، ولن تستطيع الدول الكذب في شأن كمية انبعاثاتها الغازية لأن آليات القياس دقيقة للغاية.
محليات
مدير برنامج الحوكمة العالمية حذّر من مقتل مئات ملايين البشر جراء تبعات التغير المناخي
فواتريزي لـ «الراي»: ارتفاع الانبعاثات الغازية درجتين سيخفي العالم من الوجود
06:51 ص