ثمن رئيس اللجنة التنظيمية لمؤتمر المانحين لدعم التعليم في الصومال الدكتور غانم النجار اليوم مبادرة دولة الكويت استضافة المؤتمر الدولي المقرر في العام المقبل إيمانا منها بأن التعليم هو "طريق السلام والاستقرار في المنطقة ككل"، وذلك في لقاء له مع وكالة الانباء الكويتية عقب اجتماع عقدته الأطراف الاربعة المشاركة في مشروع مؤتمر المانحين وأبرزها الكويت ممثلة بوزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى ونظيرته الصومالية الدكتورة خضرة بشير. ويشارك في المشروع ايضا المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (الكسو) الدكتور عبدالله محارب، وبحضور مقرر اللجنة التنظيمية والأمين العام للجنة الوطنية الصومالية للتربية والثقافة والعلوم عصام الجامع. وأكد النجار وهو خبير دولي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت "أهمية الاجتماع الأول للأطراف الأربعة في مقر اليونسكو بباريس حيث المكان الأنسب للإعلان عن تبني دولة الكويت لمؤتمر المانحين والتأكيد على دورها وحضورها العالمي في الجانب الإنساني". وأوضح ان "فكرة المشروع تبلورت في منظمة (الكسو) كنوع من أنواع التعامل مع الدمار الذي تعرض له الصومال منذ ديسمبر 1990 وأدى به الى أقصى حالات التردي والتفكك على جميع المستويات ومنها التعليمية حتى بات مصطلح (صوملة) يطلق على دول عربية تسير في هذا الاتجاه". وأضاف ان "إهمال الصومال لكل هذه الفترة أوجد ما أطلقت عليه صفة (المرض الصومالي) الذي أخذ في الانتشار في دول عربية مثل العراق واليمن وليبيا وسورية وغيرها حيث قارب عدد الأطفال خارج المدارس 14 مليون مما قد يشكل الأرض الخصبة للتطرف والإرهاب، وما يعني أننا أمام مستقبل صعب إن لم نتحرك ولذا ارتكزت رؤيتنا على التعليم". ولفت الى ان "مؤتمر المانحين لدعم التعليم في الصومال الذي يتوقع عقده في ابريل او مايو المقبل بالكويت يختلف عن المؤتمرات المانحة الاخرى التي تنظم بشكل طارئ لمعالجة كوارث معينة"، مضيفا انه "سيحمل رؤية وخطة متكاملة وليس فقط كمؤتمر دولي لجمع المال وتقديمه للصومال"، موضحاً ان "هذه الرؤية تنطلق أولا من المساواة في التعليم من خلال تغطية جميع مناطق الصومال وتكويناتها وتركز على جودة التعليم الذي يعد طريق السلام ودونه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة، بالإضافة الى التركيز على التشاور الكامل مع الطرف الصومالي لتزويدنا بأولوياته واحتياجاته لنقوم في وضع ذلك ضمن تصور تنفيذي متكامل". وبين ان "المشروع لا يعنى فقط بتأسيس البنى التحتية اللازمة مثل المدارس والجامعات ولكن ايضا يهدف الى ضمان استمراريتها على النحو الأمثل عبر خطة تتناول جميع الجوانب بما فيها الكتب والمناهج والإدارة المالية وأمور أخرى تضمن تطوير العملية التعليمية"، متابعاً ان "نجاح تطبيق هذه الخطة سيفتح لنا الأبواب لمشاريع أخرى مماثلة ونقل التجربة الى دول عربية تعاني من سوء وتردي التعليم ولكن بدرجات متفاوتة وذلك بالتشاور والتعاون مع منظمتي (الكسو) و(ايسيسكو)". وأعرب النجار عن ارتياحه "لما لمسه من ردود فعل واستحسان من المجموعة الدولية في اليونسكو حول المبادرة الكويتية وما تحمله من فكر جديد وتصور مختلف"، مشيرا الى ان "ذلك يرفع اسم الكويت ويضيف الى سجلها الناصع في المحافل الدولية". وبين ان "القائمين على المؤتمر يقومون بالتنسيق مع كل الدول لاسيما الخليجية والمنظمات الدولية العاملة في النشاط التعليمي بالصومال، وكذلك القطاع الخاص لوضع تصور تنفيذي متماسك يراعى خلاله عدم التكرار وجودة النوعية". وقال انه "سيتم البحث مع المؤسسات ذات الخبرة العريقة في النشاط التنموي مثل الصندوق الكويتي للتنمية والصندوق العربي للانماء والبنك الاسلامي للتنمية حول سبل الإدارة المثلى لضمان نجاح مؤتمر المانحين في تحقيق اهدافه". وأعرب عن شكره "لتبني وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى للمشروع لمبادرة (الكسو) و(ايسيسكو) ونقله المبادرة الى صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قائد العمل الانساني"، مؤكدا ان "المشروع لاقى الترحيب والتأييد والدعم القوي من قبل سموه". وأوضح ان "المشروع عرض بعد ذلك على مجلس الوزراء الذي أحاله لوزارة الخارجية كجهة اختصاص وخبرة في هذا المجال وبالتالي سنعقد اجتماعا تشاوريا مع مسؤولي الوزارة للتباحث حول المسائل التنفيذية قريبا جدا". وفي رد على سؤال حول ما إذا كان التوتر الأمني يعيق أي جهود لدعم التعليم في الصومال قال النجار ان "الصومال ينقسم الى عدة أقاليم أغلبها يتمتع بالاستقرار والهدوء"، لافتا الى ان "الخطر موجود إلا ان المناطق الأقل استقرارا شهدت تحسنا كبيرا بالآونة الأخيرة".