كثيرون من المواطنين سبق وان ارسلوا كتب شكوى إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر، يشرح فيها كل واحد منهم جذور مشكلته التي لم تحل ولسببها يرى ارسال شكواه لسموه سواء تعلقت بالهيئات او المؤسسات او الوزارات، رغم المحاولات العديدة التي يبذلها المواطن لحل مشكلته لدى هذه الجهات. وعندما يعجزه الامل في الحل يلجأ إلى سمو الرئيس، ولكن دائما ما يصابون بخيبة الامل عندما يفقد المواطن تفاؤله، إذ تمر الايام والاسابيع والشهور من دون ان تحدث له بارقة امل تخبره في ان يتلقى ردا سلبيا كان او ايجابيا، وهذه المشاكل التي يتعرض اليها المواطن من دون ان يجد حلا لها ليست من المشاكل التي تحل بالطرق والاجراءات الروتينية، خصوصا تلك المتعلقة بالظلم الذي يقع على المواطن وشعوره بالقهر، نظرا إلى عدم وجود الشخص الذي يرفعه عنه. ولذا يلجأ إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر بهدف تحقيق العدالة التي ليس من المفترض ان تكون حكما قضائيا، بل تصرف ارعن من غالبية موظفي الدولة سواء كان وزيرا او خفيرا في التعسف باستعمال السلطة وبالذات في هذا الزمن المادي الشرس الذي جعل كثيرين من الناس قساة القلوب تحقيقا لمصالحهم الشخصية، بغض النظر عن بقية مصالح الاخرين، وقد سقطت القيم النبيلة كلها من انفسهم وصاروا اعداء النجاح والخير والصدق والامانة والاخلاص لكل انسان يتميز بهذه المعاني الراقية، كما جعل منهم صحبة للتآمر والخيانة والفتنة والحقد والحسد والنميمة والكذب والتجني والسرقة والنهب العام. ان الشكاوى التي تحل يتم الحديث عنها في الدواوين والمقاهي الشعبية والمنتديات بالرضا والحمد والاستحسان، وان لم يحدث هذا، فالتذمر واليأس يأخذ حده في الغضب والكراهية والبغض. وبما ان الدنيا بطبيعتها مصلحة يسعى فيها الفرد لذاته، فهذا الامر يكون موضع رضا، وعكس ذلك يحدث الغضب والتذمر.ما يعلمه عامة الشعب ان سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر انسان يحترم الاخرين ويقدر احوالهم ويعمل جهده في سبيل راحتهم وحل مشاكلهم، ولكن ما يفوت على سموه عدم علمه ببعض كتب الشكاوى التي يرسلها الناس لغرض حل ما تعترضهم من صعوبات تحول دون حصولهم على حقوقهم المشروعة، إذ ما يحجب عن سموه لا قدرة له بطبيعة الحال في الاطلاع عليه وهذه في الاساس هي مهمة من يحيط بسموه من موظفي «البطانة» فإن كانت البطانة صالحة ومخلصة صلح الحكم، وان كانت غير ذلك فسد الحكم وضاعت الحقوق. وهذه الشكاوى لها من الوساطة الشيء الكثير فإن كان صاحبها له معرفة باحد افراد البطانة وصلت شكواه إلى سموه واتخذ القرار المناسب في حقها وان لم يكن لصاحبها ما يعينه على نوائب الدهر بقيت شكواه في ادراج الموظفين لايام واسابيع وشهور، حتى ييأس صاحبها ويتخلى عن شكواه او يبلغ بقرار لم يتخذه سموه، بل يكون عشوائيا من احد موظفي البطانة ويبقى على المواطن الالتزام بالصبر مستعينا بالله سبحانه وتعالى في ان يعينه على تحمل بلواه.والناس، وهم على هذه الصورة من عدم فهمهم لآلية العمل في المراكز العليا بالدولة، ينصرف اتهامهم لصاحب المركز العالي بعدم اعطاء شكاواهم الاهتمام الذي يرضي حاجتهم ويطمئن نفوسهم بالايجاب او السلب، كما يؤدي اخبارهم بنتيجة قرار صاحب القرار إلى رضاهم وليس قرار موظفيه في اتخاذ ما ليس من حقهم في اتخاذه، وذلك عندما تصلهم ردود الشكاوى او يطلب الشاكي منهم موعدا لمقابلة سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر ويلبي طلبه. ولكن إذا حدث عكس ذلك كله وادرجت الشكاوى في الادراج فالتذمر والغضب يزيدان بين الناس إذا عرف بعضهم عن طريق بعضهم ما تفعله البطانات السيئة من دمار وما تخلقه الحسنة منها من عمار في الانظمة عبر التاريخ الذي هو المصدر الاساسي في العبر والدروس. وهدفنا من هذه العجالة ان تصل إلى يد سموه من دون ان يحجبها احد موظفيه في مكتبه عن سموه ليطلع عليها مباشرة من دون حاجب ووسيط.

يعقوب العوضي

كاتب كويتيymalawadhi@hotmail.com